يبدو أن الولاية الثانية للرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، ستشهد تحولًا جذريًا في نهج السياسات الأمريكية، بسبب وعود ترامب بتحقيق رؤيته بجرأة أكبر من خلال أجندة جذرية.
تشمل أجندة الرئيس الأمريكي المنتخب، الهجرة، والتعريفات الجمركية، وإعادة هيكلة المؤسسات الفيدرالية، وكذلك تعزيز الدور الأمريكي الصناعي، ليتصاعد الجدل حول كيفية تنفيذ هذه السياسات وتأثيرها على الساحة العالمية والمحلية، وذلك بعد فوز الجمهوري دونالد ترامب بسباق انتخابات أمريكا 2024.
اقرأ أيضًا| قصة غلاف| «تايم» تكشف أسرار «الصديق الأول» في كواليس إدارة ترامب
حيث وعد ترامب بتحقيق تغييرات غير مسبوقة على سياسات الهجرة، مثل إقامة معسكرات احتجاز ضخمة وزيادة عمليات الترحيل الجماعي، ومع إعلان نيته استعادة سياسات «البقاء في المكسيك»، يبدو أن انتخابات أمريكا 2024، كبوابة لسياسات مثيرة للجدل، رغم التحديات القانونية المحتملة وعدم وضوح التفاصيل بشأن تمويل هذه الخطط، وفقًا لصحيفة «بوليتيكو» الأمريكية.
التعريفات الجمركية.. السلاح الاقتصادي لترامب
يشدد ترامب على تعريفات جمركية واسعة النطاق تشمل جميع الواردات، خصوصًا من الصين، ضمن أجندته الاقتصادية، بينما يرى مراقبون أن مثل هذه الإجراءات قد تثير ردود فعل دولية وانتقامًا اقتصاديًا من الشركاء التجاريين، كما يعتزم ترامب تعيين آلاف الموظفين السياسيين لتقليص سلطة البيروقراطية، مما يفتح الباب لتحولات إدارية كبيرة، لكن، يبقى السؤال عن مدى قدرة هذه السياسات على تحقيق التوازن بين الكفاءة والشفافية في المؤسسات الحكومية بأمريكا.
مستقبل التكنولوجيا.. صناعة الرقائق محور الصراع
تسعى أجندة ترامب لتعزيز استقلالية أمريكا في مجال التكنولوجيا من خلال دعم تصنيع الرقائق وتقليل الاعتماد على الصين، خاصةً مع تصاعد المنافسة العالمية، التي باتت اختبارًا حقيقيًا لإمكانية تنفيذ هذه الاستراتيجيات دون التأثير السلبي على الاقتصاد المحلي بالولايات المتحدة.
تجمع أجندة ترامب بين الطموح والإثارة، لكنها تواجه عقبات قانونية وسياسية متعددة، في ظل تداخل قضايا الهجرة، والاقتصاد، وإعادة هيكلة المؤسسات، ويبقى دونالد ترامب مركزًا للجدل السياسي، حيث تظل سياساته تجاه الشرق الأوسط وأوكرانيا والصين نقطة محورية، فقد يعيد ترامب فرض أجندة تتسم بالحزم في مواجهة إيران وروسيا والصين، مع اتباع سياسة "أمريكا أولا" في صراعات جيوسياسية معقدة، بحسب الصحيفة الأمريكية ذاتها.
سياسات ترامب في الشرق الأوسط
بعد انتهاء الانتخابات الأمريكية 2024 بفوز ترامب، بات يعد بتكثيف الضغط على إيران، مع استمرار دعمه القوي لإسرائيل، ويؤكد أن إدارته ستضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب على غزة بحلول يناير عقب تنصيبه وعودته للبيت الأبيض، ليواصل سياسة «الضغط الأقصى» ضد إيران، وفقًا لما أفادت به صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية.
أوكرانيا وروسيا.. «وعود بدون خريطة طريق واضحة»
كرر ترامب خلال فترته الانتخابية بسباق انتخابات أمريكا 2024، وعوده بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، لكن استراتيجيته لا تزال غامضة حتى الآن في إيقاف هذه الحرب الدائرة، على الرغم من ذلك، يوجه اللوم إلى الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، ويهدد بوقف الدعم العسكري والمالي، وهذا الموقف يثير تساؤلات حول التزام ترامب بالتحالفات التقليدية لأمريكا مع الحلفاء الأوروبيين.
اقرأ أيضًا| أمريكيون عرب يطالبون بإنهاء حرب غزة.. هل يفي ترامب بوعده؟
الصين.. سياسة حذرة.. لكن «حازمة»
يعتبر الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، أن التصعيد مع الصين أمر لا بد منه، حيث يستهدف التجارة والتكنولوجيا كأدوات للضغط، لكن مع التصاعد المستمر للتوترات بين القوتين العظميين أمريكا والصين، يواجه ترامب تحديات في إدارة هذه العلاقة المزدوجة بين فرض الضغوط ومنع أي تصعيد قد يضر بالاقتصاد الأمريكي.
الإجهاض والرعاية الصحية.. تغيرات جذرية ووعود غامضة
واصل ترامب في سباق انتخابات أمريكا 2024، دعوته لمنح الولايات حرية اتخاذ قرارات بشأن الإجهاض، بينما يبتعد عن تقديم قانون فيدرالي لحظره، أما بالنسبة للرعاية الصحية، يعود إلى الحديث عن إلغاء جزء من قانون باراك أوباما للرعاية الصحية، لكن مع وعد غامض بخفض التكاليف وتحقيق الإصلاحات الصحية التي ستؤثر على كبار السن وأصحاب الحالات المزمنة.
إسناد ترامب ملف الصحة إلى روبرت كينيدي جونيور، المعروف بانتقاداته للقاحات، يعكس توجهًا نحو تعزيز الطب البديل، كما أن هذا التعيين يثير مخاوف حول مستقبل الرعاية الصحية العامة في أمريكا، ويطرح تساؤلات حول مدى تأثيره على سياسة الصحة العامة وفعالية التدخل الحكومي في صناعة الأدوية، وفقًا للصحيفة الأمريكية ذاتها.
ديون الطلاب.. أزمة التعليم في قلب السباق الرئاسي
لطالما هاجم ترامب في سباق الانتخابات الأمريكية 2024، سياسات الرئيس الرئيس الأمريكي جو بايدن في تخفيف قروض الطلاب، داعيًا إلى تخفيض تكاليف التعليم في البلاد، لكنه لم يقدم حلا واضحًا لأزمة الديون المتفاقمة أيضًا، في حين يركز الجمهوريون على إصلاح مؤسسات التعليم وتقديم بدائل أقل تكلفة للجامعات.
وركز ترامب على محاربة التعليم الذي يناقش قضايا العرق والجنس، مؤكدًا أنه سيقلل التمويل الفيدرالي للمدارس التي تروج لهذه الموضوعات، كما يهدد بمنع النساء المتحولات من المشاركة في الفرق الرياضية النسائية، وهو أمر أثار الكثير من الجدل في فترة ولايته السابقة.
المناخ وسوق الإسكان والضرائب
عارض ترامب في الانتخابات الأمريكية 2024، بشكل واضح أجندة بايدن البيئية، معلنًا عزمه على تعزيز إنتاج الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط، رغم القوانين البيئية الصارمة، يخطط ترامب لإلغاء بعض القيود المتعلقة بالانبعاثات، مما يعكس تصوره للأولوية الاقتصادية عبر دعم الصناعات التقليدية، كما عرض ترامب حلولًا لتحسين سوق الإسكان، مثل بيع الأراضي الفيدرالية وتخفيف القيود التنظيمية.
ويسعى الجمهوريون إلى إصلاح شركات مثل فاني ماي وفريدي ماك، لتشجيع بناء المساكن بأسعار معقولة، لكن هذه الحلول قد تواجه تحديات اقتصادية إذا استمرت الضغوط على الأسواق العقارية، كما يدعو ترامب إلى جعل تخفيضات الضرائب لعام 2017 دائمة، مع اقتراح إعفاءات ضريبية جديدة، لكن مع ارتفاع العجز الحكومي، سيواجه الكونجرس الأمريكي تحديات في التوازن بين التخفيف المالي وضرورة إصلاح الإعفاءات الممنوحة للقطاعات مثل الطاقة الخضراء، مما قد يؤدي إلى مناقشات حادة حول أولويات الإنفاق.
اقرأ أيضًا| للتصدي لقرارات ترامب.. ديمقراطي يقترح «حكومة الظل» كإدارة معارضة