واقع النازحين في المواصي بقطاع غزة «الجوع جارًا والبرد رفيقًا»

واقع النازحين في منطقة المواصي بقطاع غزة
واقع النازحين في منطقة المواصي بقطاع غزة

بعدما حذرت الحكومة الإسرائيلية سكان شمال قطاع غزة بضرورة التوجه جنوبا وتحديدا إلى منطقة المواصي بسبب اتساع ميدان المعركة في الشمال، تواصلت عمليات النزوح الجماعي لآلاف الفلسطينيين إلى هذه المنطقة الواقعة بين دير البلح ورفح بحثًا عن مأوى آمن.


المواصي بحالة «يرثى لها»

ورغم التصريحات التي أدلى بها الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بشأن توجيه المساعدات الإنسانية في المنطقة حال الضرورة، يبقى الوضع الإنساني في المواصي بحالة يرثى لها.

بعدما شرد آلاف النازحين من منازلهم وانتقلوا إلى المواصي بنى البعض منهم خيمًا لتأويهم في محاولة للعيش في هذه الظروف الصعبة إلا أن كثيرًا منها لا يصمد ويتطاير مع رياح الشتاء، والبعض الآخر يعيش على جوانب الطرقات بدون مأوى يحميهم من الزخات المطرية الغزيرة، فأصبحت حياة النازحين في المواصي أكثر تعقيدًا، بجانب انعدام المرافق الأساسية في هذه المنطقة الضيقة، والتي لا تتسع لاستقبال الأعداد الكبيرة من النازحين الذين وصلوا إليها.


الأسر تواجه جوعًا متفاقمًا وبردًا قارسًا

وحيال هذه الظروف الصعبة التي يعيشها أهالي غزة أصبح الجوع جارًا والبرد رفيقًا لهم، حيث يعاني النازحون الذين يعيشون في المواصي بالعراء من نقص المرافق الأساسية، حيث لا تتوفر لديهم مراحيض، ويفتقرون إلى وسائل النظافة الشخصية مما يجعل الوضع أكثر صعوبة، وسط نقص حاد في الطعام والموارد الأساسية.

وبسبب الاكتظاظ الشديد في المواصي، يعاني النازحون الذين يقطنون هناك من انتشار الأمراض، وتزداد حدة المعاناة بشكل خاص مع تدهور الأحوال الجوية الباردة وعدم توفر مأوى آمن سوى في خيامهم التي لا تقيهم بما يكفي.


انتشار الأمراض بين المشردين في المواصي 

ومن بين الأمراض البارزة التي انتشرت بين النازحين القيء والإسهال، خاصة بين الأطفال، نتيجة لعدم نقاوة المياه وعدم صلاحيتها للشرب بسبب قطع الاحتلال الإسرائيلي إمدادات المياه عن القطاع لمدة 66 يومًا، إلى جانب ذلك، تراكمت القمامة في المنطقة، مما زاد من درجة التلوث وتفاقم انتشار الأمراض، بحسب "العربية" الإخبارية.

وتُعد المواصي منطقة زراعية مهملة، حيث تمتد على مسافة 14 كيلومترًا وبعرض كيلو متر واحد، وتحتوي على عشرات المنازل فقط، ويعيش بها ما بين 4 إلى 9 آلاف شخص، حسبما أفادت "فرانس 24" الفرنسية.


اليونيسف: ما يسمى بالمناطق الآمنة في غزة «غير منطقي»

وفي ذات السياق، صرح المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، جيمس إلدر لصحفيين في جنيف، "بأنه ما يسمى بالمناطق الآمنة، غير منطقية وغير ممكنة حيال هذه الأوضاع الراهنة"، وقال إلدر: "أعتقد أن السلطات على علم بذلك".

وأشار مسئول الأمم المتحدة للطفولة، إلى أنه "لا يمكن أن تكون هذه المناطق آمنة ولا إنسانية عندما تعلن من جانب واحد، كما أعتقد أنه أمر قاس ويظهر عدم مبالاة تجاه الأطفال والنساء في غزة"، معتبرًا الوضع "مروع" و"مقلق".

وأكد إلدر، على أن التحدث عن مناطق آمنة مبنيًا على ضمان توفير الغذاء والماء والدواء والمأوى للسكان.