نقطة نظام

«أع..أع» صدق أو لا تصدق

مديحة عزب
مديحة عزب


والسؤال لسيدنا الشيخ ما هى الفائدة التى تعود على المسلمين من هذه الرواية

هل هناك كلام يقال فى قضية تصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة أكثر من ذلك الحديث الشريف الذى يقول فيه خير الأنام صلى الله عليه وسلم «اعرضوا حديثى على كتاب الله فإن وافقه فهو منى» والعكس بالعكس، أى أن المطلوب هو الاحتكام إلى كتاب الله تعالى والذى هو قطعى الدلالة والثبوت.. «وما اختلفتم فيه من شىء فحكمه إلى الله»..

الحقيقة إن ما دفعنى للكتابة مجددًا فى تلك القضية هو حديث أو بالأحرى ما يظنون أنه حديث موجود فى أكثر كتب الصحاح شهرة والذى يظن غالبية المسلمين أنه مقدس ومن عند الله ولا هو مقدس ولا من عند الله وربما كان صاحب الكتاب شخصيًا لا يعلم عنه شيئًا وإنما دس عليه لاحقًا ظلمًا وافتراءً..

هذا الحديث العجيب مصحوب بقصة ذكرها فى أحد البرامج بكل فخر أحد المشايخ على إحدى الفضائيات، تقول القصة على لسان راويها أبو موسى الأشعرى «أتيت النبى صلى الله عليه وسلم فوجدته يستن بسواك فى يده يقول أع أع والسواك فى فيه كأنه يتهوع»، وهكذا سمعتها ولا أدرى إن كانت الكلمة يتهوع أم يتأوه، وفى كلتا الحالتين المقصود أنه يريد أن يتقيأ.. والسؤال لسيدنا الشيخ ما هى الفائدة التى تعود على المسلمين من هذه الرواية..

ما هى فائدة أع أع.. ما هى العبرة المكتسبة من القصة لكى يدونها البخارى فى كتابه وينسبها للنبى، ثم تتلقفها كالمعتاد العديد من المواقع التى اتخذت من مهاجمة الإسلام مهمتها الرئيسية ليقرأوها صباحًا ومساءً وينفجروا ضحكًا عليها..

بصراحة لا ألوم ولا أعتب إلا على الذين يدافعون عن كل ما تحتويه هذه الكتب وجعلوا من أنفسهم حماة لهذا العبث الذى يدعو فعلًا للضحك والسخرية ويمنح كل أعداء الإسلام هذه الفرصة.. وكأنه صار على ملايين المسلمين السكوت والامتثال والتقديس لمثل هذه الروايات الموجودة فى كتب الصحاح وإبداء كل الاحترام والتوقير لها..

تمامًا مثل قصة القردة الزانية التى اجتمع عليها القردة ليرجموها ولم يخبرنا أحد كيف عرفوا أن القردة زنت وهل القرود توثق عقود الزواج بينها ولماذا رجموها هى فقط ولم يرجموا معها القرد الذى زنا معها؟.. وطبعًا لا ننسى أيضًا قصة المعزة الشجاعة التى تحدت قول الله «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون» وأكلت آية الرجم المزعومة والتى كانت ملقاة على الأرض فى بيت عائشة قبل أن تدون بالمصحف ويا حرام راحت علينا آية عظيمة فيها حد من حدود الله للزانى المحصن.. المؤلم والمؤسف حقًا أن عددًا كبيرًا من المسلمين لا يزالون يصدقون هذه الخرافات ويقدسونها ويدافعون عنها ويسبون من ينتقدونها ويطالبون بالمراجعة والتنقيح.. متى نفيق من هذا الكابوس وننجو من هذا العته؟..   

«عاجبك ولّا لأ»

«مرت امرأة شديدة الجمال برجل فقير فأعجب بها وكاد قلبه أن ينفطر بحبها، فاقترب منها وقال لها «وزيّناها للناظرين»، قالت له «وحفظناها من كل شيطان رجيم»، قال لها «بل هى فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون»، قالت له «واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب»، قال «نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا»، قالت «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون»، قال «وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة»، قالت «حتى يغنيهم الله من فضله»، قال «والذين لا يجدون ما ينفقون»، قالت «أولئك عنها مبعدون».. عند ذلك غضب الرجل غضبًا شديدًا واحمرت عيناه وانتفخت أوداجه وقال لها: لعنة الله على النساء جميعًا.. فقالت له «وللذكر مثل حظ الأنثيين»..    

       
فقرة كنت قرأتها فى كتاب قديم وكتبتها فى إحدى مقالاتى منذ فترة طويلة، ذكّرنى بها أحد القراء الأعزاء الذين يقرأون لى منذ سنين وطلب منى معاودة نشرها..

ما قل ودل:

مش معنى إنك حبيت الكنافة وهى حبت الكنافة إنكم اتخلقتم لبعض ولكن معناه إن الكنافة المرّة دى حلوة..