قتل ابن شقيقته .. والسبب الميراث الملعون

الخال المتهم
الخال المتهم

آمال‭ ‬فؤاد‭ ‬

 تظل الخلافات والنزاعات على الميراث من أشد الفتن بين افراد العائلات بالمجتمع وتختلف أسباب النزاع من عائلة لأخرى ومن محافظة لأخرى؛ ففي الصعيد مثلا نجد العادات والتقاليد والعصبية تحرمهن من حقوقهن الشرعية، ومنها ما يكون السبب هو الطمع الكراهية والانتقام وهذا ما حدث في الواقعة التي بين أيدينا؛المثل الدارج يقول:»الخال والد»لكن هنا حدث العكس؛ حيث وصل الطمع والنزاع والخلاف بين أفراد الاسرة الوحدة الى مداه، وأقدم الخال وأفراد عائلته على قتل ابن شقيقته طمعا في الاستيلاء على شقته ميراثه والدته، كيف دارت الاحداث؟، وكيف خطط  الخال للانتقام من ابن شقيقته؟ ولماذا وصلت الأمور إلى حد القتل بهذه الطريقة الوحشية وتحول الدم إلى ميه وقطيعة وكراهية؟ تفاصيل كثيرة كشف كواليسها لنا شقيق «المجني عليه» نعرضها في السطور التالية.

المجني عليه في هذه الجريمة يدعى شريف عبد الجليل 46 سنة، شاب طيب يعمل حارس جراج، يقيم بمفرده في شقته المملوكة له وهي من ميراث من والدته، ويقيم معه في نفس العقار المكون من خمسة طوابق خاله وأسرته وأولاده فهو «بيت عائلة» مملوك لخاله بشارع شاهين تحديدا عزبة السماع بمنطقة شبرا الخيمة، معروف عن الشاب شريف حسن الخلق وفي حاله، لكن مشكلة حياته هي الشجار القائم والمستمر مع خاله بسبب رغبة خاله في إخراجه من شقته كي يعود العقار ملكا له، ورغم كل المشكلات المشتعلة بينه من ناحية وبين خاله وأسرته من ناحية أخرى؛ لم يتخيل أو يخطر بباله أن خاله وأسرته سوف ينصبون له كمينًا محكمًا أمام العقار ويأخذونه غدرًا عقب عودته من عمله؛ حيث انهالوا عليه بالضربات الطعنية المميتة بالأسلحة البيضاء «مطواة وبالشومة على رأسه»، حتى سقط غارقًا في دمائه.

خلاف وعاهة

ولكن هل الخلاف على الشقة هذه حدث بين يوم وليلة؟!

لا وكما حكى لنا شقيق المجني عليه؛ هي نتيجة خلافات ومشاجرة قديمة على نفس الشقة دارت بين المجني عليه وابن خاله قبل خمس سنوات؛ أطلق أثناء المشاجرة أحد أقارب المتهم  عيارًا ناريًا عشوائيًا أسفر عن إحداث عاهة مستديمة في عين نجل خال المجني عليه، وفور ذلك حرر الخال محضرًا رسميًا ضد المجني عليه شريف، واتهمه بإطلاق النار على عين نجله مما تسبب في فقدان عينه، وتم الحكم على المجني عليه بالسجن خمس سنوات وقضى العقوبة وعاد مرة ثانية يعيش في شقته محل النزاع كافيا خيره شره، ولكن ظل الخلاف مشتعلا وقائمًا بين المجني عليه وخاله؛ مما خلق في قلب الخال وزوجته ونجله المصاب الكراهية والغل نحو المجني عليه.

  قبل الحادث بشهرين – ولا يزال شقيق المجني عليه يتذكر - كان الخال يفتعل وأفراد أسرته المشكلات مع «المجني عليه» بشكل مستمر وبسبب وبدون سبب وكثيرا ما يتدخل الجيران وأهالي المنطقة ويفضون النزاع ويذهب كل منهم إلى حال سبيله، وقبل الحادث بليلة تعدى المتهم  وأولاده بالضرب على نجل شقيقته؛ ما اسفر عن جروح وكدمات في انحاء جسد شريف، والسبب هي الشقة وغرفة كانت موجودة بجوار شقة المجني عليه في الدور الثاني، ولفض النزاع وتهدئة الأمور بين المتهم والمجني عليه؛ اتفق المجني عليه مع شقيقه أن يبيعا لخاله الغرفة التي بجانب الشقة ضمن ميراثهما بعقد رسمي وبدون مقابل مادي حتي يتخلصان  من المشكلات القائمة وحل الازمة بينهما، ولكن الخال كان طامعا في الشقه والغرفة معا ظل يمارس على المجني عليه كل أشكال العنف بهدف الاستيلاء على شقته لا على الغرفة فقط، وعقب إحدى المشاجرات ذهب المتهم الى شقيق المجني عليه في منزله وهدده بأنه يجب على شقيقه أن يخرج من الشقة بأي شكل لانه لايطيق أن يراه في نفس العقار وإن لم يخرج سوف يقتله!

