بأمر المحكمة: الفتاة «قمر» بريئة من المؤامرة على شرف صديقتهما

المتهمة
المتهمة

القليوبية‭: ‬آلاء‭ ‬البري

أحداث هذه القضية بدت غريبة ومعقدة منذ البداية، ولكن لم تكن كذلك على هيئة محكمة جنايات شبرا الخيمة..؛

الأحداث بدأت باتهام فتاة لصديقتها التي تكبرها بـ 11 عامًا؛ بأنها أرادت أن تشوه سمعتها بين اصدقائها حتى تتساوى الرؤوس ولا تصبح أفضل منها، ومع فشلها في تلك المهمة خططت لجريمة بتحريض عشيقها على خطف صديقتها، وأجبارها على خلع ملابسها والتصوير فى أوضاع مخلة، وبإحالة المتهمين الثلاثة الصديقة وصديقها وثالث شارك صديق المتهمة الى المحكمة كانت المفاجأة بعد صدور الحكم الذي هو بلا شك عنوان الحقيقة، والى التفاصيل

ولتكن البداية مع صاحبة البلاغ سارة، المجني عليها التي تعرضت للخطف وهتك العرض.

س/ ما هي تفصيلات بلاغك؟

-"اللي حصل أني كنت شغالة مع المدعوة (قمر) وحصل بينا خلاف علشان كان فيه ناس بتتشاجر معاها وعوروني من فترة وعملت محضر واتنازلت عليه بعدها، وطلبت منها سلفة مبلغ عشرة الاف جنيه وهرجعهم ليها بعدين علشان أفتح محل كوافير، قالت لي أنه فى واحد أسمه (أحمد.م) وشهرته (أ.ش) هيقابلك ويديكي المبلغ، وفعلًا هو اتصل عليا وقالي قابليني الساعة 9 مساءًا تحت كوبري مسطرد، ولما رحت لقيته جاي بالعربية بتاعته وركبت معاه العربية وطلع بينا على شارع المطحن، وهناك وقف بالعربية وركب واحد معاه وطلع مسدس وهددنى بيه وقالي أخلعي العباية، وأنا من الخوف خلعت العباية وهو حاطت المسدس فى جنبي واللى معاه فضل يصورني فى وضعيات مخلة وبعدين قالي قولى أنا أسفه يا ست (قمر) وبعدين طلع دفتر إيصالات أمانة وبصمني ومضاني على 2 إيصال أمانة على بياض، وقبل ما أنزل من العربية أخد مني تليفوني وخلاني لبست العباية وطلع بيا عند كوبرى مسطرد وقالي أنزلي.

س/ ومن كان برفقتك أنذاك؟

-أنا كان معايا أختي وأسمها (أ.ك) والمتهم (أ.م) ومعه ثلاثة أخرين مش عارفه أساميهم.

س/ وكيف قام المتهم بتصويرك أنذاك؟

-هو طلع التليفون من التابلوه وكان قاعد في كرسي السواق وقعد يصورني.

س/ وهل قام المتهم بسرقة أي من متعلقاتك الشخصية؟

-أيوه.

س/ ما هي علاقتك بالمشكو في حقها (ق.م)؟

-أنا و (قمر) أصحاب من حوالي 3 سنين، عرفتها لما كنت شغاله عندها في الأتيليه بتاعها وقعدت شهرين بشتغل عندها.

"محصلش"!

بعد القبض على المتهم بخطف سارة، تم استجوابه امام جهة التحقيق، ليصر فى أقواله على عدم معرفته بالواقعة، مؤكدًا انه لم يقوم بخطف سارة، ولم يهددها بسلاح نارى، ولم يسرق هاتفها، او يقوم بتصويرها بالإجبار فى أوضاع مخلة، مجيباً على اسئلة التحقيق بكلمة واحدة "محصلش".. لتتابع جهة التحقيق الأسئلة كما يلى:

س/ وما هو قولك فيما قد عرض عليك من مقاطع وجدت على الهاتف المحمول خاصتك، وهل تحمل صور خاصة بالمدعوة ( قمر)، وأكثر من مقطع مخل لكما؟

-أنا معرفش حاجة عن الصور والفيديوهات دي ومعرفش جت تليفوني منين.

س/ ما هي صلتك بالأحراز التى تم عرضها عليك؟

-معرفش حاجة عن السلاح ولا شوفت تليفون (قمر) ولا شوفت تليفون سارة اللي شوفته ده.

