«وجودك ذنب .. قصة عقل» .. للمبدع «محمد هزاع» سردية إبداعية خرجت من أعماق النفس البشرية ودهاليزها التي قلما عبر عن أغوارها أحد، تعبر عن صرخات بداخل هذه الأغوار، بدلالات الصوت الغاضبة وخلافاته مع نفسه، من خلال السرد لمواقف حياتيه عاشها بين البشر، التي تحمل بين طياتها الشيء وعكسه، يجد فيه الكثير من القراء ضآلتهم، خاصة عندما يخرج من روح حكيم تملكها الغضب، ضجت بما حوله فهرب إلى مسبحته، ورمزية صوفية.
أكدت الناقدة الأدبية جهاد محمد جاد في دراستها النقدية، أن تلك السردية الصوفية الروحانية، الممتزجة بالسياسة والأدب والتاريخ، عبرت عن عبقرية الكاتب لبراعته في استخدام الأساليب والتراكيب اللغوية، وتضافر المرادفات وتنافر المتضادات والمعكوسات الحرفية، في لغة الضاد التي كرمت من قبل المولى عزوجل، بشرف حمل حروف الدستور الإلهي.
إن سردية في الحضور والغياب «وجودك ذنب» تحمل عنوانا واقعيا إن نم فإنما ينم عن إرتقاء العقل، فكل إناء ينضح بما فيه، واصفا الكاتب شعوره بأن «وجوده ذنب» ..وفي نظره ليس لأنه سوي كتلة نورانية من النفخة الربانية تفوق إضاءتها من يبحرون في الظلمات الحالكة من يدنين إلي المرتبة الحيوانية.
وتضيف جهاد جاد أن الكاتب يستشرف سرديته بتعرضه للضجر الشديد من شخصه، حينما إستقل إحدي وسائل النقل قاصدا مشفي الحسين الجامعي، الذي كان فيه شقيقه آنذاك رحمة الله عليه رحمة تليق بيه، وليس بنا إذ أقبل علي مسبحته ذاكرا إسم الله، ولكن أخرجه من حالة الذكر تلميحات سلبية لفظ بها الشخص المجاور له بالسيارة، فقط بمجرد أن الكاتب محب بل عاشق لذكر الله ! سبحانك يالله.. كيف يكون أمثال ذلك الضاجر الحاقد تحت مسمي المرتبة الإنسانية، فقد علمنا الكاتب أن هناك قيم وثوابت للتعامل مع البشر والشجر والحجر، أو ما هو دون ذلك تتلخص في قانون يسمي بقانون الحب، بدأً من المرتبة الإنسانية ثم الحيوانية ثم النباتية أو أقل من هذه المراتب، وبصورة أخري «النسخ والفسخ والرسخ والوسخ».
ألا يفترض أن يكون خليفة الله علي الأرض محب لكل تجلي من تجليات المولي الخالق، تلك السردية التي تحتوي علي تجارب وخبارات الكاتب التي لا بد أن نتوقف لديها للاستماع والتدبر والتفسير بقدر أكبر من التعقل والتنور، ومن ثم أوضح الكاتب التفسير السهل الممتنع لتلك المعضلة الأدبية، حيث أشار في الصفحة 20 تحت عنوان الميزان علي لسان شيخة الجليل: «كل العلم المبثوث في العالم محض تجليات لإسمه العليم فلهذا نصيب كبير منه قد يبلغ 99% ولذلك نصيبا صغير منه قد يكون 1% فالأقل بالنسبة للأصغر بين موقفين لا ثالث لهما، فأما «هل أتبعك علي أن تعلمني مما علمت رشدا، وأما «كيف تصبر علي ما لم تحط به خبرا».
