مخبأ «على بابا»

«الحديقة اليابانية» .. رئة حلوان الخضراء

الحديقة اليابانية
الحديقة اليابانية

مساحة جمالية شاسعة، ورئة خضراء تحيطها أشواك العمارات الشائهة من كل جانب، ومتنفس وحيد بالمنطقة يجلب هواء الله من السماء ثم ينشره مباشرة إلى أفئدة أهل مدينة عبد العزيز بن مروان الخالدة؛ كما أنها إحدى أقدم الحدائق المصرية، إذ تم تأسيسها عام 1917، بحسب اللافتة الثابتة فى مدخلها؛ إنها الحديقة اليابانية بحلوان.

الباب الرئيسي للحديقة فقط هو المفتوح أمام الزائرين، مع إغلاق باقي الأبواب، وعند الدخول منه يوجد طريق طويل يقسم الحديقة إلى جزئين، على اليمين يوجد تمثال وجه الحياة، أو وجه الجمال، وهو وجه كبير لامرأة يابانية تغمض عينيها مع ابتسامة خجل تعكس فكرة تقديس الشرق للمرأة، منحوت فى الصخر، وتبدو فيه مخايل الجمال والدقة في إظهاره كأنه يوشك على الابتسام الهادئ، وهو ما يبث روح التفاؤل لكل من يراه؛ غير أن به بعض الأجزاء التي أثرت فيها عوامل التعرية والأمطار؛ إضافة إلى عشرات الكتابات والرسومات الشبابية التى تتعهد بالحب لباقي العمر! وعند صعود السلم الأول توجد مظلة كبيرة من الخوص الياباني بأشكاله الدائرية، وبجوارها تمثال لجسد ذو الفقار باشا فقط، بعدما سقط رأسه، وتم ركنه في المخازن، تحمله زهرة اللوتس، وحولها ثلاثة تماثيل «للأفيال الثلاثة» الآسيوية.

وتؤكد المهندسة عزة عبد الله محمد، مدير الحديقة، أن المهندس المعمارى ذو الفقار باشا أنشأ الحديقة على الطراز الآسيوى لترمز لحضارات الشرق؛ وكان يطلق عليها «كشك الحياة الآسيوي»، وسُميت بعد ذلك بـ«الحديقة اليابانية»، وتبلغ مساحتها 12 فدانًا..

وتشير إلى أن الحديقة تضم بعض التماثيل التى ترمز لحُقب تاريخية مختلفة، منها: تمثال لسلحفاة تحمل تنينًا، ويرمز للقوة والتحمل، وتمثال لبوذا وبجواره سفينة تستعد لتنقل الحكمة إلى المعلم شيبة وتلاميذه على الجانب الآخر للحديقة، وتمثال زهرة اللوتس التى تحمل تمثالًا لمصمم الحديقة، وحوله تماثيل لثلاثة أفيال من الشرق تحرس المكان، و48 تمثالًا لتلاميذ المعلم «شيبة» يجلس فى وسطهم ليعلمهم الديانة البوذية أمام البحيرة الكبيرة؛ ولأن المصريين شعب ساخر بطبعه، فإنه يطلق على هذه التماثيل: (على بابا والأربعين حرامى)، رغم أن عدد التماثيل 48 وليسوا 40؛ ولكن أماكن التلاميذ عن يمين ويسار المعلم الذى يجلس فى وسطهم، والذى يظهر تمثاله بحجم أكبر من تلاميذه، ومن خلفهم مكان صخرى مرتفع، كأنه مخبأ لهم.

وتقول مديرة الحديقة إن هناك أيضًا بعض التماثيل التى تحمل حكمة الشرق بصورة بسيطة، مثل تمثال لثلاثة قرود: الأول يسد عينيه والثانى يسد أذنيه والثالث يسد فمه، فى إشارة إلى الحكمة الثلاثية التى تحث الإنسان على عدم التدخل فى شئون الآخرين: «لا أرى- لا أسمع- لا أتكلم»؛ بالإضافة إلى بحيرة اللوتس وكشك الموسيقى وعددٍ من الأشجار النادرة.