في الستينيات.. أول جريمة حب في الصعيد

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


الثأر وحده هو الذي يحكم جميع الجرائم في الصعيد، لكن تدخل الحب لأول مرة، ونسج خيوط جريمة بإحدى محافظات الصعيد الشهيرة.

وصدر الحكم في أول قضية حب بإعدام العشيق.. والسجن المؤبد للزوجة الخائنة.

قضية تكلم عنها كل بيت في الصعيد بحسب ما ذكرته مجلة آخر ساعة عام ١٩٦٠، وكانت تفاصيلها تعد أغرب من الخيال في نظر أهل الصعيد الذين تعودوا على جرائم الثأر فقط.

بعد أن تزوجت بطلة هذه القصة، وبعد مرور ٢٠ عاما على زواجها، بدأ قلبها يعرف معنى الحب، عند أول لقاء مع الحبيب العاشق، حيث كان هو الشاب الذي كانت تحلم به، ويراود أحلامها عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها.

بدأ العشيق يهمس في أذنها بكلمات الإطراء والاعجاب، وشعرت بميل شديد نحوه، وجذبت كلماته الحلوة أذنيها، وبدأت تتردد عليه في منزله، تنتهز غياب زوجها كل فترة يقضيها خارج المنزل.

وبمرور الأيام، أحس الزوج بسلوك زوجته، وقرر البقاء في البيت طوال الوقت مما أثار غضبها.

وفي جلسة مع شيطانها قررت الانتقام منه حتى تستطيع الزواج من عشيقها، وأخذت القرار وهداها شيطانها إلى أن تضع له السم في الطعام.

أصيب الزوج بحالة إعياء شديد، وشعر بشيئ يمزق أحشاءه، وسارعت عائلته بنقله إلى المستشفى، وتمكن الأطباء من إنقاذه، ولم تكتشف جريمة الزوجة.

وبعد أيام من شفائه، بدأت تفكر من جديد، حيث ذهبت إلى عشيقها، واتفقا على ذبح زوجها، ثم دفن جثته بأحد المصارف.

وما إن أشارت عقارب الساعة إلى الثانية عشرة منتصف الليل، كان العشيق يختبئ بإحدى غرف المنزل، بينما تناول الزوج عشائه، وتوجه إلى غرفة نومه، ومع دقات الساعة الثانية صباحا، استغرق في نوم عميق، واستيقظ على وجه ملثم وزوجته يقتحمان عليه الغرفة معتقدا بأن ذلك كابوس، ولم يكن يعلم بأنه واقع، حتى تمكنت الزوجة وعشيقها من شل حركته تماما، وقام العشيق بذبحه كالشاة، وهو ينتفض بجسده إلى أعلى واسفل، وحملاه وألقيا بحثته في مصرف مجاور للبلدة.

وفي الصباح الباكر اكتشف الأهالي جثة الزوج، وانقلبت القرية رأسا على عقب، وتمكن رجال المباحث بعد إجراء التحريات التي أكدت العلاقة المشبوه بين الزوجة وعشيقها، وألقي القبض عليهما.

اعترفت الزوجة في التحقيقات حيث قالت: بأنها أحبت عشيقها من كل قلبها، عندما تقدم ليخطب ابنتها، وارادت أن يكون لها وحدها، فاتفقت معه على التخلص من زوجها كي يتمكنا من الزواج.

واعترف العشيق، وأيد كلام الزوجة الخائنة، وأنه هو الذي اشترى لها مادة التوكسافين لوضعها للزوج في الطعام، ونفذت جريمتها لكن الزوج لم يمت، فأشار عليها بأن تضع له مادة صدأ النحاس الذي احضره في المرة التالية، ولم تفلح ايضا، واخيرا اتفقا على قتل زوجها.

وحكمت محكمة الجنايات، باعدام العشيق، والسجن المؤبد للزوجة الخائنة التي خرجت من قفص الاتهام لتقضي بقية عمرها في السجن.

واسدل الستار على أول جريمة حب عرفها الصعيد.

مركز معلومات أخبار اليوم