ولذلك يقال الناس أعداء ما يجهلون ومن ثم فوجود المتجلي عليه بالنسبة الأكبر بالنسبة المتجلي عليه بالنسبة الأصغر أمر قد لا يطيقه لا شيء لمجرد أن وجود الكبير يظهر حقيقة الصغير أما النوع الثاني يوقرون الكبير ويبذلون وسعهم ومنه فيكبرون والنوع الاخر يتكبرون . "
وتؤكد الناقدة الأدبية أنه من الجانب الآدبي نجد أن الكاتب سلك نواحي عديدة في الأدب حوارية سردية ممنهجة فكرية وتعدد الأساليب الخبرية والتعددية والإستفاهمية والتعمق في المرادفات المتضادت، وبراعته في صياغة التراكيب وتداخل المعطيات المموه في كثير من الجوانب السياسية والتاريخية والإجتماعية الصوفية ، والإنتقال بسهولة ويسر في أساليب صحفية مهنيه مثل أسلوب الهرم الصحفي المعتدل ، ألا وهو سرد المعلومات والأحداث منتهيا في نهاية المطاف إلي ذروة الأحداث وأهم النتائج وتارة أخري ينتهج أسلوب الهرم الصحفي المقلوب الذي تتكدس فيه الوقائع والأحداث في بداية الحوار، ثم يستطرد التفاصيل الذي أدت إلي تلك النتيجة.
أما عن القواعد النحوية فهنا لا تجد أي تداخل فلا يختلط الحابل بالنابل ولا العذب بالمالح، فلا منصوبا مرفوعا، ولا مجرورا مضموم.
كما إنه أجاد إستخدام علامات الترقيم من نقاط وفواصل وعلامات تعجب وعلامات إستفهام إن لزم الأمر.
وتضيف أن تلك العقليه المستنيرة الذي يمتلكها محمد هزاع وثقافته الواسعة في شتي النواحي فتارة يعتكف مع الكتب الصوفية لأولياء الله وعباده الصالحين والعارفين به، أمثال مولانا الحلاج وسلطان العارفين مولانا محي الدين بن عربي وحضرة مولانا جلال الدين الرومي ، وتارة أخري يبحث عن عبق التاريخ في التفاصيل الجغرافية ، وتارة أخري يداوم علي متابعة الأحداث السياسية والوقائع الاجتماعية المتنوعة، عابرا علي قراءة الفلسفة والمنطق بشغف دارسا بالأدب العربي ملما بالقواعد النحوية مارا بالأدب الإنجليزي، وصولا إلي التنمية البشرية مئات ومئات الكتب كم غير طبيعي من تأصيل وتوثيق المعلومات والمعارف في مناحي شتى، متعمقا في العلوم الخاصة التي جعل الله له منها نصيب ليس باليسير حينما فتح الله عليه فتح الفاتحين العارفين العاشقين.
فأن عقليته العاملة وفكره المستنير جعل منه موسوعة شاملة متنوعة وبما أن الأديب يمتهن «صاحبة الجلالة» التي كان السبيل للتميز فيها طبقا لميثاق الشرف الصحفي هو تحري الدقة والإلتزام بمعايير الصدق وصحة الوقائع، وإلا فما هو التميز بين صحفي وأخر، تلك المميزات التي إنفرض بها كاتبنا، الذي طالما أشغلته مجريات الأمور السياسية وعشقه اللامتناهي للصوفية، فكان علي يقين تام أن الدين والوطن وجهان لعملة واحدة، أي منهم جزء لا يتجزأ عن الآخر ، ولذلك إتجه الأديب إلي تأريخ الأحداث والتغيير السريع بإبداع لغوي فائق عالي الجودة والدقة.
وتؤكد الناقدة الأدبية جهاد محمد في دراستها، أنه فيما يخص الجانب السياسي ينتقل الكاتب في لمحة وجيزة لسرد أحداث سياسية واقعية مرت بها مصرنا الصامدة المأمن والملاذ علي مر العصور «ادخلوها بسلام أمنين»، لأن بها خير أجناد الأرض كافة، إلي أن يشاء الله وتقوم الساعة فأصبح النداء الأول والعقيدة الأساسية هي الدفاع عن الوطن رفعت شعارها كل فئات المجتمع، مرورا بكل المراحل العمرية حتي الذي لم يبلغ من العمر عشر سنوات، ساردا الكاتب رؤيته للجموع الغفيرة التي أرهقت الشوارع المصرية، ثائرين علي تنحي الراحل الفقيد جمال عبد الناصر، وذلك في شهر يونيو 1967 عقب النكسه التي تعرضت لها الدولة المصرية .
«ما ينفع الناس»، دويت الأصوات وإرتفعت هاتفه لا تتنحي ..هنحارب، فأصبح مطلب سياسي شعبي جماهيري فئوي،
إلي أن جاء المشهد المشهود لأكبر جنازة علي مستوي الوطن العربي، إلي يومنا هذا في سبتمبر 1970 فقدان الزعيم الثائر علي الطغيان وكل قوي الخراب والإستعمار كافة.
