احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالذكرى الـ12، لتجليس قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على كرسى مارمرقس الرسول ليصبح البطريرك رقم 118 فى تاريخ الكنيسة يوم 18 نوفمبر، وخلال تلك الأعوام قدم البابا المحبة للجميع لوطنه وأبناء شعبه وأبنائه ولذلك لقب ببابا المحبة.
فى الفترة الأخيرة، حاول البعض أن يتوهم أن الكنيسة بها خلل وهناك مَن يعارض البابا ولكن البابا تواضروس بحكمته ومحبته التى جعلها دستورا للتعامل مع الجميع واحتضانه للكل احتوى كل الخلافات بمحبة كما فعل من قبل، فقد جلس على كرسى مارمرقس الرسول فى توقيت صعب وهو عام 2012 وكانت فترة سيطرة الجماعة الإرهابية التى أظهرت عداء بالغا ضد الكنيسة والمسيحيين، بل تعرضت فى ذلك الوقت الكاتدرائية المرقسية فى العباسية للمرة الأولى فى التاريخ لهجوم من أنصار الجماعة والاعتداء على مقر البابا نفسه ولكن حكمة البابا تجاه كل الأحداث كانت كفيلا بتجاوز تلك الفترة العصيبة من عمر الوطن.
فى تلك الأيام، شارك البابا تواضروس الثانى فى إقرار خارطة الطريق فى الثالث من يوليو عام 2013 بعد ثورة 30 يونيو المجيدة، التى خلصت المصريين من الحكم الفاشى الذى هدد وقتل كل مخالف له ولم يفرق بين مسلم ومسيحى، بل نكلوا بكل المصريين، وكانت للكنائس نصيب أكبر من يد الغل والتدمير فحرقوا أكثر من 84 كنيسة ومنشأة خدمات كالمدارس والمستشفيات وكان الهدف شعور الأقباط بعدم الحماية والتعرض للتمييز ولكن كانت عبارة البابا التى خلدها التاريخ «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن» ليستكمل دستور وفلسفة المحبة التى يقدمها لوطنه، وبالمناسبة قامت قواتنا المسلحة بإعادة الكنائس لوضعها الأول، بل أفضل ببناء كنائس جديدة لكل ما امتدت له يد الجماعة الإرهابية وكذلك المستشفيات والمدارس.
قداسة البابا تواضروس شخصية بسيطة ومحبة للأطفال لأنه كان مسئولا عن خدمة الطفولة فى المجمع المقدس وقت البابا شنودة الثالث، ولذلك يرى أن الاهتمام بالأطفال والشباب واجب على الكنيسة ويجب الاستماع الدائم لهم ولذلك يشارك بنفسه فى كل الاحتفالات التى تخص الأطفال ويكرم المتفوقين منهم فى الكنائس أسبوعيا، وخصص عظة الأربعاء الماضى ٢٠ نوفمبر عن الأطفال بمناسبة الاحتفال بعيد الطفولة، وأسس أكثر من منتدى للعودة للجذور للشباب فى الداخل والخارج لربطهم بوطنهم الأم وكانت منتديات ناجحة جدا، وأصبح معتادا أن ترى قداسة البابا جالسا فى الكرسى الأخير فى القاعة لفاعليات الشباب مستمعا ومشاركا ومحبا للجميع.
فلسفة قداسة البابا القائمة على المحبة تعتمد على العمل سواء من حيث التعمير وإنشاء الكنائس وذلك فى ظل إقرار الدولة لقانون بناء وتنظيم الكنائس عام 2016، والاهتمام بالمدن الجديدة وتقنين الكنائس القائمة وكذلك توسع الخدمة فى أقاصى الأرض كلها حتى أصبحت للكنيسة القبطية فى الخارج جالية كبيرة وقوية وفى كل بلاد العالم، وقام البابا بالعديد من الزيارات الرعوية لهم فى كل الأنحاء ويكون حريصا على ربطهم بوطنهم الأم والاستماع للجميع حتى لو كانت تلك الجلسات بالساعات فقداسته لا يرد صاحب سؤال عن معرفة أو منفعة.
وسط كل المشاغل والاهتمامات، فقداسة البابا تواضروس قريب من شعبه يرد على التساؤلات والاهتمامات ورسخ عظة الأربعاء فى أغلب الكنائس ليلتقى بأبنائه وكذلك قام بزيارات رعوية طالت كل أنحاء القطر المصرى.
أيضا قداسة البابا كان حريصا على تقديم المحبة للطوائف المسيحية الأخرى والتعاون مع الفاتيكان فيما يجمعنا وليس يفرقنا وزيارة رؤساء الكنائس وتقديم التهنئة لهم والعمل معا وإنشاء مجلس كنائس مصر والمشاركة فى الحوارات اللاهوتية وكذلك الزيارات المشتركة.
وفى النهاية، إن الله يحب شعب مصر، ففى الوقت الذى كانت تشهد البلاد سيطرة من جماعة إرهابية تعادى كل المصريين تولى قداسة البابا كرسى مارمرقس الرسول وكنيسة الإسكندرية الأعرق فى العالم كله، وبعدها بعام وشهور تولى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة الجمهورية ليجمعهم حب الوطن وخدمة المواطن وكذلك التقدير والاحترام المتبادل مما جعلنا نتجاوز العديد من العقبات التى حاولت الإيقاع بالوطن والكنيسة.