تصوروا أن القرى السياحية بالساحل الشمالى بإمكانها أن تغطى احتياجات مصر كلها، بل وتصدر منها على الأقل ثلاثة أنواع من إنتاج الأشجار المثمرة، وتحديدًا الزيتون والتين البرشومى والنخيل بأنواعه المتنوعة، إذا توافرت وتوافقت رؤى وإرادة ملاكها، والقائمين على إدارتها.
قيّض الله لى صديقا عزيزا وحبيبا، ووجّه الدعوة لى لقضاء يومين معه بفيلته بإحدى قرى الساحل الشمالى، ورغم ترددى فى تلبية الدعوة، فإن نفسى المحبة لجمال الطبيعة والشواطئ غلبتنى، وحاجتى لتغيير الهواء بعد شهر ونصف الشهر رهن الاحتجاز الإجبارى بالبيت لوضع ساقى اليسرى رهن تجبيرة أمر بها الأطباء.
مضى على آخر زيارة لى مع أسرتى إلى قرى الساحل نحو 20عاما، كل شيء تغير وتطور وازدهر، لم يعد بالساحل المطل على المتوسط شبر خال، وتحول الطريق الساحلى، مرورا بمعظم القرى، وبالعلمين، ومرسى مطروح، إلى مشارف ليبيا، إلى طريق دولى، كل اتجاه 3 حارات، وأحيانا 5 حارات، إضافة إلى طريق الخدمات اتجاهين.
القرية التى نزلنا بها تضم مجموعات من الأشجار المتنوعة وبكثافة، وأصحابها معتنون بها؛ كما أن إدارة القرية مهتمة بأشجار الشوارع، إلا أنه من المؤسف والمحزن أنها أشجار زينة وليست مثمرة، وجال بخاطرى خلال تجوالى بشوارعها والاستمتاع ببناياتها الأنيقة وما بها من أشجار معتنى بها: ماذا لو تم إحلال أشجار الزيتون والتين البرشومى والنخيل بدلا منها؟ ما دامت تُروى ويُعتنى بها على مدار العام، وهى من الأشجار التى تزدهر بها أراضى الساحل.. ليت إحدى القرى تأخذ زمام المبادرة.
أرجو أن نبدأ بعملية إحلال قد تستغرق سنوات قليلة، ويصبح لدينا اكتفاء ذاتى، ولو على مستوى كل قرية، أو كل صاحب بناية.
فهل يتحقق الحلم؟ ليس ببعيد على الله.