يوم الواقعة

بدأ اليوم طبيعي،اعتاد شريف المجني عليه أن يذهب صباح كل يوم الى عمله كحارس في جراج سيارات بالمنطقة، وبعد قضاء ساعات العمل عاد المجني عليه إلى المنزل في تمام الساعة التاسعة مساءً وقت الحادث مجهدًا يلتمس الراحة، وأثناء دخوله المنزل فوجئ بتعدي  أبناء خاله عليه بالضرب المبرح  بالعصا على رأسه، حاول المجني الهرب من بين أيديهم، لكن محاولته باءت بالفشل؛ حين تدخل خاله وطعنه بالمطواة طعنة نافذة بالقلب أودت بحياته ليسقط شريف جثة هامدة غارقا في دمائه أمام مدخل العقار محل النزاع بينهم، وعلى الفور ابلغ الأهالي الشرطة بالحادث ونقلوا المجني عليه إلى مستشفى ناصر العام بشبرا الخيمة.

تلقت الأجهزة الأمنية بقسم شرطة شبرا الخيمة بلاغًا بسقوط عامل قتيل على يد خاله، كما تلقت إخطارا من مستشفى ناصر العام بشيرا الخيمة بوصول رجل غارقا في دمائه بواسطة بعض أهالي منطقته وحين وصل كان جثة هامدة، على الفور انتقل فريق البحث الجنائي إلى المستشفى محل البلاغ، وتبين صحة البلاغ وأن الجثة لرجل في نهاية العقد الرابع من عمره يرتدي كافة ملابسه، على جسده آثار ضرب وكدمات وطعنات نافذة  في انحاء جسده من  أسلحة بيضاء «مطواة»وعصا، وبالمناقشة مع الأهالي الذين نقلوه للمستشفى أكدوا أن المجني عليه كان عائدا من عمله، وتكالب عليه خاله وأولاده وظلوا يطعنونه حتى سقط جثة هامدة، انتقل رجال المباحث بعدها الى العقار مسرح الجريمة، وبإجراء التحريات وسماع أقوال بعض شهود عيان الواقعة؛ اكدوا أن الشجار دائم بين المجني عليه من ناحية وبين وخاله وأفراد أسرته من ناحية أخرى؛ بسبب رغبة الخال في الاستيلاء على شقة نجل شقيقته، تحرر محضر بالواقعة والقى رجال المباحث القبض على المتهم وبعض افراد اسرته وإحالتهم للنيابة التي امرت بنقل الجثة إلى المشرحة لمعرفة سبب الوفاة والتصريح بدفن الجثة بعدها، وجهت النيابة للمتهم (خالد. ش)عامل 55 سنة، تهمة قتل المجني عليه بالاشتراك مع زوجته ونجله، في البداية انكر المتهمين التهمة المنسوبة اليهم، بعدهااعترف الخال المتهم؛ ان المجني عليه كان يفتعل معهم المشكلات باستمرار؛ حيث يأتي بناس غريبة سيئ السمعة  في الشقة، واكثر من مرة نصحه ولم يستمع للنصيحة، لذلك نشب شجار بينهما وانه كان يدافع عن نفسه ولم يقصد قتله وعلى اثر ذلك؛ أمرت النيابة بحبس المتهم وباقي المتهمين أربعة أيام على ذمة التحقيقات.

شهود

توصلنا مع شقيق المجني عليه مصطفى عبد الجليل 46 سنة، يعمل سائقًا بشركة سياحية قال:»أنا وشريف شقيقان توأم توفى والدنا ونحن صغار، وتولت امنا تربيتنا في شقة هي ميراثها في بيت أهلها ولدينا عقد رسمي بذلك، عشنا عمرنا كله في هذا البيت، وبعد وفاة والدتي ظللنا انا واخويا عايشين فيها، وبعد أن تزوجت تركت الشقة لشقيقي، ظل شريف يقيم في الشقة؛  المشكلة الأساسية أن خالي المتهم اشترى من أشقائه نصيبهم في بيت العائلة، وأراد أن يخرج اخويا بأي شكل الذي كان لا يملك شيئا سوى هذه الشقة، فكان دائما يقول لي «انا اخرج اروح فين»؟!

ويتذكر شقيق المجني عليه بأسى قائلا: «وفي مرة وهما بيتخانقوا مع اخويا على الشقة فقد ابن خالي عينه واصيب بعاهة مستديمة، ومن ساعتها المشكلات تكبر مع اخويا، ومرات كثيرة هددني وهدد اخويا انه هيقتله بس أنا وشريف رحمه الله كنا فكرين انه مجرد تهديد أجوف، علشان ياخذ الشقة وعمرنا ما توقعنا توصل الأمور لحد القتل».

ويضيف؛ «قبل الحادث خالي وأولاده جاءوني في شقتي اللي انا ساكن فيها وتشاجروا معي والكاميرات رصدت دخولهم عندي وقالوا لي، متخليش اخوك يجي عند البيت علشان لو جه هنخليك تيجي تشيله ميت، وفعلا وانا راجع من شغلي واحد من الأهالي اتصل بيوابلغني بما حدث له من غدر على مرأى ومسمع من الناس».

اقرأ أيضا : اليوم.. محاكمة تاجر أدوات منزلية بتهمة قتل «شيف» البدرشين


 

;