من «غزة»| بكاء مراسلي القنوات الفضائية على الهواء مباشرة يزيد الحزن العربي

محمد الفرا - وائل الدحدوح -  سلمان البشير
محمد الفرا - وائل الدحدوح -  سلمان البشير

يزداد بطش الاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة يوم بعد يوم، و وصل بهم الأمر بجانب قتلهم المدنيين من الفلسطينيين، إلى قصف وقتل الصحفيون والمراسلون أثناء تأدية عملهم خلال توثيقهم الأحداث التي تجري في ساحة المعركة على أرض القطاع.

 استشهاد الصحافة: 

لم يسلم الصحفيون من أذى الإحتلال، وأصبح كلا منهم عرضة للموت في أي لحظة، وذلك لأن الاحتلال الصهيوني لا يميز بين فرد المقاومة المسلح والصحفي الذي يرتدي سترة الصحافة وبيده الكاميرا أو الميكروفون.

وقام الاحتلال بقتل العديد من الصحفيين في ميدان المعركة ، كما أكد المتحدث الرسمي بإسم الجيش الإسرائيلي في بيان له عقب بدأ الغزو البري وتحديدا في أول أيام الغزو البري على غزة إنه لا يستطيع ضمان سلامة الصحفيين، 

قائلاً: "في ظل هذه الظروف، لا يمكننا ضمان سلامة موظفيكم، ونحثكم بشدة على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لسلامتهم، أو الانسحاب من ميدان المعركة المشار إلي".

 ذعر المراسلون: 

تابع الجمهور والمشاهدين حول الوطن العربي خلال الأيام الماضية بتأثر شديد إنهيار العديد من المراسلين بالبكاء أمام الكاميرات وعلى الهوا مباشرة بسبب الصدمات التي تعرضوا لها حزناً على زملائهم الذي لقو حتفهم غدرا واستشهدو وعائلتهم بالقصڤ المتواصل من الاحتلال الصهيوني على منازلهم، دون سابق أنذار.

ونرصد لكم في هذا التقرير مواقف الحزن والبكاء لإحدا المراسلين والمصورين بعد فقدانهم زملائهم وأفراد عائلتهم؛

 عدنان البرش: 

إنهار المراسل الصحفي عدنان البرش بالبكاء أثناء تغطيته داخل مستشفى غزة عندما شهد بعينه عشرات من أصدقائه وجيرانه بين القتلى الذين تم استشهادهم نتيجة القصف الإسرائيلي الذي لم يتوقف منذ مساء السابع من أكتوبر عقب عملية طوفان الأقصى التي نفذها كتائب المقاومة الفلسطينية حماس صباح من نفس اليوم في تل ابيب وعديد من المدن الإسرائلية..

وخلال المداخلة الحية التي أجرتها عدنان على قناة بي بي سي عربي سقط على ركبتيه بعد الصدمة التي اكتشفها حينما كان يقوم بنقل ووصف الوضع في مستشفى الشفاء حيث علم أن عائلة صديقه قُتلو جميعا نتيجة قصف منزلهم.

 سلمان البشير: 

بكى المراسل الصحفي بتلفزيون فلسطين سلمان البشير يبكي على الهواء مباشرة بعد مقتل زميله في غارة إسرائيلية على غزة، ويقول: "هذه الخوذة والسترة لا تحمياننا".

في مداخلة تلفزيونية على إحدى القنوات الفضائية الشهيرة، ظهر المراسل التلفزيون سلمان البشير، من غزة، وهو منهار بالبكاء بعد مقتل زميله 'محمد أبو حطب" وعدد من أفراد أسرته اثر غارة إسرائيلية قبل المداخلة بدقائق قليلة. 

وقام البشير بخلع خوذته وسترته الواقية التي من المفترض تحميه من الرصاص وتدل على أنه صحافي" ، قائلا "إن تلك لا تحميه من القصف الإسرائيلي، الإسرائليين لا يميزون ولا يريدون إلا قتل كل ما هو مائن حي على أرض غزة".

وشدد البشير على إن الصحفيين يتم استهدافهم أثناء تغطيتهم للأخبار وأن السترات الواقية والخوذات التي تحمل علامة "الصحافة" لا توفر أي ضمان لحمايتهم من غدر العدوان والإسرائيلي، وان الاحتلال لا يهمه سوى قتل كل الاحياء داخل غزة".

واختتم البشير وهو يبكي، قائلا: "زميلنا محمد أبو حطب كان هنا قبل نصف ساعة، وقد قُتل مع زوجته وابنه وشقيقه وأفراد آخرين من عائلته".

 المصور الصحفي محمد الفرا: 

انهار المصور الصحفي الفلسطيني بالبكاء بعد وصوله خبر استشهاد عائلته في قطاع غزة، بينما كان يباشر عمله في الضفة الغربية.

وكان المصور الصحفي محمد الفرا، يتابع الأحداث ويغطي فعالية في مدينة البيرة في الضفة الغربية، وهناك جاءه نبأ استشهاد عائلته في قصف إسرائيلي على القطاع المحاصر.

 وائل الدحدوح: 

استشهد عدد من أفراد عائلة المراسل الصحفي في غزة وائل الدحدوح -بمن فيهم زوجته وابنه وابنته- في قصف إسرائيلي استهدف منزلا نزحوا إليه في مخيم النصيرات وسط القطاع.

وكان الدحدوح يغطي من مكتب إحدى القنوات الإخبارية الشهيرة عربيا، في غزة، الغارات الإسرائيلية المتواصلة حين تفاجأ بغارة على المنطقة التي لجأت إليها عائلته في جنوب وادي غزة، وهي ضمن المناطق التي طلب الاحتلال من السكان التوجه إليها.

وقال الزميل الدحدوح "أن الإسرائليين ينتقم ن منا في اولادنا وأهلنا ، ومن الواضح أن مسلسل استهداف الأطفال والنساء والمدنيين مستمر، وكنت تحدثت عن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت كل المناطق، بما فيها منطقة النصيرات، وكانت لدينا بعض الشكوك بأن الاحتلال الإسرائيلي لن يترك هؤلاء دون عقاب، ومع الأسف هذا الذي حدث".

 مراسلون بلا حدود تنتفض "قضائياً" : 

قالت منظمة "مراسلون بلا حدود" إنها رفعت دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية بشأن جرائم حرب ارتكبت بحق صحفيين خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وجاء في بيان نشرته المنظمة التي تدافع عن حرية الصحافة، أن الصحفيين الضحايا قضوا أو أصيبوا في هجمات ترقى إلى جرائم حرب، حيث توففى أكثر من ٣٠ صحافيا منذ هجمات السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ والتي أطلق عليها "طوفان الأقصى".

كما أوضحت أن حجم الجرائم الدولية التي ترتكب بحق الصحفيين، خاصة في غزة، وخطورتها أمر يستدعي إعطاء الأولوية لإجراء تحقيق عاجل من قبل المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.

وأشار البيان إلى أن إسرائيل دمّرت مباني بشكل كلي أو جزئي لأكثر من 50 وسيلة إعلام في غزة التي تتعرض لغارات إسرائيلية عنيفة منذ 27 يوما.

وفي نفس السياق، قال كريستوف ديلوار، الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود "إننا ندعو إلى ذلك "التحقيق" منذ عام 2018، في حين تظهر الأحداث المأساوية الحالية مدى إلحاح الحاجة إلى تحرك المحكمة الجنائية الدولية على وجه السرعة".

اقرأ أيضاً - مقتل 119 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين في زلزال نيبال