فى الصميم

لعبة نتنياهو الخطرة !

جلال عارف
جلال عارف

أعلنت إسرائيل أنها فوجئت بما أعلنه الرئيس الأمريكى بايدن عن الاتفاق المحتمل للهدنة المؤقتة، لكنها لم تنف التوجهات الأساسية فيه وأهمها الموافقة الإسرائيلية على وقف إطلاق النار طوال رمضان ولمدة ستة أسابيع. وفيما هو معلن ـ حتى الآن ـ عن الصفقة المحتملة، فإن ما أزعج إسرائيل فى حديث "بايدن" أمران أساسيان.

الأول هو الكشف عن موافقة إسرائيل على الوقف المؤقت لإطلاق النار، بينما كان نتنياهو وأركان حكومته يواصلون الحديث عن استمرار الحرب ويعلنون عن خطط تهجير الفلسطينيين من "رفح" تمهيداً لاقتحامها(!!) والأمر الثانى هو تحذير "بايدن" من فقد إسرائيل للدعم الدولى بسبب الأعداد المتزايدة من الضحايا الفلسطينيين. وهو ما يتصادم مع إصرار نتنياهو على المضى فى الحرب ولو كانت النتيجة هى "الكارثة" التى يحذر منها الجميع.

وكان لافتاً أن يرد نتنياهو ببيان رسمى (ستكون له عواقبه!) يؤكد أنه قاوم دائماً كل الضغوط لإنهاء الحرب قبل الأوان، وأن هذا الموقف يحظى بدعم شعبى أمريكى سيساعدنا فى مواصلة الحرب حتى الانتصار، مشيراً إلى أن استطلاعاً للرأى العام الأمريكى أظهر أن ٨٢٪ يؤيدون موقف إسرائيل ضد حماس(!!) ومتجاهلاً العديد من استطلاعات الرأى الموثوقة التى تؤكد أن غالبية الرأى العام الأمريكى مع وقف الحرب، وأن تحرك الشباب الغاضب يجتاح الجامعات، وأن حادثاً مثل انتحار الشاب الطيار "بوشنيل" حرقاً أمام سفارة إسرائيل فى واشنطن احتجاجاً على التواطؤ الأمريكى فى الحرب هو إشارة واضحة بأن الوجه القبيح للعدوان النازى الإسرائيلى قد أصبح واضحاً للجميع.

بيان نتنياهو يعكس فى حقيقته المخاوف من تنامى مشاعر الغضب فى الرأى العام الأمريكى (والغربى عموماً) ومن التأثير الحتمى لذلك على صناع القرار بمن فيهم بايدن الذى لا يخفى صهيونيته وانحيازه لإسرائيل، لكنه لابد أن يدرك أن هذا لا يعنى الانحياز لنتنياهو أو الإبادة الجماعية أو السير نحو كارثة تفجر المنطقة وتفجر أيضاً ما تبقى من المصالح الأمريكية.

فى كل الأحوال ليس سهلاً ـ مع قرب الانتخابات الأمريكية ـ أن يقول نتنياهو لساكن البيت الأبيض (ولو كذباً!) إن غالبية الأمريكيين معى وليست معك!!