لقبوها بالمرأة الحديدية داخلماسبيرو.. إنها صفاء حجازي التي أصدر رئيس الوزراء السبت الماضي قرارا بتوليها رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون خلفا لعصام الأمير لترث تركة ثقيلة بعد أن أصبحت المسئول الأول عن الإعلام الرسمى المرئي والمسموع .

حول الملفات التي تنتظرها داخل ماسبيرو خاصة بعدما اتهمه الكثيرون بالترهّل وعما يدور في رأسها نحو المبنى كان هذا الحوار مع حجازي في أول حوار مع الصحافة وإن كانت قد حرصت على أن يكون ظهورها الأول مع إذاعة راديو مصر من خلال لقائها مع الإعلامى جمال عنايت مساء أمس.

في البداية أكدت صفاء حجازي أنها لم تدخل مكتبها بعد وأنها في مرحلة جمع الملفات التي تخص كل التفاصيل في ماسبيرو لدراستها وأضافت أنها تعلم جيدا أن الوقت ليس في صالحها وأنها تسابق الزمن لإنجاز الكثير من الأمور في وقت قصير وأن الفترة القادمة هي فترة العمل الشاق وأن الجميع في مصر مطالبون بدعم ماسبيرو، ليس الحكومة فقط وطالبت بالصبر ولو لشهور قليلة وقطعت على نفسها وعدا بأن يكون القادم أفضل لماسبيرو وأن تحقق هي وزملاؤها بماسبيرو صورة الإعلام الرسمي الذي ينتظره الجميع.

وأضافت أن دستورها في العمل هو: «أد واجبك واحصل على حقوقك كاملة ولا مجال للمجاملات»، ودعت الإعلاميين الزملاء بكافة قطاعات الاتحاد والمشاهد المصري بالتكاتف معاً لإعادة أمجاد ماسبيرو، لأن هناك مسئولية مشتركة بين العاملين في مجال الإعلام والمواطنين، ولابد من رفع الوعي لدى المواطن بأهمية اتحاد الإذاعة والتليفزيون وأدعو الإعلام المصري بجناحيه العام والخاص بالتكاتف من أجل تقديم نموذج إعلام تنموي توعوي يحترم عقل المشاهد ..هدفنا تقديم الحقيقة المجردة للمشاهد دون تلوين..كانت هذه السطور هي الموجز وإليكم تفاصيل الحوار في السطور التالية..

كيف علمت بخبر توليك رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون ؟

ــ تلقيت اتصالا فى الخامسة مساء السبت من اللواء عمرو عبد المنعم أمين عام مجلس الوزراء اخبرنى بذلك وقال لى إن رئيس الوزراء ينتظر منى الكثير وربنا يقدرنا على القادم فالتركة ثقيلة.

هل تعتقدين أن ما حدث من تجاوز بالقناة الثالثة الأربعاء الماضى سبب الإطاحة بعصام الأمير ؟

ــ البعض ربط بين القرار وبين هذا الحدث ولكننى لا أظن ذلك فالدولة لا تدار بهذا الشكل والخطأ دائماً وارد ولقد كانت هناك ارهاصات سابقة وترشيحات لتولى المنصب ولا أظن أن هناك ربطا مباشرا.

البعض وجد فى القرار انتصارا لك على الأمير بعد خلافاتكما فهل هذا صحيح ؟
ــ أؤكد بأننى أكن كل التقدير والاحترام للاستاذ عصام الامير الذى تولى مسئولية المبنى فى ظروف صعبة جدا ولم يقصر فى شيء وما كان من خلافات بيننا كان فى العمل وليس له أى جوانب شخصية وله منى كل الاحترام والتقدير وليس لى أى عداوات ولا تصفية حسابات كما ردد البعض مع كل الزملاء فى المبنى سواء من القيادات أو العاملين فالصالح العام هو الفيصل دائماً فى علاقات الجميع وكلنا نسعى لصالح ماسبيرو.

