حسام بركات
طرح جديد يتبناه الدكتور د. محمد الجندي، الأمين العام الجديد لمجمع البحوث الإسلامية؛لمخاطبة الشباب بلغة العصر التى يفهمها من منطلق أن المجمع هو إحدى أدوات الأزهر الفاعلة لنشر العلم الصحيح والوسطية فى مصر والعالم..
ويعارض الجندى بشدة مقولة أن الأزهر تحجر فكريا ولكنه يعالج المشكلات المنسوبة للحضارة ولا صلة للحضارة بها..
يعتز الجندى بالعمامة الأزهرية مشددا على أنها سفير الوسطية الحقيقى فى العالم، ويبشر بضوابط جديدة لتأكيد العناية بكتاب الله.. وفى هذا الحوار مع الأمين العام الجديد لمجمع البحوث الإسلامية، نوضح رؤيته لقيادة هذا الكيان المهم لتحقيق رؤية مصر والأزهر.
مقاطع «ريلز» لمخاطبة الشباب.. وجارى إعداد مكتبة عالمية إلكترونية
تطوير للجان الفتوى.. والضبطية القضائية لردع المخطئين فى حق كتاب الله
كيف يسهم مجمع البحوث الإسلامية فى خدمة المجتمع فكريا وثقافيا؟
مجمع البحوث الإسلامية يعالج المشكلات الأسرية والتى تتمثل فى لجنة فض المنازعات، التى تتعامل مع جميع الأسر فى شتى المسائل، مثل: الطلاق، والخصومات بين العائلات، والمسائل الاجتماعية؛ كما يعالج الفكر لدى الشباب من خلال ميادين متنوعة منها «قوافل الوعظ» التى تذهب إلى المستشفيات لتواسى المرضى؛ وإلى المدارس لتخاطب الأطفال والطلاب عموما؛ وتجيب عن تساؤلاتهم حول الإسلام، وحول الشبهات، وتوضح مشاكل الإلحاد تحصينا للعقل.
اقرأ أيضًا| مجمع البحوث الإسلامية ينعى شقيقة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر
سلاسل العقل
هل توجد منصات إعلامية تبثون من خلالها هذه الأفكار؟
المجمع يخاطب المجتمع حسب ظروفه، من خلال قنوات إعلامية معينة، مثل: مجلة الأزهر الشريف، وصفحة المجمع نفسها عبر مواقع التواصل، عن طريق المقالات، والمقاطع المرئية، وسلاسل العقل والدين، وهى مستمرة الآن، وهى التى سجل فيها د. أحمد عمر هاشم «علمنا رسول الله»، ويؤديها بعض العلماء والوعاظ؛ ونتوسع فى هذا الباب بمقالة تحت مسمى «تذكرة الفروع بالأصول»، خاصة بالأزهرية بالذات، تأصيلا للمنهج الأزهري، ولا ننسى شيوخنا الكبار، الذين نجدد العهد من بعدهم بالأصالة الأزهرية من واقع هذه المقالات، وبالفعل بدأنا فيها؛ وكذلك لدينا دور مهم للواعظات لدعم قضايا المرأة، وقسم الواعظات تحت إشراف د. إلهام شاهين، وهى الأمين المساعد لشئون الواعظات؛ فالواعظة لها دور فى حل إشكالات الأسرة المحرجة الخاصة بالمرأة، تتدخل فيها واعظة وليس واعظا؛ لأنه قد يكون هناك إحراج، فالمسارات متنوعة ولها دور كبير فى حل الخلافات بالاشتراك مع المحافظات لمعالجة القضايا الاجتماعية.
هل توجد شراكة مع باقى مؤسسات الدولة لترسيخ الوسطية؟
نعم توجد شراكات متنوعة؛ حتى بين المؤسسات الأزهرية بعضها البعض؛ وهناك شراكة مع وزارة الاتصالات مثلا، والآن يجرى بروتوكول لتأسيس ركن التراث الأزهرى على موقع الوزارة وعلى الإنترنت بصفة عامة؛ كذلك توجد شراكة بين المجمع ووزارة التعليم؛ ويجرى الترتيب مع وزارة الخارجية أيضًا.. وهناك لجنة تشكل لدراسة أبرز المشكلات الخاصة بالمبعوثين والطلاب الوافدين؛ فالحقيقة أن هناك عدة شراكات كثيرة فى هذا الباب.
تطوير تكنولوجى
ألا ترى أن مجمع البحوث يحتاج إلى تركيز أكبر مع التعامل مع الوسائل التكنولوجية فى مخاطبة الجمهور؟
بالطبع؛ والآن يجرى هذا التطوير عن طريق مركز الإعلام الذى أعد خطة كاملة لطرح جديد، وبدأ بالفعل من السلاسل العلمية التى تخاطب العقل؛ لأنه أصبح أمام الشباب مجالات غير القراءة فنضع البديل وهو إنشاء مقاطع ريلز خاصة بالقضايا الفكرية، هدف هذه الريلز سريع ومختصر كل يوم على صفحة المجمع، كل يوم ينزل عليها ريلز فى الجانب السلوكى والأخلاقى أو الجانب العقلانى العقدى وهو تسيد الشباب، والفتوى المضللة، فالمجمع الآن بدأ فى هذا الطرح بجانب عمل آخر وهو إعداد لمكتبة عالمية جار التجهيز فيها وتسمى «المكتبة الأزهرية الشاملة» وهى تخص الباحثين وهم أكثر المستفدين فيها كبديل لأى شيء آخر، ليست له هوية أزهرية وهذه يحمل عليها مئات الآلاف من الكتب وبدأت بالفعل اللجنة منذ أيام قليلة لتأسيس هذا التقنين.
