■ بقلم: أحمد معطي
بعد ماراثون انتخابى تاريخى فى الولايات المتحدة الأمريكية، اعتلى دونالد ترامب منصة مؤتمره وأمام حشوده ليعلن فوزه الساحق على كاميلا هاريس ليصبح رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
ولكن الأهم هو النقاط التى تحدث عنها خلال الخطاب التى لها انعكاس كبير على الأسواق المالية، فقد ركز فى البداية على النفط وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك نفطا وغازا طبيعيا أكثر من دول الشرق الأوسط وروسيا ليؤكد بذلك دعمه لقطاع النفط والغاز الطبيعى وزيادة الإنتاجية فى هذا القطاع فى وقتٍ العالم يزيد فيه المعروض من النفط برغم التوترات الجيوسياسية، بالتالى استفادت أسهم قطاع الطاقة من هذه التصريحات، فقد ارتفع سهم شيفرون حوالى 5%، كما ارتفع سهم إكسون موبيل بنسبة 3%، كما متوقع أن يكون هناك ضغط على أسعار النفط خلال الفترة القادمة على أن يتحرك النفط ما بين 65 إلى 85 دولارًا للبرميل.
وأرى أن هذا ما يعول عليه دونالد ترامب فى خفض الضغط على التضخم الذى سيصاحب سياساته الضريبية التى أشار لها أيضا فى المؤتمر، فترامب وعد مجتمع الأعمال بخفض الضرائب على الشركات وأذكركم أن ترامب خفض الفائدة للشركات من قبل أثناء رئاسته الأولى من 35% إلى 21% وبالتالى ذلك من المحتمل أن يؤدى إلى زيادة التضخم مرة أخرى بالإضافة إلى إنه وعد برفع الرسوم الجمركية على الصين بحوالى 60% وعلى الاتحاد الأوربى فى حدود من 10 إلى 20% وبالتالى أيضا هذه القرارات تؤدى إلى زيادة رفع التضخم مرة أخرى.
بالتالى أرى أن دونالد ترامب سيستخدم أداة زيادة إنتاج النفط لخفض الأسعار، بالتالى تعويض جزء كبير من التضخم الذى ستأتى سياساته لخفض الضرائب وزيادة الرسوم الجمركية، كما أنه سيكون مبررًا للضغط على الفيدرالى الأمريكى فى زيادة وتيرة خفض أسعار الفائدة إذا بالفعل تراجعت أسعار النفط وبالتالى سيؤدى ذلك إلى خفض تكاليف الإنتاج والانتقالات.
وركز ترامب فى حديثه على شكر إيلون ماسك على دعمه لترامب ووصفه بالعبقرى وأنه على الولايات المتحدة الأمريكية دعم وحماية العباقرة مثل إيلون ماسك وبالتالى انعكس ذلك على سهم تسلا بالارتفاع بأكثر من 13%.
كما أشار ترامب فى مؤتمره إلى وقف الهجرة غير الشرعية بالإضافة إلى دعم قطاع الصناعة ليضع الولايات المتحدة الأمريكية على المسار الصناعى مرة أخرى، وبالتالى ارتفع أغلب أسهم قطاع الصناعة بعد هذه التصريحات
كما انعكس فوز ترامب على المؤشرات الأمريكية بالارتفاع، فقد ارتفع ناسداك بحوالى 2.7% وداو جونز بحوالى 3.5% كما ارتفع إس اند بى 500 بحوالى 2.6%.
وارتفع الدولار إندكس وهو عبارة عن سلة من ست عملات رئيسية بأوزان مختلفة وهى اليورو والين والإسترلينى والكرونا السويدية والدولار كندى والفرنك السويسري، فقد ارتفع الدولار اندكس إلى مستويات 106.6 نقطة مستفيدا من ثقة المستثمرين فى فوز ترامب مما جعلهم يتجهون للسندات، حيث ارتفعت عوائد سندات 5 سنوات إلى 4.46% بعد الطلب المتزايد مما انعكس على ارتفاع الطلب على الدولار وبالتالى تراجع الطلب على المعدن الأصفر الذهب الذى خسر حوالى 220 دولار للأونصة، كما أنه يرجع تراجع الذهب إلى الوعود التى وعدها ترامب أثناء حملاته الانتخابية بإنهاء الحروب حول العالم خاصة فى الشرق الأوسط وحرب روسيا وأوكرانيا، وبالتالى فوز ترامب أعطى حالة تفاؤلية بأن هذه الحروب ستنتهى وبالتالى انعكس ذلك بتراجع الذهب الذى يعرف بأنه الملاذ الآمن وقت الأزمات ويرتفع وقت الحروب، وبالتالى أتوقع أن فى حالة إنهاء هذه الحروب فعليا على أرض الواقع، فمن المتوقع أن يشهد الذهب مزيدًا من التراجع إلى مستويات 1350 دولارًا للأونصة، أما فى حالة عدم قدرة ترامب على إنهاء الحروب فسيشهد الذهب موجة صاعدة جديدة إلى مستويات 3000 دولار للأونصة.