محمد مهنا: «الدين كله أدب» فمن زاد عليك في الأدب زاد عليك في الدين

موضوعية
موضوعية

في إطار نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، عُقد مساء الخميس 14 مارس  2024م ملتقى الفكر بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)، تحت عنوان: "آداب المساجد"، والذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف المصرية يوميًّا عقب صلاة التراويح.

اقرأ أيضًا| حكم استخدام المراهم والكريمات على سطح الجلد خلال الصوم

حاضر فيه  الدكتور محمد مهنا أستاذ القانون الدولي بجامعة الأزهر (متحدثًا)،  والدكتور رمضان عبد الرازق عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر (متحدثًا)،  والقارئ الشيخ محمود سالمان الحلفاوي قارئًا، والشيخ  عبد الرحمن الأسواني مبتهلًا، وبحضور الدكتور هشام عبد العزيز علي رئيس القطاع الديني، والدكتور محمد عزت أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور أسامة فخري الجندي رئيس الإدارة المركزية لشئون المساجد والقرآن الكريم، والدكتور خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور عمرو الكمار مدير عام الإرشاد ونشر الدعوة، والدكتور محمد نصار مدير عام المساجد، والدكتور محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور سعيد حامد مدير الدعوة، وعدد من قيادات وزارة الأوقاف، وجمع غفير من جمهور ورواد المسجد، وقدم للملتقى الإعلامي  حسن الشاذلي.

وفي كلمته وجه الدكتور محمد مهنا أستاذ القانون الدولي بجامعة الأزهر الشكر لوزارة الأوقاف وللمجلس الأعلى للشئون الإسلامية على هذه البرامج التثقيفية، مؤكدًا أن الحديث عن آداب المساجد هام وعظيم، وأن الدين كله أدب فمن زاد عليك في الأدب زاد عليك في الدين، والدين علم وهذا العلم أدب، فعندما سأل سيدنا موسى سيدنا الخضر العلم دله على الأدب قال تعالى: "قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا"، وكان الرد "قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا"، قال العلماء: "نحن إلى قليل من الأدب أحوج منه إلى كثير من العلم"، وقالوا: "ربما يصل العبد بعبادته إلى الجنة ولكنه لا يبلغ إلى معرفة ربه إلا بالأدب"، فالأدب عنوان المعرفة، وهو باب العلم، وأن المساجد هي بيوت الله (عز وجل) في الأرض قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "من توضأ فأحسنَ الوضوءَ ثم أتَى المسجدَ فهو زائرُ اللهِ ، وحقٌّ على المزورِ أن يكرمَ الزائرَ"، وقد قال العلماء: من ثبتت نسبته وجبت خصوصيته، وقد ثبتت نسبة المساجد إلى الله (سبحانه وتعالى)، وعلى العبد حفظ الحرمة، وحفظ حرمة كل من انتسب إلى بيوت الله (عز وجل)، وقد استشعر الإمام علي زين العابدين هذه العظمة فلما حج وأراد أن يلبي ارتعد وقال: أخشى أن أقول لبيك اللهم لبيك، فيقال لي: لا لبيك، فشجعوه على التلبية، فلما لبى غشي عليه حتى سقط عن الراحلة.

 

وفي كلمته وجه الدكتور  رمضان عبد الرازق عضو اللجنة العليا للدعوة في الأزهر التحية لوزارة الأوقاف وللدكتور  محمد مختار جمعة وزير الأوقاف العالم الكبير الذي يعمل ليلا ونهارًا على خدمة بيوت الله (عز وجل)، حتى رأينا هذا العصر الذهبي لبيوت الله (عز وجل) وهذه العمارة غير المسبوقة لبيوت الله (عز وجل) مبنى ومعنى، شكلا ومضمونا، مؤكدًا أن آداب المساجد تؤخذ من قوله تعالى: "إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ"، فالعمارة نوعان مادية بالبناء والعمارة، ومعنوية بالعبادة والذكر والعلم، وقال تعالى: "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ"، ورفع البيوت رفع مادي بالبناء، ورفع معنوي بالذكر والعلم والعبادة.

موضحا أن من آداب المساجد الحفاظ على الزينة، والتجمل ظاهرًا بالنظافة، والتطيب، والجمال الداخلي، قال رسول الله (صلى الله عليه سلم): "مَن أكَلَ ثُومًا أوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا، أوْ لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا"، ومن آدابها أيضا الحفاظ على الحضور بالسكينة والوقار، قال (صلى الله عليه وسلم): "إذا أُقيمتِ الصلاةُ فلا تأتُوها و أنتم تسعون ، وأتوها و أنتم تمشون ، و عليكم السكينةُ ، فما أدركتُم فصلُّوا ، و ما فاتكم فأَتِمُّوا"، وأن يتابع الإنسان المؤذن في الأذان ثم يصلي على النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إذا سمعتُم المؤذنَ فقولوا مثلَ ما يقولُ ، ثم سلوا اللهَ لي الوسيلةَ فإنها درجةٌ في الجنةِ لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد اللهِ وأرجو أن أكونَ أنا ذلك العبدُ ، فمن سألَ اللهَ لي الوسيلةَ حلّتْ عليه شفاعتي يومَ القيامةِ"، مع مراعاة عدم تخطي رقاب الناس، وصلاة تحية المسجد والجلوس بسكينة ووقار مع الإكثار من ذكر الله ( عز وجل)، وتسوية الصف، والحفاظ على المسجد جميلا نظيفا، لأن الله قد اصطفاك وأتى بك إلى بيته.