أطفال اليوم هم شباب الغد ورجال وسيدات بعد غد، وحتى لا ندفن رؤوسنا فى الرمال الناعمة ونتصور أن كل الأشياء على مايرام، أرجو أن ننتبه لأطفال اليوم كما ينبغى لكى نرى شبابا قويا ورجالا ونساء على قدر مسئولية الحياة.
صعوبات الحياة طاحنة لم تعد تعطى الآباء فرصة جيدة لتربية الأولاد على أصول كثيرة غابت عن معظم البيوت وليس كل البيوت، كما أن انحسار دور المدرس والمدرسة فى مقابل صعود دور السوشيال ميديا والشارع أصبح مهددا لتربية أطفال اليوم بشكل متوقع.
هل يمكن أن نعترف أولًا أننا أمام جيل تم السطو على طفولته وتفخيخ عقله وتفريغ شخصيته؟
عدد قليل من الأسر تقف بآخر ما تملك من شجاعة وأمل أمام رياح التغيير التى هبت منذ سنوات وخلعت فى طريقها أبوابا كانت مغلقة ونوافذ وأشجارا تحمى البيوت من بعثرة العائلات.
العاصفة بدت أخطر من عاصفة فضة المعداوى فى مواجهة فيلا أبو الغار فى مسلسل الراية البيضا، بدا لى اليوم أن أسامة أنور عكاشة لم يحذر من هدم فيلا ذات أصول إنما هدم الأصول ذاتها والهوية والعقل الذى يمكن أن يجعل المستقبل أكثر براحا.
أما السؤال الأصعب هو ماذا نفعل ومن أين نبدأ وكيف نقاوم لنحمى أجيالا من القبح والجهل والضعف والطمع وقائمة طويلة من أمراض وأعراض العصر؟
الإجابة تحتاج إلى وزارة مستقلة للتربية، وزارة يحكمها خبير وخبراء لهم سلطة على أدوات كثيرة، تبدأ من الصفر لكى تضع خطة لإنقاذ أجيال قادمة، المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، والأمر مثالى لكنه ضروري، إننا نريد للمستقبل رجالا أقوياء لتحمل المسئولية ونساء ناجحات يتحملن المسئولية بحكمة.