هناك من يرى أن الأزهر الشريف قد «تحجر» فكريا ولم يعد يواكب العصر.. كيف ترد على هؤلاء؟
أريد أن أفهم مفهوم العصر الذى تحجر عنه الأزهر الشريف، الأزهر لم يتحجر بل التزم المنهج العقدى والأخلاقى والسلوكى الذى يواكب العصر، وفق منهج الإسلام، فالأزهر لم يتحجر، ولكن على خلاف الظواهر الأخلاقية، ويعالج الظواهر والمشاكل التى يعانى منها الشباب مثلا كالإلحاد، فعند مناقشة الأزهر للإلحاد فهو بذلك لا يتحجر بل يعالج كل المستجدات ومن بينها مسألة الشذوذ التى تنسب للحضارة وليست منها فى شيء.. ولكن هناك بعض المصطلحات مثل مصطلح العصر، والحداثة، تحتاج لتعريف صحيح؛ فنحن نؤيد الحداثة الإلكترونية بخلاف الحداثة العقدية، فالأزهر لا يتحجر ولكنه يعالج هذه المشكلات التى تنسب إلى الحضارة، ولا صلة لها بالحضارة ولا بالدين.
تطوير الفتوى
هل هناك خطة للمجمع لضبط فوضى الفتاوى التى يتصدر لها غير المؤهلين؟
هناك اختبارات لأعضاء لجان الفتوى الرئيسية والفرعية، فى إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بدعم وتطوير لجان الفتوى، وتنفيذا لخطة المجمع لمواجهة فوضى الفتاوى التى تصدر عن غير المؤهلين لها لحماية المجتمع من النتائج السلبية للفتاوى المضللة التى تخالف التعاليم السمحة للإسلام والتى يتصدر لها غير المتخصصين أحيانا؛ كما أن الاختبارات تستهدف تشجيع الوعاظ على رفع كفاءتهم العلمية فى جانب الإفتاء، واستشعار المسئولية تجاه القضايا المجتمعية التى ترتبط بواقع الناس وحياتهم، ومتابعة المتغيرات على المستوى المجتمعي، فلجان الفتوى لا بد أن يكونوا على مستوى عال من الفقه والفهم والمعرفة لضبط فوضى الفتاوى.
هل هناك عمل يتضمن خطابا توعويا يعالج ويحصن التحديات الفكرية المعاصرة أم لا؟
هناك لجنة فى المجمع اسمها «الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة» بدأ نشاطها يزيد لأنها تتعامل دعويا مع كل الجامعات، وبدأت بالجامع الأزهر وجامعة أسيوط، وغيرها تحت برنامج متكامل تحت مسمى «الأسبوع الدعوي» وموجود على صفحة المجمع للتوثيق، فإذا دعويا للجنة ووضع خطة حتى المستشفيات، دعويا فى أخلاق الطبيب، أخلاق المهنة، نذكره بالقسم والتعامل مع المريض بإنسانية، ونذكر بهذا العهد أيضا من باب التذكرة.
ما الدور الذى يقدمه مجمع البحوث للإسهام فى تأكيد عالمية الأزهر؟
هناك شقان الأول: الطالب الوافد الذى يأتى إلى الأزهر من عدة دول من أمريكا وماليزيا وغيرهما، فهؤلاء الطلاب لهم كفالة، ولهم منح يمنحهم الأزهر إياها، ويكفلهم فى السكن فى مدينة البعوث ويربيهم علميا على منهج الأزهر، فهو سفير الأزهر حينما يرجع بلده، يرجع بفكر معتدل ومستقيم، فكر وسطى تحت قبة الأزهر نحميه من الدخول فى شائعات أخرى يستقطب لفكر معين متطرف أو غيره، إذ إن هناك رعاية كاملة للطالب الوافد، لأن الأزهر صاحب العمامة الأزهرية الذى سيسافر فى بلده وهو يمثل الأزهر الشريف.. الثاني: قسم الخارج وهو إدارة البعوث لتخصيص عدد ضخم كل سنة يذهبون للدول الأجنبية وغيرها لتعليم الناس الدين بلغاتهم، وهؤلاء تجرى لهم اختبارات وإعداد جيد ودورات تدريبية، وأيضا إدارة المطبوعات، يخدم بها العالم لأى كتاب ينشر أو بعض من الخارج إلا بالحصول على تصريح بالنشر والتداول وهذه خدمة عالمية من الأزهر الشريف.
كيف يعتنى مجمع البحوث الإسلامية بطباعة المصحف الشريف؟
اعتنى المجمع بالمصحف الشريف عناية خاصة، ولا يطبع مصحف فى دار نشر دون أن نمنحه تصريحا بالتداول وتصريحا بالنشر، وهذا لا يحصل عليه إلا إذا عرض المصحف على لجنة المصحف الشريف وفيها كبار الحفاظ بالقراءات، تأمينا لكتاب الله؛ حيث قال تعالى: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، فهو آمن طبيعيا ولكن دورنا هو الخدمة؛ أما إذا قصرت دار نشر فى شروط التصريح، أو أساءت فى الأوراق أو لديها طبعة ممسوحة أثناء الطباعة؛ فهذا ليس خطأ الأزهر، ولكنه تقصير من المطبعة؛ وللأزهر والمجمع حق الضبطية القضائية؛ وهنا يكون لنا الحق فى إلغاء التصريح.