كانت تلك المشاهد أول ما يؤثر في شخصية الكاتب السياسية وتبلورها، مع مرور الكاتب الصحفي والأديب محمد هزاع بما فعله السادات من «طرد الخبراء الروس» و«ثورة التصحيح» وفي خطاب مذاع علي جميع الوسائل الإعلامية ، صرح السادات أنه علي إستعداد إلي الذهاب للقدس للتفاوض علي السلام «سلام الشجعان»، ثم إتفاقية سلام بين مصر واسرائيل 1979 معاهدة السلام، حيث تأكد أن عبد الناصر كان عدوا للمتأسلمين في نسختيهم الأخوانية والوهابية.
وتضيف الناقدة الأدبية أنه من خلال نظرة ثاقبة موجزة يستطرد الكاتب بدء عهد مبارك بالإفراج عن المعتقلين سياسيا والمصالحة مع المعارضه بالخارج «مؤتمر لندن»، تلك الفترة أشار إليها بأدب رفيع بفترة «من برك في الحكم»، مستخلصا نهاية حكمة بثورة شعبية أطاحت به إلي ساحات المحاكم «ثورة 25 يناير».
ومن ثم أشار الكاتب إلي «العام الأسود» الذي حكم فيه الإخوان المحروسة، ذلك المهتريء الأحول الذي كان قناعا للمسوخ الوهابية الأخوانية السلفية الداعشية، التي طالما سارعت علي الحكم ساعيين للسلطة والقيادة مستهدفين خيرات الوطن.
إلي أن وصل الحال بإعلان الأخوان جماعة إرهابية محظورة 25 ديسيمبر 2013 ، ثم التحول المفاجيء العارم، ألا وهو استناد الشعب المصري إلى القوات المسلحة المصرية، التي كانت ولا زالت الدرع الواقي مدافعا عن ذرات الثري لتلك المحروسة، بدءا من الهكسوس إلي أن يشاء المولي عزوجل، وصولا لنطق الرئيس عبد الفتاح السيسي في 8 يونيو 2014 الذي أدي فيه اليمين الدستورية رئيسا لمصر.
ذلك هو العصب المصري الذي أرهق الدخلاء والجبناء وذو الخسة، الذين يولون أنفسهم باسم الدين المبدل الذي يعتنقوه، المشرعون والحكام والقضاة والجلادين بل الألهة، بعيدين كل البعد عن الدين المنزل الذي جاء فيه دستوره السماوي
«وجادلهم بالتي هي أحسن»، و«لكم دينكم ولي دين» و«لا إكراه في الدين»، وحديثه النبوي «المسلم من سلم الناس من يديه ولسانه» و«الكلمه الطيبة صدقة».
وتتناول الناقدة جهاد محمد دراستها من الجانب الروحاني، التي تؤكد فيه أن المؤلف خرج عن المألوف والمعتاد، بعيدا كل البعد عن جميع المقاييس الزمانية والمكانية، نجد أنفسنا أمام شخصية نورانية فذة، وعقل مستنير وروح طوافه بكل خير وحب وفضل وسلام وإحسان، وفي أحوال شديدة الخصوصية وإرتقاء بالغ في المقام، والولوج إلي آفاق روحانية كاشفا لنا أسرار كونية لا يهبها الله إلا لعبادة الصالحين العارفين، ساردا علي لسان مولانا عبد الحفيظ عبد الحافظ الملقب بأيوب المصري في النص القاطن ص 142 أرشدنا قائلا: «الحياة تجارب ياولدي»، وليست تصورات «عقلية أونفسية»، سابقة التجهيز، وكل تجربة يقيم بنتأجها لا بشيء أخر، وأعلم أن النهايات أن جاءت علي غير ما يناسب مع البدايات، فهناك خطأ ما غالبا يتعلق بتقدير خاطيء للأشخاص أو المواقف، ولكن أن حدث هذا فلتحمد الله لإنه يعلمك كيف تجيد التقدير منذ البداية فالقاعدة الحاكمة في عالمنا هى أن كل الاحتمالات واردة فالتغيير هو سنة الحياة، ولا ثابت إلا الله فبالتالي فدائرة التوقعات شاسعة ويجب أن تظل مفتوحة إلي ما لا نهاية، فذلك هو سر سيدنا موسي عليه السلام والكمال.
