تستمر الحصبة في كونها واحدة من أخطر الأمراض المعدية في العالم، حيث ينتقل بسهولة عبر الهواء من خلال السعال أو العطاس.
على الرغم من التقدم الملحوظ في برامج التلقيح ووجود لقاح فعّال وآمن ضد المرض، فقد أظهرت التقديرات الخاصة بمنظمة الصحة العالمية ، أن الحصبة تسببت في وفاة حوالي 107,500 شخص في عام 2023، وهو ما يُظهر أن الجهود في الوقاية ما زالت بحاجة إلى المزيد من التركيز.
اقرأ أيضا | صحة المنوفية: وفد منظمة الصحة العالمية يشيد بخلو مصر من الحصبة الألمانية
تؤكد منظمة الصحة العالمية على أهمية تكاتف الجهود الدولية والمحلية في مكافحة الحصبة وضمان حماية الأطفال من هذا المرض القاتل من خلال التلقيح الشامل.
علامات وأعراض الحصبة
تبدأ أعراض الحصبة عادة بعد 10 إلى 14 يومًا من التعرض للفيروس، وتشمل الحمى الشديدة، السعال، سيلان الأنف، والطفح الجلدي الذي يظهر على الوجه ثم ينتشر لبقية الجسم. يمكن أن تؤدي الحصبة إلى مضاعفات خطيرة، مثل التهاب الدماغ، العمى، الإسهال الشديد، والتهابات الأذن. الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو ضعف المناعة هم الأكثر عرضة لهذه المضاعفات المهددة للحياة.
تجنب 60مليون وفاة بفضل التلقيح
منذ طرح لقاح الحصبة في عام 1963، شهد العالم انخفاضًا كبيرًا في عدد الوفيات الناجمة عن المرض. بين عامي 2000 و2023، ساهم التلقيح في تجنب أكثر من 60 مليون حالة وفاة. ومع ذلك، على الرغم من التقدم الذي تحقق، لا تزال التحديات قائمة، إذ انخفضت نسبة الأطفال الذين حصلوا على الجرعة الأولى من اللقاح في عام 2023 إلى 83٪، وهو ما يُعدّ أقل من النسبة المسجلة في عام 2019 والتي بلغت 86٪. لتحقيق الحصانة المجتمعية والحد من انتشار المرض، يجب تكثيف الجهود لضمان تلقي جميع الأطفال اللقاح.
جائحة كوفيد-19 وتأثيراتها على توفير اللقاح ضد الحصبة
تسببت جائحة كوفيد-19 في تعطيل العديد من البرامج الصحية، بما في ذلك برامج التمنيع ضد الحصبة. أدى هذا التوقف في حملات التلقيح وانخفاض معدلات التمنيع إلى زيادة خطر تفشي المرض في مختلف أنحاء العالم، مما يعرض ملايين الأطفال غير الملقحين للخطر. ولذلك، يجب الآن تكثيف حملات التمنيع والترصد في جميع أنحاء العالم لضمان عدم عودة تفشي الحصبة إلى مستوياته السابقة.
التلقيح هو الحل الأمثل
أفضل طريقة للوقاية من الحصبة هي التلقيح، الذي يعد آمنًا وفعّالًا. ولضمان الحماية الكاملة، يجب أن يتلقى الأطفال جرعتين من لقاح الحصبة. ورغم التحديات التي قد تواجه بعض الدول في توفير اللقاح، يبقى التلقيح الوسيلة الأكثر فاعلية للحد من انتشار المرض ومنع الوفيات الناجمة عنه.
التعاون الدولي من أجل القضاء على الحصبة
منذ عام 2001، تعمل منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الشركاء الدوليين مثل اليونيسف ومنظمة الصليب الأحمر الأمريكي على تنفيذ خطة التمنيع لعام 2030، والتي تهدف إلى القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية بشكل نهائي.
وقد أظهرت هذه الشراكات نتائج إيجابية في تقديم اللقاحات وتحقيق الأهداف الصحية العالمية. ومع ذلك، لا يزال التحدي الأكبر يكمن في استمرار العمل على توفير اللقاحات لجميع الأطفال، خاصة في المناطق التي تعاني من النزاعات أو الكوارث الطبيعية.