علاقة عاطفية

اما قمر المتهمة بالتحريض ضد صديقتها، انكرت اشتراكها مع عشيقها بخطف صديقتها وسرقة هاتفها المحمول واجبارها على التصوير عارية فى أوضاع مخلة، اما عن ظروف الواقعة حسب ما اشارت به فى التحقيق فكانت تلك اجابتها على أسئلة المحقق:

س/ ما الذى حدث إذا وما هي ظروف عرضك علينا؟ 

-اللي حصل أني أعرف سارة من ثلاث سنوات، وهي كانت شغالة عندي في محل الكوافير الخاص بي، وقفلت الكوافير من سنتين علشان كنت عاملة حقن مجهري ساعتها ومقدرتش أبقي فاتحه المحل، وبعدين علاقتي بـ سارة حلوة لغاية دلوقتي هي راحت فتحت كوافير في شارع الشعراوي الجديد، ولما أتراكم عليها الإيجار راحت قفلته ومن أسبوع كده قالت لي هاتيلي 10 الاف جنيه يا إما تشاركيني قولتلها أنا مش معايا فلوس دلوقتي بس ممكن أجيبلك رقم (أ.م) المتهم الأول، وبعدين أديتهولها وهي خادته وراحت قابلته من 4 أيام أدالها 500 جنيه، وبعدين قابلها تاني وادالها فلوس تاني وبعدين أتفاجئت بالحوار إللي حصل إمبارح ده، وده كل إللي حصل، إمبارح كنت في شقتي أنا وجوزي ثم لقينا الباب بيخبط وجوزي قام فتح الباب لقي ضابط وقالنا هاتوا البطايق وخد البطايق مننا، وبعدين لما نزلت لقيت سارة في العربية، الضابط قالي أنا عايز أحمد قولتله محدش هيعرف يجيب أحمد إلا أنا، وبعدين روحنا كافيه "..." ورنيت عليه وقولتله أنا في الكافيه تعالى بسرعة علشان أنا أتخانقت أنا واسماعيل (جوزي) وبعدها بنص ساعة هو جه وقبضوا عليه وجابونا علي القسم وده كل إللي حصل.

س/ وهل كان هناك علاقة عاطفية بينكما؟

-أيوه، هو كان في علاقة عاطفية بدأت مؤخرا من حوالي 7 شهور علشان كنت بمر بأزمة بنفسية ومبخلفش وكمان متخانقة مع اسماعيل جوزي، وساعتها بدأت العلاقة بيني وبين المتهم الأول (أ.م).

الحكم

بعد استجواب الضحية والمتهمين، كان قرار النيابة العامة بحبس المتورطين 4 أيام على ذمة التحقيق، وبعد تجديد الحبس تم احالتهم الى المحاكمة الجنائية بمحكمة استئناف طنطا مأمورية شبرا الخيمة؛ لمحاكمة المتهمين وفق الاتهامات الموجهة اليهم.

وأمام محكمة الجنايات وبعد تداول القضية في عدة جلسات؛ أصدرت محكمة جنايات شبرا الخيمة الدائرة الثالثة حكمها؛ بمعاقبة المتهمين "أحمد. م"، و"محمود. ص" بالسجن المشدد عشر سنوات عما أسند إليهما، ومصادرة السلاح الناري المضبوط، وألزمت المحكوم عليهما المصروفات الجنائية.

ثانيًا: ببراءة "قمر. م" مما نسب إليها، ثالثًا: مصادرة الأدوات المستخدمة في الجريمة.

صدر الحكم برئاسة المستشار أمير فايز حنا، وعضوية المستشارين محمد عبد السلام القرش الرئيس بالمحكمة، ومصطفى منصور الرئيس بالمحكمة، بحضور محمد أحمد رضوان وكيل النيابة، وأحمد أبو اليزيد أمين السر.

