برز نجم بيني جانتس، زعيم حزب المعسكر الوطني في إسرائيل، خلال الأحداث الأخيرة التي صاحبت عملية طوفان الأقصى، ومن ثم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبات يُنظر إليه على أنه الخليفة المحتمل لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تهاوت شعبيته نتيجة الفشل الأمني في التعامل مع عملية طوفان الأقصى.
وتشير استطلاعات الرأي في إسرائيل إلى أن حزب المعسكر الوطني سيحظى على نحو 36 مقعدًا في الكنيست الإسرائيلي مقابل 19 مقعدًا لحزب "الليكود" اليميني، الذي يتزعمه نتنياهو، ما سيمكنه من تشكيل حكومة حال إجراء الانتخابات بعد أن تضع الحرب في غزة أوزارها.
وانخرط بيني جانتس، وزير الدفاع السابق وأبرز رموز المعارضة الإسرائيلية، في حكومة طوارئ لإدارة الحرب بدءًا من 11 أكتوبر الماضي، رفقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه تصدعًا في أركان حكمه في إسرائيل جراء الفشل الأمني الذريع في الحيلولة دون عملية "طوفان الأقصى"، التي شنتها المقاومة الفلسطينية في الداخل الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي.
وبات السؤال المطروح الآن حول ماهية الدور الذي يلعبه جانتس في حكومة الطوارئ ومجلس الحرب، خاصةً في ظهوره المتكرر رفقة نتيناهو ووزير الدفاع يوآف جالانت في المؤتمرات الصحفية اليومية لقادة الحرب في إسرائيل.
دور جانتس في حكومة الحرب
وفي غضون ذلك، قال أيمن الرقب، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إن بيني جانتس هو بمثابة نائب نتنياهو في هذه الحكومة، حتى لو لم يتم تسميته بنائب نتنياهو، وهو صاحب تأثير في الاجتماعات الخاصة بمجلس الأمن المصغر، المكون من 5 أعضاء".
وأضاف الرقب، لـ"بوابة أخبار اليوم"، أن كل من في حكومة الحرب يحاول أن يجمل صورته ويشترك الثلاثة (نتنياهو وبيني جانتس ووزير الدفاع يوآف جالانت) في المؤتمرات الصحفية في مشهد استثنائي.
وأردف الرقب: "جانتس يحاول أن يقدم نفسه الشخص المنقذ لدولة الاحتلال وهذا جلب له العديد من المؤيدين، حيث شعر مواطنو إسرائيل بأهمية دور العسكر والأمن، وذلك بعد سنوات من أفول نجوم العسكر في العمل السياسي في دولة الاحتلال".
وتابع قائلًا: "الآن وبعد هذه الحرب وفشل نتنياهو في أحداث السابع من أكتوبر سيعود نجم العسكر مرة أخرى، ونرى أن المعسكر الوطني بزعامة جانتس وغادي أيزنكوت يتقدم كل استطلاعات الرأي، وجانتس يرى أنها فرصة له ليتصدر المشهد".
وحول إمكانية أن يشترك جانتس في مسؤولية تحمل فشل الحرب، إن حدثت، قال الرقب: "من سيدفع الثمن الفشل في كل الأحوال هو نتنياهو، وجانتس قدم نفسه بأنه بدور المنقد وقال إنه خلال الحرب لا يمكن تغيير رئيس الوزراء".
وأضاف الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن الأمور تشير باتجاه أن يصبح رئيس الحكومة الإسرائيلية والجميع يرى أن حظوظ جانتس هو الأقرب ليصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي المقبل وهو مطلوب الآن من الشارع الإسرائيلي.