أزقة غزة.. «حجر عثرة» أمام خطط الجيش الإسرائيلي نحو المضي قدمًا في القطاع

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

شهدت أحياء غزة دمارًا هائلًا بسبب القصف الإسرائيلي الغاشم الذي نفذته طائرات الاحتلال منذ 79 يومًا، وأصبحت المباني السكنية والشوارع والمؤسسات في حالة خراب وتحولت إلى أنقاض، وبرغم تكتيكات الاحتلال القائمة على تدمير البنية التحتية وسيرهم على هذا النهج في استراتيجيتهم للتخلص من حركة حماس، إلا أن هذه الأزقة المدمرة لم تكن إلا حجر عثرة أمام خطط الجيش الإسرائيلي نحو المضي قدما.

وبين الجدران المتهاوية والأنقاض المتناثرة في قطاع غزة، كان لدى جنود الاحتلال تحديات فعلية تعترض سبيلهم، حيث كانت الأزقة التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي سببًا في إعاقة حركته وتوغله في عمق غزة بشكل كبير وجعلت تنقلهم داخل مناطق القطاع أمرًا صعبًا للغاية، ولقى الجنود الإسرائيليون أنفسهم في مواجهة معركة محتدمة على مقربة، مما أدى إلى تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة في صفوفه.

وتحولت تلك الأزقة إلى ساحة مثالية لصالح حركة حماس، حيث أتاحت لفصائل الحركة الفرصة للاستفادة من التضاريس الملائمة وتكوين كمائن فعالة وتعريض جنود الاحتلال لهجمات مباغتة، ولم يكن لدى قوات الجيش الإسرائيلي خيارًا آخر سوى مواجهة القتال مع الحركة من مسافة صفر.


جدل في إسرائيل حول كفاءة الاجتياح البري

وبعد مضي أكثر من شهرين على بداية الحرب على غزة، أثارت الأوضاع الراهنة في إسرائيل جدلاً كبيرًا حول جدوى العملية البرية التي قام بها الجيش الإسرائيلي، خاصةً بعد انسحاب نخبة الجيش المتخصصة التابعة للواء جولاني، وهي وحدة تعتبر من أقوى وحدات الجيش الإسرائيلي، مما أثار هذا الانسحاب تساؤلات عدة في تل أبيب بشأن قدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق أهدافه.

وفي سياق متصل، أثار مقتل 3 محتجزين لدى حماس بالخطأ برصاص الجنود الإسرائيليين استنكارًا واسعًا داخل الوسط الإسرائيلي، مما أدى لتصاعد الجدل والتوتر حيال تنفيذ العمليات البرية في غزة.

ووفقًا لتقارير صحف إسرائيلية، أعلن  جيش الاحتلال انسحاب قوات لواء جولاني من ساحة المعركة في قطاع غزة بعد نحو 60 يومًا من الحرب الإسرائيلية لعدة أسباب، منها تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة في صفوفه، وأسباب أخرى عسكرية ترتبط بتبديل القوات المنهكة بقوات جديدة، وكذلك بشأن التغييرات الاستراتيجية المتعلقة بتقليص العمليات العسكرية.


تأثير على قدرة الجيش الإسرائيلي

وكشف تقرير في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن أن هناك العديد من العقبات التي يواجهها الجنود الإسرائيليون بغزة في ظل توغل القوات الإسرائيلية في عمق القطاع، ويشير التقرير إلى أن، وجود مقاتلي حماس في الأنفاق يضع الجيش الإسرائيلي في واقع التصدي بشكل مباشر وفوري مع فصائل حركة حماس من مسافة قريبة جدا وهو أمرٌ يؤثر في ميدان القتال من الناحية التكتيكية والاستراتيجية.


يديعوت أحرونوت: الجيش يواجه كمائن حماس بـ«تصاعد» الخطورة في الميدان

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي بات يفهم أنه غير قادر على القضاء على حركة حماس وبنيتها التحتية بشكل كامل من خلال العمليات الجوية وحدها في ظل الصعوبات التي تعترض سبيل الجيش الإسرائيلي، مع ضرورة استمرار العمليات البرية داخل قطاع غزة، حسبما أفادت " العربية" الإخبارية.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن وحدات الجيش تتعرض لكمائن مكثفة من قبل فصائل حماس، وهو ما يجعل الواقع الميداني أكثر تعقيدًا وخطورة، كما أن أزقة القطاع المدمرة تزيد من صعوبة تنقل الجنود من مكان لآخر وتحاصرهم وتؤثر على حركتهم وقدرتهم نحو التقدم بفعالية أكثر، مما أدى إلى فقدان عدد كبير من الأرواح في صفوف الجنود الإسرائيليين.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، عن ارتفاع عدد القتلى في صفوف الجيش إلى نحو 485 بينهم 158 قتلوا منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة.