بدون تردد

قرار الجنائية الدولية وصحوة الضمير العالمى

محمد بركات
محمد بركات


أخيراً وفى صحوة إنسانية متأخرة ويقظة طال افتقادها للضمير العالمى انتظرناها على مدار أكثر من أربعة عشر شهرا كاملة، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتى اعتقال لرئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو»، و«يواف جالانت»، وزير الدفاع الإسرائيلى السابق، لارتكابهما جرائم حرب ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة.

المحكمة الجنائية الدولية أكدت فى بيانها المعلن الخميس الماضى، أن هناك أسبابا منطقية للاعتقاد بأن «نتنياهو» و«جالانت»، ارتكبا جرائم حرب ضد الفلسطينيين أهل غزة، تشمل استخدام التجويع كسلاح حرب، كما تشمل جرائم ضد الإنسانية متمثلة فى القتل والاضطهاد وغيرهما من الأفعال غير الإنسانية.
قرار المحكمة الجنائية الدولية يأتى واضعا النقاط فوق الحروف، ومحددا الصفة الإجرامية الحقيقية للإرهابى القاتل «بنيامين نتنياهو»، ووزير الدفاع الإسرائيلى السابق «جالانت».

القرار الذى صدر عن المحكمة الجنائية الدولية يأتى بعد ما يزيد على «٤٠٠» أربعمائة يوم ارتكب خلالها «نتنياهو» و«جالانت»، كل أنواع الجرائم الإرهابية اللا إنسانية، ضد المواطنين الفلسطينيين العزل فى غزة.

هذان القاتلان الإرهابيان وغيرهما من المسئولين والقادة الإسرائيليين، قاموا ويقومون حتى اليوم بارتكاب جرائم القتل والدمار والتخريب، وتنفيذ المذابح وعمليات الإبادة الجماعية والتجويع دون مانع أو رادع، متصورين أنهم فوق القانون وفوق المساءلة والعقاب الدولى والإنسانى.

وهذان القاتلان الإرهابيان وغيرهما من قادة إسرائيل مازالوا يرتكبون كل أشكال وأنواع الجرائم ضد الأطفال والنساء الفلسطينيين، متصورين أنهم يملكون تصريحا مفتوحا بارتكاب كل الجرائم دون أن يجرؤ أحد على التصدى لهم طالما أنهم فى حماية الولايات المتحدة الأمريكية، وتحت مظلتها وفى رعايتها.
وفى ظل مذكرتى الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية أصبح «نتنياهو»، ووزير دفاعه السابق مجرمى حرب رسميا فى نظر العالم كله، وليس فى نظر الفلسطينيين ونظرنا نحن فقط،...، ولن تستطيع أى جهة فى العالم حتى ولو كانت أمريكا تغيير ذلك.