في مشهد استثنائي يعبر عن عظمة الإيمان والعزيمة، وصلت الحاجة الجزائرية سارهودا ستيتي، البالغة من العمر 130 عاماً، إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج لعام 2024، واحتفى بها الحاضرون في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، مستبشرين بقدومها لأداء هذه الشعيرة العظيمة.
الحاجة سارهودا ستيتي، القادمة من ولاية تبسة الجزائرية، جذبت انتباه العالم بوصولها إلى مكة المكرمة، حيث استقبلتها السلطات السعودية بحفاوة وترحيب، وصولها يُعد بمثابة شهادة على قوة الإرادة والإيمان، ويعكس قدرة الإنسان على تحقيق أهدافه مهما تقدم به العمر.
مع تدفق الحجاج إلى مكة قبل بدء موسم الحج، تشهد المملكة توافد الملايين من المسلمين من جميع أنحاء العالم. وأكد مسؤولون سعوديون أن أكثر من 1.5 مليون حاج أجنبي وصلوا إلى البلاد بحلول يوم الثلاثاء، ومعظمهم عن طريق الجو. هذا العدد مرشح للزيادة مع اقتراب موعد بدء المناسك، حيث من المتوقع أن ينضم مئات الآلاف من السعوديين والمقيمين في المملكة إلى هؤلاء الحجاج.
تجربة سارهودا ليست فريدة من نوعها فحسب، بل تضيف بُعداً إنسانياً وروحانياً لرحلة الحج هذا العام. ويأتي ذلك في سياق توقعات بزيادة أعداد الحجاج عن العام الماضي، حيث بلغ عددهم 1.8 مليون شخص، مقتربين من مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19. ففي عام 2019، أدى أكثر من 2.4 مليون مسلم فريضة الحج.
ومن بين الحجاج هذا العام، 4200 فلسطيني من الضفة الغربية، رغم عدم تمكن الفلسطينيين من قطاع غزة من السفر بسبب الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس، وفي درجات حرارة وصلت إلى 42 درجة مئوية خلال النهار، شوهد العديد من الحجاج وهم يحملون مظلات للوقاية من الشمس.
في هذا السياق، أعربت ربيعة الراجحي، الحاجّة المغربية التي قدمت مع عائلتها، عن شعورها بالراحة والسعادة عند وصولها إلى المسجد الحرام ورؤية الكعبة المشرفة، ما يعكس الروحانية العميقة التي يختبرها الحجاج أثناء تأدية مناسك الحج.
إن وصول الحاجة سارهودا ستيتي لأداء مناسك الحج في هذا السن المتقدم يلهم ملايين المسلمين حول العالم، ويجسد قيم الإصرار والإيمان، هذه اللحظة التاريخية تعزز من مكانة الحج كمناسبة دينية تجمع المسلمين من شتى بقاع الأرض، وتجسد روح الوحدة والتضامن، ومع توقعات بزيادة أعداد الحجاج هذا العام، تستمر المملكة في توفير كافة التسهيلات لضمان تجربة حج مريحة وآمنة لجميع الحجاج.
