بداية ونهاية.. الحكم بإعدام حسن عابدين

الفنان الراحل حسن عابدين
الفنان الراحل حسن عابدين


نجمنا هذا الأسبوع تأرجح بين الإعتزال والعودة، وحكم عليه بالإعدام، وقدم عمل من تأليف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.. نجمنا هو الفنان القدير الراحل حسن عابدين.

ففي بداية شبابه وهو لا يزال في 17 عاما، عرف عابدين البطولة، ولكن ليس أمام الشاشة أو على المسرح، إنما كانت في الحرب حين قرر التطوع في الجيش وخوض حرب فلسطين عام 1948، فسافر سرا دون أن يخبر أسرته، وحارب وقتها تحت قيادة القائد أحمد عبد العزيز، وكان بصحبته صديق عمره الفنان إبراهيم الشامي، و وقعوا وقتها في الأسر، بل وحكم عليه بالإعدام، قبل أن ينجح زملاؤه في تهريبه وإنقاذ حياته.

بعد عودته من فلسطين قرر عابدين الأب أن يزوج ابنه من ابنة عمه ليضمن استقراره، وبالفعل خضع لقرار الوالد وتزوج زواجا تقليديا، لكن كان لزوجته الفضل في دعمه حتى في قرار الاستقالة من عمله بمحكمة بني سويف، والانتقال لوزارة الثقافة بالقاهرة للعمل في المسارح.

وبعد ثورة 1952 انضم للمسرح العسكري والتحق أيضا بفرقة يوسف وهبي، وشارك في أغلب مسرحياته في الخمسينيات.

كما شارك عابدين في بداياته بمسرحية “ثمن الحرية” التي كتبها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وجسد فيها دور كليبر (قائد الحملة الفرنسية على مصر) وكان من المقرر أن يحضر عبد الناصر ومجلس قيادة الثورة افتتاح المسرحية، ولكن فجأة تغيرت الأمور وحضر مندوبون عنهم وقرروا إلغاء عرض المسرحية قبل يوم من موعدها بحجة أنها تتحدث عن الفرنسيين وليس عن الشعب المصري. 

يعد الفنان حسن عابدين، صاحب مسيرة فنية استمرت نحو 30 عامًا، وترك وراءه إرثًا فنيًا يقدر بأكثر من 120 عمل ما بين سينما وتليفزيون ومسرح.. لكنه قرر فجأة الاعتزال خلال عرض مسرحيته الشهيرة «عش المجانين» مع الفنان الراحل محمد نجم، وكان ذلك أثناء أجازة من العرض وسافر فى رحلة عمرة، وكان يبكي أمام قبر الرسول -صل الله عليه وسلم- متأثرًا، ولكن الحرس- والذي كان يعرف أنه ممثل- قام بطرده، مما أصابه بالحزن الشديد وقرر اعتزال الفن.

اقرأ أيضا: ترك تعليمه من أجل الفن.. ذكرى وفاة الفنان حسن عابدين

لكن صديق عمره الفنان إبراهيم الشامي تدخل وقتها، واقترح عليه الذهاب إلى الشيخ محمد متولي الشعراوى لأخذ فتوى منه بشأن اعتزاله أو استمراره في المجال الفني، وبالفعل ذهب إليه و وجد ترحيب حار من الشعراوي به، وعندما سأله عن قرار اعتزاله..

رد الشيخ عليه قائلا:”إنت حبيبي، لما تعتزل هتفرج على مين بعد كده”، مما أسعد عابدين جدا وتراجع عن قرار الاعتزال لكنه كان يطلب من المخرجين بعد ذلك، تصوير مشاهد يصلى فيها خلال أعماله الفنية، بهدف أن يكون قدوة، لعله يكون سببًا في صلاة من لا يصلون.