في لبنان.. هل تفتح إسرائيل جبهة جديدة لحرب شاملة بالمنطقة؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

لا تزال إسرائيل تعمل ما بوسعها من أجل إبقاء الحرب مستعرة في قطاع غزة، بل ربما تفتح آفاقًا لحرب أوسع وأشمل تعم دول الجوار، خاصةً في ظل استمرار هجمات الحوثيين على السفت التابعة لدول تدعم تل أبيب، وفي ظل التصعيد على فترات بين قوات حزب الله اللباني وقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وقال مسؤول إسرائيلي، طلب عدم نشر هويته، قبل أيام، في تصريحات لوكالة "رويترز" البريطانية، "لن نسمح للوضع على الجبهة اللبنانية بالاستمرار، وفترة الستة أشهر المقبلة".

وحذرت إسرائيل من أنه إذا لم يتراجع حزب الله إلى ما وراء الحدود، فإن حربًا شاملة تلوح في الأفق في لبنان.

ويستبعد صناع القرار السياسي في إسرائيل، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إنهاء الحرب في قطاع غزة في الوقت الراهن، ويدفع الساسة في تل أبيب نحو استمرار الحرب لفترة أطول، مع مآرب خاصة لنتياهو الذي يواجه مصيرًا حتميًا بالعزل، مثلما حدث في 2009 مع سلفه إيهود أولمرت، بعد الحرب البرية في غزة بين عامي 2008 و2009.

تحذير أمريكي

وحذّر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم الأحد 7 يناير، من أن الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" قد "تنتشر" وتهدد الأمن في كل أرجاء الشرق الأوسط.

وقال بلينكن، خلال مؤتمر صحفي في قطر في إطار جولة إقليمية للحيلولة دون اتساع رقعة النزاع "إننا إزاء توتر عميق في المنطقة. هذا نزاع قد ينتشر بسهولة ما يزيد من انعدام الأمن والمعاناة".

اقرأ أيضًا: ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 110 منذ بدء العدوان 

اغتيال العاروري يؤجج الوضع

وصُنفت عملية اغتيال القائد الحمساوي صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، جنوب لبنان، في 2 يناير الجاري، على أنه خطوة تهدف إلى جرّ الصراع والحرب نحو البقاء لأطول فترة ممكنة.

واعتبر أيمن الرقب، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن اغتيال صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" ورئيس الحركة بالضفة الغربية، هدفه من جانب إسرائيل إبقاء الحرب في غزة مستعمرة في مواجهة الضغط الأمريكي لإنهاء الحرب.

وقال الرقب، في تصريحاتٍ لـ"بوابة أخبار اليوم"، إن "إقدام الاحتلال الإسرائيلي على اغتيال صالح العاروري خطوة نحو الأمام لها عدة أبعاد أولها رسالة للشارع الإسرائيلي بأن جيش الاحتلال الذي فشل في تحقيق الأهداف في غزة لا يخشى تنفيذها في أي مكان، ورسالة تحدٍ لحزب الله خاصة أن حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله حذر الاحتلال سابقًا من أقدامه على اغتيال أي شخصية على الأراضي اللبنانية".

وأردف قائلًا: "الاحتلال الذي يضغط عليه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لوقف الحرب البرية على غزة يبحث عن أي جبهة تبقي الحرب مستعرة لضمان بقاء حكومة الحرب".

وأشار الرقب إلى أن اغتيال العاروري خطوة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للهرب من الضغط الأمريكي خاصة أن نتنياهو لا يريد لهذه الحرب أن تنتهي.

وفي الأثناء، يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الثالث والتسعين، وذلك منذ السابع من أكتوبر الماضي، في أعقاب عملية "طوفان الأقصى".

ولم يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة سوى لمدة أسبوع واحد خلال الفترة من 24 نوفمبر وحتى الأول من ديسمبر، بعد التوصل لاتفاق هدنة إنسانية في غزة بين حركة المقاومة الإسلامية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي بوساطة مصرية قطرية تكللت بالنجاح.

وبعد انقضاء أسبوع الهدنة صباح يوم الجمعة 1 ديسمبر، عاود الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة.

ووفق آخر حصيلة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صدرت عن وزارة الصحة في قطاع غزة، فإن 22 ألفًا و835 شهيدًا سقطوا في غزة إلى جانب أكثر من 58 ألف جريح.