نستخلص من هذا النص أن كل الاحتمالات واردة الحدوث فدوام الحال من المحال وبالتالي مجال التوقعات لا حدود لها وهنا وجب التحذير عن التعامل مع أحكامنا السابقة، وتصوراتنا اللاحقة، حتي لا نقع في فخ غلق الدوائر التي لا يمكن غلقها، فالطبائع والنفوس والعقول تختلف عن بعضها البعض.
وفي إيضاح جليل في حال يقتصر علي مولانا أيوب المصري، والروح الطوافة في ملكوت الحق، شارحا سر شخصية الحبيب فى النص رقم 12 صفحة 142 قائلا: «البعض يا ولدى كالشمس ينظرها الناس ليلا، ويحتفون بإشراقها، وحينما تستوى فى كبد السماء يهربون من لفيحها، الشمس هى الشمس يا ولدى ولكن الناس يختلفون، وإنهم يريدونها لهم لا لها».
وهنا نستخلص من هذا الحال الفريد أن التعرض قدر المتجلى عليه، وليس المتجلى به، وأن على مدى الشفافية يخترق النور الجسد، وأصلا إلى إنطلاقات روحانية ، لا يعلم مدى أفقها إلا الله وحده ..والله أعلى وأعلم..
وفى حالة أخرى فى النص رقم 13 صفحة 144 ، مع مولانا عبد الحفيظ عبد الحافظ الملقب بـ «أيوب المصري»، قائلا: «القمر إذا أشرف بالليل، يسعد به أخيار الناس، إنه يمنحهم النور بلا مقابل يدفعونه، ويشقي أشرار الناس لأنه يحول دون سوء أعمالهم، الأوائل يعرفون سر القمر، فهو النائب عن الحبيب، والأخرون يجعلهم ينصبون له فى كل ثانية صليب».
إنها مسألة فرق النوع «الناس معادن» و«العرق دساس»، وذلك هو سر سيدنا المسيح عليه صلاوات من الله وسلام،
وهنا علي قدر إستيعابى للنص أتسآل كيف ينوب الفرع عن الأصل؟
وبصورة أخري أن وجود الفرع دليلا واضح علي ثبوت الأصل ، وكلا ميسر لما خلق له، فالبشر تتباين خصائصهم فمنهم «القوي عند غضبه» ومنهم «الأمرون الناس بالبر، ناسيين أنفسهم، أولئك اللذين ينصبون أنفسهم قضاة وجلادين في أن واحد»، ومنهم دعاة القنوط واليأس الحاقدين علي كل ما سواهم، حاشدين المشاعر السلبية والطاقة السوداء بين أضلعهم، ولذلك قال الحبيب المصطفى «المرء علي دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل».
وتضيف الناقدة في دراستها لسردية «وجودك ذنب ..قصة عقل» للكاتب الصحفي والأديب محمد هزاع، في حضرة تلك القامة الصوفية الروحانية، أثناء دخول حال شديد الترقي ضاربا بعرض الحائط كل المقاييس الزمنية، حب الله والحكيم بتاح حتب عام 2400 قبل الميلاد، عندما سألهم عن تعدد الآلهة عند المصريين القدماء صفحة 157 في النص رقم 24 حيث أضاف الحكيم: «هل تعلم يا عبد الله أن «أمون» معناه «الذي لا يري بالعيون» أي الذي «لا تدركه الأبصار»، و«أتون»، معناه الذي لا يحتاج لغيره أي الصمد، وأن «رع» معناه الذي لا يموت أي الباقي !!! ، وهنا أوضح الكاتب العاشق لذرات تراب المحروسة حتي النخاع، عما صال وجال فى خواطرالقدماء المصريين، وتعميق وترسيخ القيم الروحانية التى ملئت حياتهم عبقا، وأن الإستسلام للمولى من خلال النفوس الراضية - إن جاز التعبير - النفوس الممكنة من أنبياء الله وآوليائه الصالحين قاعد’ أساسية، لا يمكن التخلي عنها منذ بدء الحضارة المصرية، علما بأن «أوزوريس» هو سيدنا إدريس عليه السلام، وأن إيزيس الزهراء نموذج متكامل للرقي النسائي، مندمجا في شخصيتين الملكة إيزيس رمزا للحضارة المصرية القديمة والسيدة فاطمة الزهراء رمزا للإسلام، وأن الحكيم بتاح حتب هو سيدنا الخضر، الذي إرتفع علمه علي كليم الله المتجلي عليه بطور سيناء، تلك هي الأرض التي لاذ بها المظلوم فإنتصر والمرتعب فإطمئن، وهذا يسلمنا بدوره إلى قواعد وثوابت صوفية منها: «التلقي بقدر التعرض» و«في كل محنة منحة» ..التي ترسوا بنا إلي الرضا التام، مبتعدين عن النفس الأمارة بالسوء، مقتربين إلي «اللوامة، القوامة، المطمئنة، الراضية، المرضي، الممكنة».