بمناسبة الأمير.. ماذا عن مستقبله الوظيفى خاصة أنه لم يصل إلى سن التقاعد وليس من المنطقى ان يصبح مستشارا «أ» لرئيس الاتحاد كما يحدث مع رؤساء القطاعات بعد تركهم وظائفهم ؟
ــ بالفعل الموقف بالنسبة لعصام الامير مختلف ولا أستطيع أن أتحدث عما سيحدث معه لانه أمر يخص رئاسة الوزراء قبلى وأتمنى له كل خير وأتفق معك انه لا يمكن أن يكون مستشارا «أ».

متى سيشعر المشاهد بتطوير ماسبيرو ؟
ــ أعد الجميع بأن يكون هناك ماسبيرو مختلف على كل المستويات ولكننى أحتاج إلى ٣شهور بعدها أستطيع تقديم المحتوى اللائق بمبنى ماسبيرو وأمامنا ثلاثة ملفات رئيسية سيتم ترتيبها خلال هذه الشهور الثلاثة الأول هو الشاشة والميكروفون لكل القنوات والإذاعات وهو ما يمكن أن نطلق عليه المنتج الإعلامى أو المحتوى الذى تقدمه كل قنوات وإذاعات ماسبيرو والثانى هو ملف توفيق أوضاع العاملين وإعادة النظر فى الأنظمة والسياسات المالية المطبقة حاليا والتى وللأسف تساوى بين الجميع فيتساوى من يعمل ومن لا يعمل وهو وضع خاطىء يجب اصلاحه أما الثالث فهو ملف تنمية موارد ماسبيرو حتى لا نصبح عالة على الدولة ويكفى اننا حاليا نحصل سنويا على ٣٫٢ مليار جنيه وهو أمر لا يجب استمراره.

متى يبدأ تنفيذ هذه الملفات ؟
ــ سنبدأ العمل فورا ولكن هناك الكثير من الأمور التى تستوجب انعقاد مجلس أمناء اتحاد الاذاعة والتليفزيون ولَك أن تعلم أن الكثير من الأمور داخل ماسبيرو كانت معلقة بسبب عدم وجود مجلس الأمناء الذى لم ينعقد منذ عام ٢٠١١ وهناك الكثير من القرارات التى صدرت ولابد من اعتماد مجلس الأمناء لها حتى تأخذ شرعية وان شاء الله تنعقد أول جلسات مجلس الأمناء الأسبوع القادم عقب لقائى بالمهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء.

هل تقصدين بحديثك عن تغير السياسات المالية تغير لائحة اجور العاملين فى ماسبيرو ؟
ــ لائحة الأجور ورغم مآخذى عليها الا انها ومنذ تطبيقها فى ابريل ٢٠١٢ أصبحت من التابوهات والثوابت التى لا يمكن المساس بها وحديثى عن السياسات المالية معناه وجود حوافز مادية للمجتهد وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب فليس من المنطقى أن يحصل من لا يعمل على نفس ما يحصل عليه المتميز وستشهد الفترة القادمة زيادة فى اجور المميزين بعد زيادة موارد ماسبيرو وليس العكس.

ماذا عمن هم أقل كفاءة؟
ــ سنعيد تصنيف العاملين طبقا لكفاءتهم إلى مستويات ا وب وج وسيكون هناك دورات تدريبية داخلية وخارجية ولدينا اتفاقات مع الكثير من الوكالات العالمية بما يسمح لنا بإرسال بعثات تدريبية للخارج دون تحمل أى تكلفة سوى تذاكر الطيران وعقب تلقى العاملين للدورات سيعاد تقييم مستواهم وبناء عليه ما سيحصلون عليه من اجر وأعتقد أن تطبيق سياسة الثواب والعقاب ستخلق المنافسة الشريفة بين الجميع بما يَصب فى صالح العمل.