قالت المحكمة في حيثيات حكمها: "بعد تلاوة أمر الإحاله وسماع طلبات النيابة العامة وسماع المرافعة الشفوية وبعد الاطلاع على الأوراق والمداولة قانونا؛ استقر في يقين المحكمة واطمأن إليها وجدانها، مستخلصة من مطالعة سائر أوراقها وما تم فيها من تحقيقات، تخلص أنه قبل شهور على الواقعة جمعت المتهم الأول (أ.م) بالثانية (ق.م) علاقة كان منشأها أحد تطبيقات الهاتف الجوال تطورت إلى علاقة عاطفية بتلك السيدة المتزوجة، تردت به إلى براثن الرذيلة فاعتاد مواقعتها وتوثيق لقاءاتهما المحرمة متبعا أمر شيطانه في تحدي لقول المولى عز وجل الذي أمره بألا يقرب الزنا أنه كان فاحشة وساء سبيلا؛ فكان سبيله في الاستمرار في تلك العلاقه الأثمة، أن يظهر لمن جمعته بها تلك العلاقة بأسه الزائف وغيرته المريضة، إذ نهى إليه ما دار من خلاف سابق بينها وبين المجني عليها (سارة.ك)  والذي تبعه طلب من الأخيرة إقراضها مبلغ عشرة الاف جنيه لم تكن المتهمة الثالثة (قمر) تملكه إلا أنها أشارت على المجني عليها اللجوء إلى المتهم لاقراضها ذلك المبلغ وقامت بالاتصال به وأخبرته بمبتغى المجني عليها إلا أنه أدخل في ظنه أن المجني عليها تعمدت طلب ذلك المبلغ في ذلك الوقت بنيه ابتزاز عشيقته وإخبار والدها بأمرهما أو تهديدها بفضح علاقتهما بما من شأنه إنهاء رباطيهما المدنس ووضع نهاية لملذاته وشهواته فأخذته العزة بالإثم، فتدبر أمره وعقد العزم على إسكات المجني عليها واختمرت في ذهنه فكرة خطف المجني عليه وهتك عرضها وتوثيق ذلك بمقاطع مصورة تكون وسيلة للضغط عليها وإرغامها على اصطناع سندات مديونية بالتوقيع على إيصالات أمانه وسرقة هاتفها المحمول الذي ظن أنه يحمل ما يسيء إلى حبيبته، فاتفق مع المتهم الثالث وأخرين مجهولين وأعد لذلك خطته وهاتف المجني عليها ليلتقي بها في العاشره من ليل يوم 2/10/2022 أسفل كوبري مسطرد، حيث حضرت المجني عليها بصحبة شقيقتها الصغرى وما أن حضر المتهم مستقلا سيارته حتى طلب منها الدلوف إليها وسلمها حقيبة سوداء لإيهامها  ولتطمئن إليه ثم  اقتادها إلى مكان أخر، حيث كان ينتظر المتهم الثاني الذي سارع بالدلوف للسيارة إلى جانب المجني عليها مشهرا سلاحا أبيض ووضعه على رقبتها، وأخران مجهولان دخلا السيارة وأحاطا بالشاهدة الثانية الجالسة بالخلف، بينما أشهر المتهم الثاني سلاحا ناريا وضعه بجانب المجني عليها فتمكن بتلك الوسيلة من إعدام مقاومتها والاستيلاء على هاتفها الجوال وتوجهوا إلى مكتبة بناحية شارع الشعراوي؛ حيث قام أحد المتهمين المجهولين من الجالسين بالخلف بإحضار دفتر إيصالات أمانة مطبوع وقلم وبصامة حبرية وأكرهوها  تحت تهديد السلاح على التوقيع وأخذ بصمة إبهامها على إيصال الأمانة ثم أقتدوها وشقيقتها إلى مكان غير مطروق تلك الأونة؛ حيث باغتها المتهم الثاني بخلع غطاء رأسها عنها عنوة وأمرها بخلع ملابسها فرفضت فأكرهها والمتهم الأول على نزع ملابسها، حيث هتك عرضها كرها عنها وقام المتهم الأول بتوثيق ذلك بمقاطع مصورة مهددين إياها بنشر تلك المقاطع ثم تركاها وشقيقتها عند شارع المطحن، حيث سارعت المجني عليها بالإبلاغ فتم ضبط المتهم الأول بذات التاريخ وبتفتيشه عثر معه على سلاح ناري طبنجة غير مشخشنه بداخلها طلقة من ذات العيار ودفتر إيصالات أمانة مطبوع سلفا به عدد إيصالين بتوقيع وبصمة منسوبين للمجني عليها وبصامة حبرية وهاتف جوال خاصة بالمجني عليها؛ حيث أقر المتهم بارتكاب الواقعة على نحو ما أبلغت به المجني عليها مقرا؛ بأن المقاطع المصورة موثقة على هاتفه الخاص، كما تم ضبط المتهم الثالث (م.ص) بتاريخ 14/12/2022 بناء على أمر النيابة العامة الصادر بضبطه وإحضاره.

وحيث أن الواقعة على السياق المتقدم قد قام الدليل عليها وعلى صحة إسنادها إلي المتهمين الأول والثاني أخذا بما شهدت به (سارة.ك) وشقيقتها (أ.ك) والنقيب (م.ه‍) والملازم أول (أ.ع)  وما ثبت بتفريغ النيابة العامة لمحتوى هاتف المتهم الأول، وما ثبتت بتقرير الهندسة الإذاعية بالهيئة الوطنية للإعلام، وتقرير المعامل الجنائية بالإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية، وتقرير قسم الأدلة الجنائية بذات الإدارة، تقرير الإدارة العامة لشؤون التزييف والتزوير بمصلحة الطب الشرعي، وتقرير الإدارة العامة للمساعدات الفنية الصادرة عن قطاع نظم الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية.

وبناءً عليه صدر الحكم سالف الذكر في حق أثنين متهمين، وبراءة المتهمة الثالثة من التهمة المنسوبة إليها.

إقرأ أيضاً : تأجيل محاكمة نجار بتهمة قتل شخص والشروع في قتل 2 آخرين بالقليوبية


 

;