نص بيان المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو ووزير دفاعه.. «7 جرائم حرب تنتظرهما»

 بنيامين نتنياهو - صورة أرشيفية
بنيامين نتنياهو - صورة أرشيفية

أصدر المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة مع استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع للشهر الثامن على التوالي.

وجاء في نص بيان بيان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان عن طلبات لإصدار أوامر اعتقال في الحالة في دولة فلسطين، بخصوص بنيامين نتنياهو، ويوآف جالانت، إنه "استنادًا إلى الأدلة التي جمعها مكتبي وفحصها، لدي أسباب معقولة للاعتقاد بأن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، ويوآف جالانت، وزير الدفاع في إسرائيل، يتحملان المسؤولية الجنائية عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التالية التي ارتُكبت على أراضي دولة فلسطين (في قطاع غزة) اعتبارًا من الثامن من أكتوبر 2023 على الأقل".

اقرأ أيضًا: دول العالم تقدم التعازي لإيران في وفاة إبراهيم رئيسي إثر حادث المروحية

7 جرائم حرب ضد نتنياهو وجالانت

وعدّد كريم خان الجرائم التي ارتكبها كلٌ من نتنياهو وجالانت، والتي صُنفت تحت بند «جرائم الحرب»، وبلغ عددها سبع جرائم.

والجريمة الأولى هي: تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب باعتباره جريمة حرب بما يخالف المادة 8 (2) (ب) (25) من نظام روما الأساسي.

وجريمة الحرب الثانية هي: تعمد إحداث معاناة شديدة، أو إلحاق أذى خطير بالجسم أو بالصحة بما يخالف المادة 8 (2) (أ) (3) أو المعاملة القاسية باعتبارها جريمة حرب بما يخالف المادة 8 (2) (ج) (1).

والجريمة الثالثة هي: القتل العمد بما يخالف المادة 8 (2) (أ) (1)، أو القتل باعتباره جريمة حرب بما يخالف المادة 8 (2) (ج) (1).

والجريمة الرابعة هي: تعمد توجيه هجمات ضد السكان المدنيين باعتباره جريمة حرب بما يخالف المادة 8 (2) (ب) (1)، أو المادة 8 (2) (ه) (1).

وخامس جرائم الحرب لنتنياهو وجالانت هي: الإبادة والقتل العمد بما يخالف المادتين 7 (1) (ب) و7 (1) (أ)، بما في ذلك في سياق الموت الناجم عن التجويع، باعتباره جريمة ضد الإنسانية.

وسادس الجرائم هي: الاضطهاد باعتباره جريمة ضد الإنسانية بما يخالف المادة 7 (1) (ح).

فيما كانت سابع الجرائم هي: أفعال لاإنسانية أخرى باعتبارها جرائم ضد الإنسانية بما يخالف المادة 7 (1) (ك).

جرائم متعمدة ضد الإنسانية

وقال كريم خان أيضًا: "ودفع مكتبي بأن جرائم الحرب المدّعي بها في هذه الطلبات قد ارتُكبت في إطار نزاع مسلح دولي بين إسرائيل وفلسطين، ونزاع مسلح غير دولي بين إسرائيل وحماس بالإضافة إلى جماعات مسلحة فلسطينية أخرى دائرين بالتوازي. وندفع بأن الجرائم ضد الإنسانية التي وُجِّه الاتهام بها قد ارتُكِبت في إطار هجوم واسع النطاق ومنهجي ضد السكان المدنيين الفلسطينيين عملا بسياسة الدولة. وهذه الجرائم مستمرة، في تقديرنا، إلى يومنا هذا".

وأردف قائلًا: "ويدفع مكتبي بأن الأدلة التي جمعناها، والتي شملت مقابلات مع ناجين وشهود عيان، ومواد مرئية وصورًا فوتوغرافية ومواد مسموعة ثبتت صحتها، وصورًا ملتقطة بالأقمار الصناعية، وبيانات أدلت بها المجموعة التي يُدَّعى بأنها ارتكبت الجرائم، تثبت أن إسرائيل تعمدت حرمان السكان المدنيين في كل مناطق غزة بشكل منهجي من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم الإنساني".

وأشار كريم خان إلى أن ذلك حدث من خلال فرض حصار كامل على غزة تضمن الإغلاق التام للمعابر الحدودية الثلاثة، وهي رفح وكرم أبو سالم وبيت حانون، اعتبارًا من الثامن من أكتوبر 2023 ولفترات مطوّلة ثم التقييد التعسفي لنقل الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الطعام والدواء، من خلال المعابر الحدودية بعد إعادة فتحها، مضيفًا أن الحصار شمل أيضًا قطع أنابيب المياه العابرة للحدود من إسرائيل إلى غزة، وهي المصدر الرئيسي للمياه النظيفة التي يحصل عليها الغزيون لفترة طويلة بدأت من التاسع من أكتوبر 2023، وقطع إمدادات الكهرباء ومنعها اعتبارًا من الثامن من أكتوبر 2023 عل الأقل وحتى اليوم.

وأضاف المدعي العام أنه "قد وقع ذلك إلى جانب هجمات أخرى ضد المدنيين، بما في ذلك هجمات على أولئك الذين اصطفوا للحصول على الطعام، وإعاقة توصيل الوكالات الإنسانية للمساعدات، وشن هجمات على عمال الإغاثة وقتلهم، مما أجبر الكثير من الوكالات على إيقاف أعمالها في غزة أو تقييدها".

ومضى يبقول: "ويدفع مكتبي بأن هذه الأفعال قد ارتُكبت في إطار خطة مشتركة لاستخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب وأعمال عنف أخرى ضد السكان المدنيين في غزة كوسيلة للتخلص من حماس، ولضمان عودة الرهائن الذين اختطفهم حماس، ولإنزال العقاب الجماعي بالسكان المدنيين في غزة الذين رأوا فيهم تهديدا لإسرائيل".

وشدد كريم خان قائلًا: "إن استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب، مقرونا بهجمات أخرى وبالعقاب الجماعي للسكان المدنيين في غزة، كانت له آثار حادة وظاهرة للعيان ومعروفة على نطاق واسع، وقد أكدها شهود عديدون أجرى مكتبي مقابلات معهم، ومن بينهم أطباء محليون ودوليون. وشملت هذه الآثار سوء التغذية والجفاف والمعاناة البالغة وتزايد أعداد الوفيات بين السكان الفلسطينيين، ومن بينهم الأطفال الرضع، والأطفال الآخرون، والنساء".

وبحسب كريم خان، فقد ظهرت المجاعة في بعض مناطق من غزة وأوشكت على الظهور في مناطق أخرى، وأنه كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش منذ أكثر من شهرين، يواجه 1.1 مليون إنسان في غزة الجوع على نحو كارثي، وهو أعلى رقم من الناس سبق تسجيله، في أي مكان وفي أي زمان، وذلك نتيجة لـ"كارثة لم يصنعها سوى البشر".

وأتم حديثه قائلًا: "واليوم، يسعى مكتبي إلى توجيه الاتهام إلى اثنين من الذين يتحملون القسط الأكبر من المسؤولية، وهما نتنياهو وجالانت، لمشاركتهما في ارتكاب الجرائم ولكونهما رئيسين عملا بالمادتين 25 و28 من نظام روما الأساسي".