انتخابات أمريكا 2024| هل يؤثر ما وعده «ترامب» لكبار المتبرعين على الديمقراطية؟

دونالد ترامب
دونالد ترامب

مع كل محطة جديدة في ساحة انتخابات أمريكا 2024، يواجه المرشح الجمهوري دونالد ترامب، تحديات مستمرة تترنح بين مساعيه الشخصية والقانونية، وتطلعاته السياسية المستقبلية، في إطار جلسات محاكمته الجنائية وحملته الانتخابية.

وبينما يتابع العالم مسار صراع الانتخابات الأمريكية 2024، تظل الأسئلة حول مدى تأثير تصريحات المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن، واستراتيجيتهما على مجريات الانتخابات وعلى مستقبل السياسة الأمريكية مفتوحة.

حيث إنه بالرغم من أن ترامب ينفي بشدة أي ارتكاب لمخالفات قانونية، إلا أن تصريحاته تظهر استعداده لاستخدام كل الوسائل المتاحة لتحقيق أهدافه السياسية لاستعادة السيطرة على المشهد السياسي الذي من الممكن أن يقوده للبيت الأبيض.

اقرأ أيضًا: ترامب: الأوضاع في أمريكا مخزية وشائنة بحق الديمقراطية

مرافعة ترامب الختامية.. هجوم وتصعيد في «آن واحد»

خلال اليوم الأول للمرافعة الختامية في قضية "شراء الصمت"، لم يتوانَ ترامب عن توجيه هجوم حاد نحو منافسه في ساحة انتخابات أمريكا 2024، الرئيس الحالي جو بايدن، بهدف التأثير على نتائج الانتخابات الأمريكية.

وتحولت محاكمة ترامب في قضية "شراء الصمت" إلى فرصة جديدة لشن هجوم على القاضي الذي يحاكمه، حيث قال بصوت مرتفع: "لدينا قاض فاسد ومتضارب، لكنني لا يمكن أن أقول ذلك لأنني أخضع لأمر منع النشر، وهو شيء آخر غير دستوري، هل هناك رئيس أو مرشح بارز لديه أمر حظر نشر ولا يسمح له بالتحدث؟.. إنها تحدث المرة الأولى"، وفقًا لتعبيره.


«الوعود الجريئة لترامب».. إستراتيجية سياسية أم كسب للدعم؟

أزاحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الستار عن أسرار كواليس جلسات ترامب مع أنصاره من المانحين، حيث تم تبيان قائمة الطلبات والوعود التي يقدمها لهم ترامب، وذلك في محاولة لسد الفجوة المالية بين حملته وحملة منافسه في الانتخابات الأمريكية 2024، بايدن، وسداد فواتير قانونية باهظة جراء محاكمته الجنائية، بحسب قناة "العربية" الإخبارية.

من بين الطلبات المثيرة التي قدمها ترامب للحصول على تبرعات مالية كثيرة في الأشهر الأخيرة، هو ربط ترامب طلبات التبرع بالتعهدات لتخفيض الضرائب، وحتى بمواعيد الغداء مع مؤيديه، حيث أصر على أن يكون لها مقابل مادي مرتفع، كما حدث عندما عرض عليه رجل أعمال مليون دولار لجهوده الرئاسية ولتناول الغداء معه.

ويربط ترامب طلبات جمع التبرعات بشكل متكرر بموافقات لبنية التحتية لمشاريع النفط وغيرها، بالإضافة إلى السياسة، وغالبًا ما يطلب ترامب المزيد من المال مما يتوقعه فريقه الجمهوري، مما يفاجئ مستشاريه، ويظهر ذلك الأمر استراتيجيته السياسية الجريئة ورغبته في جمع التبرعات بأي ثمن.

وأفاد مستشارون، بأن دونالد ترامب يقدم بشكل منتظم نفس الوعود المتعلقة بأحداث حول السياسة الخارجية والداخلية، وخاصة فيما يتعلق بالتضخم والهجرة، وتكون بعض هذه الوعود خيالية، كما حدث في إحدى المناسبات حيث أشار الرئيس الأمريكي السابق، إلى أنه سيقصف موسكو وبكين في حالة غزو روسيا لأوكرانيا، أو إذا غزت الصين تايوان، وهو الأمر الذي فاجأ بعض المانحين أيضًا.

وفي حفل آخر، وعد ترامب بخفض الضرائب على الشركات ومنح المسئولين التنفيذيين في مجال النفط مجموعة من السياسات التي يرغبون بها، بشرط أن يكونوا كرماء معه. 

وفي مناسبة أخرى، فرض ترامب شرطًا على الحضور من أنصاره، مطالبًا إياهم بتقديم المزيد من المال إذا أرادوا التقاط صورة معه.

وهو الأمر الذي يكشف عن مدى جرأة الرئيس الأمريكي السابق، في التعامل مع السياسة والتحكم في الأحداث بما يخدم مصالحه الشخصية.