دعا أعضاء من مجلس الأمن الدولي إلى زيادة المساعدات التي تصل للمحتاجين في قطاع غزة وحذروا من تردي الأوضاع في القطاع.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إنه يتعين تحقيق "زيادة هائلة في المساعدات" إلى قطاع غزة، حيث نزح معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
ويقول مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن أكثر من 43922 فلسطينيا استشهدوا حتى الآن في الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ 13 شهرا ضد حركة حماس.
وأضاف لامي "الوضع مروع وبصراحة يفوق التصور ويسوء أيضا دون تحسن.. لقد حل الشتاء والمجاعة وشيكة وبعد مرور 400 يوم على هذه الحرب من غير المقبول بتاتا أن يصبح إيصال المساعدات إلى غزة أصعب من أي وقت مضى".
واندلعت الحرب بعد أن هاجم مسلحون من حركة حماس بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر من العام الماضي، مما أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقا لإحصاءات إسرائيلية.
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد للمجلس إن واشنطن تراقب عن كثب تصرفات إسرائيل لتحسين الوضع للفلسطينيين وتتواصل مع الحكومة الإسرائيلية يوميا.
وأضافت "يتعين على إسرائيل أيضا أن تتخذ خطوات إضافية عاجلة لتخفيف الوضع الإنساني الكارثي في غزة".
وخلصت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الشهر إلى أن إسرائيل لا تعيق حاليا المساعدات المقدمة إلى غزة ومن ثم لا تنتهك القانون الأمريكي، حتى مع اعتراف واشنطن بأن الوضع الإنساني لا يزال مزريا في القطاع الفلسطيني.
وجاء هذا التقييم بعد أن بعثت الولايات المتحدة برسالة إلى إسرائيل في 13 أكتوبر ضمت قائمة بالخطوات التي يتعين عليها اتخاذها في 30 يوما لمعالجة الوضع المتدهور في غزة، محذرة من أن عدم تحسين هذا الوضع قد يكون له عواقب محتملة على المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل.
وقالت توماس جرينفيلد إن إسرائيل تعمل على تنفيذ 12 خطوة من هذه الخطوات البالغ عددها 15.
وأضافت "يتعين أن نرى التنفيذ الكامل والمستدام لجميع الخطوات، ويتعين أن نرى تحسنا ملموسا في الوضع الإنساني على الأرض"، بما في ذلك سماح إسرائيل للشاحنات التجارية بالتحرك إلى غزة إلى جانب المساعدات الإنسانية، ومعالجة حالة الفوضى المستمرة وتنفيذ هدن في مناطق واسعة من غزة للسماح للمساعدات بالوصول إلى المحتاجين.
وقال داني دانون السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة إن إسرائيل سهلت دخول مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات أسبوعيا، لكن وكالات الإغاثة أخفقت في جمع تلك المساعدات مما أدى إلى نهبها من جانب حركة حماس ونفت الحركة هذا الاتهام.
وأضاف دانون "لا ينبغي للأمم المتحدة أن تزيد من التزاماتها بتوزيع المساعدات فحسب، بل يتعين عليها أيضا تحويل تركيزها صوب خطف حماس للمساعدات الإنسانية باستمرار لتغذية آلة الإرهاب والبؤس".
الحرب على غزة
ومضى أكثر من عامٌ كاملٌ على اندلاع الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، التي بدأت في 7 أكتوبر من عام 2023، حينما بدأ الاحتلال الإسرائيلي في شن عدوانه على القطاع، ردًا على عملية طوفان الأقصى، التي شنتها المقاومة الفلسطينية في الداخل الإسرائيلي المحتل.
اقرأ أيضًا: تحقيق| «ما لا عينٌ رأت».. ماذا يحدث لمعتقلي غزة برواية ناجين من بطش الاحتلال؟
وخلف العدوان الإسرائيلي على مدار عام كامل عشرات الآلاف من الضحايا في صفوف الفلسطينيين الأبرياء، الذين دفعوا ثمنًا باهظًا من أرواحهم نتيجة تلك الحرب الغاشمة.
وأخفق العالم أجمع والمؤسسات الأممية في إجبار إسرائيل على إيقاف حربها التي دمرت قطاع غزة بالكامل خلال أكثر من عام، مخلفة عشرات الآلاف من القتلى والمصابين، بينما يعيش الناجون أوضاعًا صعبة.
وخلال الحرب نجحت إسرائيل في اغتيال يحيى السنوار العقل المُدبر لعملية طوفان الأقصى، بالإضافة إلى العديد من قادة حركة حماس بالقطاع، بالإضافة إلى اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة، خلال تواجده بالعاصمة الإيرانية طهران.
وتوسعت الحرب على قطاع غزة لتبدأ حربًا إقليمية نفذتها إسرائيل عبر استهداف الداخل اللبناني، في محاولة للقضاء على حزب الله، وكذلك استهداف عدد من المناطق في اليمن للرد على جماعة الحوثي، بالإضافة إلى اشتعال التوتر مع إيران على خلفية اغتيال إسماعيل هنية.
وقادت عدد من دول العالم على رأسها مصر وقطر أكثر من مبادرة لإيقاف الحرب على غزة إلا أن التعنت الإسرائيلي هو ما أفشل المفاوضات أكثر من مرة.