و«أن المحن إما ارتقاء مقام أو رفع إبتلاء» ..تنقية للعبد أو ترقية للعبد، و«السلم ألا ينازع شيء فيك شيء، والمسالمه ألا تنازع غيرك، والإستسلام ألا تنازع ربك»، فالعالم ليس به مطلقات أبدا، فنسبة 100% في 100% يستحيل وجودها
وأن الإختلاف قانون حاكم، حيث لا يوجد مخلوقان متماثلا تماما، وأن البلاء منجاة من الرب ..فإن السفينة خرقها العبد الصالح حماية لهم ولها من إعتداء الملك الظالم، هكذا البلاء «ظاهره محنة وباطنه منحة».
علمنا أن من لا يستطيع أن يجد له دور علي المسرح إلا بتشويه الأخرين، لعله يخلوا له وحده، مريض نفسيا فاشل عمليا، في «محاولة نفي الآخرين»، ودليل على وجودهم وإثبات لتأيدهم من ناحية، وتأكيد علي تفاهة بل عدمية من يحاول تشويهم من ناحية أخرى، وأن التجليات الإلهية لا تطابق أبدا بنسبة مائة بالمائة، وكذلك هذه المكونات الخمس، أو ما يطلق عليه الحضرات الخمس «الجسد ، النفس ، القلب ، العقل والروح»، وأن التغيير الخارجي يأتي علي قدر وحسب نوع التغيير الداخلي، لأن النفس وحدها هي الدافع للفعل، وأن التغيير هو السنة الإلهية المهيمنة علي الخلق، فلا ثابت إلا الله
اليائس والقانط سيئا الظن بالله تعالي، يرجوان منه شرا لا خيرا، ونقمة لا نعمة، وبلاءا لا ألاءا، إنهم يخالفان الحديث القدسي أنا عند ظن عبدي بي، والحديث النبوي فليقل خيرا أو ليصمت وتعاليم الإمام علي كرم الله وجهه القدر موقوف علي المنطق.
وتضيف الناقدة الأدبية في دراستها لسردية «وجودك ذنب ..قصة عقل»، أن تلك هي القواعد الصوفية التي أرشدنا لها الصوفي الروحاني السياسي الأديب محمد جاد هزاع، فتح الله عليه مسلكه وأزال عنه أحجبته، ليكشف لنا المزيد من الأسرار الكونية المبهمة، وقد يكون النقد إن جاز التعبير بعيدا كل البعد عن النقد الأدبي، بعلمي أن النقد إن صح وإعتدل يكون موضوعيا، وكيف يصبح هكذا إذ أن ذلك العمل الأدبي مضفر بالإبداع الروحي ممتزج بالرقي الصوفي ، نائيا عن الثغرات والنتؤات التى ربما يقع فيها الأديب.
وقد يري البعض أن هذا النوع من النقد ما يسميه النقاد بالنقد الأعور، الذي لا يلمح فيه إلا الإيجابيات للثوابت الأدبية والفنية شديدة البلاغة، مبتعدا عن كل ما هو سلبي، ويري الأخرون إنه قد يكون نقدا أحول، حيث لا يري فيه عيوبا البته، ولكن ليس كل حقيقة مرة المذاق، بل منها ما تحمل من صدق وتنور ورقي وحق وفضل، يفوقوا الكثير من العقول البائسة التي تكمن داخل أدمغة وأجساد من يعلون راية الظلام الحالك، الذي يملأ أنفسهم وقلوبهم، وهم جيوش الظلام
وهذا يسلبني إلي حقيقة واحدة، وهي أن ما كتبت بعيدا عن الدراسة والنقد الأدبي هذا فقط ما شغف به قلبي وما إستقبله عقلي وطاقت إليه روحي من خبرات وتجارب الراقي المبدع محمد جاد هزاع, والله أعلي وأجل وأعلم.