- باحثة سياسية فلسطينية: الواقع الميداني يثبت مخطط ضم الضفة عبر الاستيطان
- حداد: اتفاقية أوسلو قسمت الضفة الغربية لـ3 مناطق سيطرت إسرائيل على معظمها بمليون مستوطن
- خبير علاقات دولية: نتوقع تصعيد كبير إذا صدر قرار الضم.. ولا توجد مؤشرات للتهدئة بالمنطقة
- البرديسي: ضم الضفة الغربية يقوض قيام الدولة الفلسطينية المستقلة
بعد فوز دونالد ترامب بالسباق الانتخابي نحو البيت الأبيض عاد الحديث حول مخطط إسرائيل لضم الضفة الغربية، وأنها ستكون هدية ترامب لإسرائيل مع توليه الحكم مطلع العام المقبل، لاسيما في ظل اختيار "ترامب" سفيرا له في تل أبيب كان يروج لضم الضفة ويدعم الاستيطان، إضافة إلى اختيار نتنياهو سفيرا له في واشنطن يدعو باستمرار لضم الضفة الغربية لإسرائيل؛ وهو ما تعتبر مؤشرات قوية لمخطط ضم الضفة، ما ينذر بمزيد من التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويهدد فرص قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967.. أسئلة كثيرة يجيب عنها الخبراء في حديثهم لـ«بوابة أخبار اليوم».
في البداية تقول الدكتورة تمارا حداد، الكاتبة والباحثة السياسية الفلسطينية، إن ضم الضفة الغربية فعليا يسير في مسار تدريجي حتى إن لم يتم الإعلان عن خطوة الضم، لكن كواقع ميداني عملياتي فإن عملية ضم الضفة لإسرائيل تطبق على أرض الواقع، وهناك عملية طرد كبيرة للفلسطينيين في مناطق "ب ، ج" التي تم تحديدها في اتفاقية أوسلو التي قسمت الضفة إلى 3 مناطق "أ، ب، ج".
وتابعت د. «حداد» لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن المناطق المصنفة "ج" تعتبر فعليا تحت السيادة الإسرائيلية وتقدر مساحتها بـ60% من الضفة، أما المنطقة المصنفة "ب" جزء منها تحت السيادة الإسرائيلية 30 % والجزء الآخر تحت سيادة السلطة الوطنية الفلسطينية.
وأشارت إلى أن المنطقة المصنفة "أ" فإنها لا تتعدى مساحتها 9% من الضفة، وبالتالي فإن إسرائيل تعزز السيادة رسميا عليها، وبالتالي فإن نتنياهو قد يلجأ لمقايضة ترامب بوقف الحرب على غزة مقابل إعلان الولايات المتحدة اعترافها بالسيادة الأمنية على الضفة الغربية، وقد تكون عملية الضم في مناطق الأغوار والمستوطنات الكبيرة حتى لا تتأجج الأوضاع بالضفة، ولن يتبقى شيء منها للسلطة الوطنية الفلسطينية.
وذكرت الكاتبة والباحثة السياسية الفلسطينية، أنه إذا حدث هذا السيناريو فإنه سوف يأجج الصراع وتكون هناك عمليات فردية ضد الاحتلال ستقابلها إسرائيل بالقبضة الأمنية وزيادة عدد المستوطنين، كذلك سيكون هناك تحرك رسمي من السلطة الوطنية ضد إسرائيل في المحافل الدولية قانونيا ودبلوماسيا وسياسيا لمخالفة بنود حل الدولتين وقرارات الجامعة العربية.
وأوضحت أن اختيار ترامب سفيرا يروج لضم الضفة لأن الأخير ذات أصول دينية ويعتنق عقيدة تلمودية تؤمن بسرعة ضم الضفة حتى يخرج المهدي المنتظر، مضيفة أن عدد المستوطنين حوالي مليون مستوطن يسكنون أكثر من 750 مستوطنة، وهو ما يقضي على حلم الدولة الفلسطينية.
ولفتت إلى أن إسرائيل قضت على حالة المقاومة في الضفة الغربية، وإذا حدث الضم رسميا فلن ترقى المقاومة لدرجة الانتفاضة أو لسيناريو قطاع غزة، وهناك تركيز أمني واستخباراتي كبير في الضفة لاقتلاع جذور المقاومة، مشددة على أهمية التحرك العربي والإسلامي وضرورة انعقاد القمة العربية الإسلامية قبل الإعلان رسميا عن الضم لإرسال رسالة مؤثرة ضد الاستيطان وضد ضم الضفة وحتى لا يتهدد أمن الأردن ودول الجوار ويحدث مخطط التهجير.
من جانبه يرى الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، أن المتوقع حدوث تصعيد كبير مع ضم الضفة الغربية، لافتا أنه لا توجد مؤشرات إيجابية للتهدئة، والولايات المتحدة تقف مع إسرائيل المنتهكة للقوانين الدولية، مضيفا أن هناك مؤشرات قوية لضم الضفة مع استمرار الدعم الأمريكي لتل أبيب.
وأشار «البرديسي» لـ«بوابة أخبار اليوم»، إلى أن المؤشر الإيجابي الوحيد هو أن "ترامب" رجل صفقات فقد يعطي مكاسب للفلسطينيين لتحقيق الاستقرار، لافتا إلى أن ضم الضفة يقوض قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، موضحا أن ترامب قد يضغط على إسرائيل لاستقرار الأوضاع وإبرام المزيد من اتفاقات السلام بالمنطقة.
وأشاد بخطوة التحرك العربي الإسلامي لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة لتجميد عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة لانتهاكها ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية كافة.