الحرب في أوكرانيا تدفع كوريا الشمالية لتصنيع طائرات انتحارية جديدة

زعيم كوريا الشمالية
زعيم كوريا الشمالية


في تطور يلقي بظلاله على ساحة الحرب الروسية الأوكرانية، كشفت صحيفة التليجراف البريطانية عن خطط كوريا الشمالية للبدء في الإنتاج الكمي للطائرات المسيرة الانتحارية، إذ يأتي هذا التطور في وقت تتعمق فيه العلاقات العسكرية بين بيونج يانج وموسكو، مما يثير مخاوف دولية من تأثير هذا التعاون على مسار الصراع في أوكرانيا.

وكشفت صحيفة التليجراف عن تفاصيل مثيرة حول برنامج الطائرات المسيرة الكوري الشمالي، فخلال عرض عسكري حضره الزعيم كيم جونج أون، ظهرت نماذج متطورة من الطائرات المسيرة الانتحارية تحمل تشابهاً لافتاً مع طائرات "لانسيت" الروسية، التي أثبتت فعالية كبيرة في الحرب الأوكرانية. 

وأظهرت الصور المنشورة الزعيم الكوري الشمالي، وهو يتفقد هذه الطائرات المتطورة التي طورها مجمع التكنولوجيا الجوية غير المأهولة في بلاده.

اقرأ أيضًا: خطط «إنشاء ناتو آسيوى» بعد تحالف روسيا وكوريا الشمالية.. وفشل سياسة احتواء الصين

التحالف العسكري المتنامي

في تطور يعمق المخاوف الدولية، كشفت التليجراف عن حجم التعاون العسكري بين كوريا الشمالية وروسيا، فبعد المصادقة على معاهدة الدفاع المشترك بين البلدين، تم نشر ما يقارب 11 ألف جندي كوري شمالي في منطقة كورسك الروسية، في خطوة تهدف إلى دعم الجهود الروسية لاستعادة السيطرة على مواقع استراتيجية سقطت في أيدي القوات الأوكرانية في أغسطس الماضي.

ويشير خبراء عسكريون إلى أن قرار كوريا الشمالية بإنتاج الطائرات المسيرة الانتحارية بكميات كبيرة قد يمثل تحولاً في ميزان القوى في الحرب الأوكرانية. فهذه الطائرات، المصممة لاستهداف المعدات العسكرية الثقيلة والمنشآت الاستراتيجية، قد تشكل تهديداً جدياً للقوات الأوكرانية التي تعتمد بشكل كبير على المعدات الغربية المتطورة.

ردود الفعل الدولية والتحركات المضادة

أثار هذا التطور ردود فعل دولية واسعة النطاق،إذ سارع وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا بزيارة كييف للتعبير عن قلق بلاده العميق من تنامي التعاون العسكري بين كوريا الشمالية وروسيا. 

وقد عززت اليابان دعمها لأوكرانيا بمليارات الدولارات، في محاولة لموازنة هذا التحالف العسكري المتنامي.

في المقابل، تدرس كوريا الجنوبية، المعروفة بصناعتها العسكرية المتطورة، تغيير سياستها التقليدية بعدم تصدير الأسلحة إلى مناطق النزاع. 

وقد أشار الرئيس يون سوك يول إلى إمكانية تقديم دعم عسكري مباشر لأوكرانيا، في خطوة قد تمثل تحولاً جذرياً في السياسة الخارجية لسيول.

تداعيات إستراتيجية على المشهد العالمي

يرى محللون عسكريون أن تطوير كوريا الشمالية لهذه التقنية المتقدمة، بالتزامن مع تعميق تحالفها مع روسيا، يمثل تحولاً استراتيجياً في المشهد العالمي، إذ أن هذا التعاون لا يقتصر فقط على تبادل التكنولوجيا العسكرية، بل يمتد ليشمل تبادل الخبرات القتالية المكتسبة من الحرب في أوكرانيا.

وأشارت التليجراف إلى أن نجاح التجارب الكورية الشمالية في مجال الطائرات المسيرة الانتحارية يعكس تطوراً تقنياً ملحوظاً، إذ أظهرت الاختبارات دقة عالية في إصابة الأهداف، مما دفع القيادة العليا إلى إصدار أوامر فورية ببدء الإنتاج الكمي، مستفيدة من الدروس المستخلصة من استخدام هذه التقنية في الحرب الأوكرانية.

تخلص الصحيفة إلى أن دخول كوريا الشمالية في مجال إنتاج الطائرات المسيرة الانتحارية، مع تعميق تحالفها مع روسيا، يمثل تحدياً جديداً للمجتمع الدولي، فهذا التطور لا يهدد فقط التوازن العسكري في شرق آسيا، بل يمتد تأثيره ليشمل مسار الحرب في أوكرانيا، مما يستدعي استجابة دولية منسقة وفعالة لمواجهة هذه التحديات المتصاعدة.