هل يغضبك لقب المرأة الحديدية رغم أنه اطلق فى الأساس على تاتشر رئيس وزراء بريطانيا القوية ؟
- لا ولكنه يستفز البعض وأتمنى أن أحقق نقلة فى ماسبيرو كما فعلت تاتشر و ضحكت وقالت « الله يرحمها» وأضافت لقد خرجت من بيت علمنى تحمل المسئولية وأنا عاشقة لبيتى الكبير ماسبيرو ولم ابحث عن المال وإلا كنت غادرت ماسبيرو منذ سنوات وبالتحديد فى ٢٠٠٧ عندما تم تهميشى حتى عدت بعد قيام ثورة يناير ووصيتى بعد موتى أن يخرج جثمانى من ماسبيرو ملفوفا فى علم مصر.

هل سيكون هناك تغيير فى رؤساء القطاعات فى ماسبيرو ؟
ــ هذا الكلام سابق لأوانه الآن ولن أستطيع الحديث عنه حاليا.

من سيخلفك فى رئاسة قطاع الأخبار؟
ــ الاسبوع القادم ان شاء الله سيحسم هذا الأمر وقطاع الانتاج به أربعة نواب سيكون رئيس القطاع من بينهم هم مسعد أبوليلة ومصطفى شحاتة وخالد مهنا وحنان منصور وكلهم كفاءات قادرة على قيادة القطاع.

ماذا عن الشاشة خلال شهر رمضان ؟
ــ لا يتبقى علي رمضان سوى ٤٠ يوما وسنسير هذا العام على نفس النهج الذى تم العام الماضى بشراء مسلسلات من انتاج الغير لعرضها وان شاء الله يختلف الأمر فى الفترة القادمة وتعود حركة الانتاج الدرامى كما أعد بعودة ليالى التليفزيون وحفلات الاوبرا الى شاشة التليفزيون بشكل مكثف.

كيف تضمنين عدم تكرار ما حدث من تجاوزات بالقناة الثالثة ؟
ــ لن اسمح بتكرار ذلك ولن يكون هناك تهاون مع من يخرج عن النص فليس لدينا منابر سياسية ومن يريد أن يكون زعيما سياسيا فليبحث عن مكان آخر غير شاشة التليفزيون الرسمى وأكرر أننى مع حرية التعبير والنقد البناء ولكننى ضد المحاكاة والتقليد الاعمى لسلبيات الاعلام الخاص فليس من المنطقى أن يقع الاعلام الرسمى فى أخطاء بعض القنوات الخاصة فدورنا هو تنوير الرأى العام وليس تزييف الحقائق كما يفعل البعض. أنا مع حرية الاعلام ولكن تلك الحرية المسئولة التى تجسد الدور الذى يجب أن يلعبه الاعلام الوطنى ولذلك أعتقد أننا فى حاجة إلى نقطة نظام وأن يكون دور الاعلامى هو نقل الحقيقة دون تزييف أو تلوين وسنقدم إعلاميا بعيدا عن نموذج الاعلامى الذى يظن نفسه زعيما سياسيا ويتحدث نيابة عن الشعب وأضافت أعتقد أن استعادة منظومة القيم والاخلاق من أهم ادوار الاعلام خلال تلك المرحلة وبعد سنوات تأثرت فيها منظومة القيم لدينا وأقول للجميع ليست الشطارة فى احراج المسئولين والخروج عن النص وبالبلدى كده « مينفعش مذيع يطلع يهين مسئولا على الهوا» تحت دعاوى حرية الاعلام، فالمذيع ليس جلادا ودوره هو نقل الحقائق المجردة كما قلت وأظن أننا نحتفل بالعيد الـ٣٤ لتحرير سيناء وتحرير الإرادة المصرية وحان الوقت لتحرير الإرادة المصرية من تزييف الحقائق.

هل تعتقدين أن مهمتك سهلة خاصة فى زيادة موارد ماسبيرو ؟
ــ بالطبع لا ولكننى سأجدها وأظن أن ماسبيرو يملك عناصر النجاح وعلىّ وعلى زملائى الاجتهاد ولنا شرف المحاولة وان شاء الله سيكون القادم أفضل فى ماسبيرو وسأختم قراراتى دون خوف أو تردد لأننى لا أبغى إلا الصالح العام.