غزة «مقبرة للأبرياء».. النساء والأطفال يتحملون وطأة العدوان الإسرائيلي

صورة من غزة
صورة من غزة

مأساة إنسانية تتجدد يومًا بعد يوم في قطاع غزة، يجتمع فيه الحزن واللوعة والصمت المؤلم، ويتزايد عدد المفقودين والشهداء، وبشكل خاص بين الأطفال والنساء، فهم الذين يتحملون عبء الصراع القائم الذي يفرضه العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي يكون ثمنه دائمًا هو دماء الأبرياء.

ومع ذلك لا يمتنع الاحتلال عن ارتكاب مجازر وجرائم بشعة كل يوم، بل ويستمر في استهداف المدنيين الأبرياء بأعمال عدوانية مروعة، لتبدو غزة كمكان يشبه المقبرة لهؤلاء الأبرياء الذين يتعرضون للخطر والتهديد بشكل يومي.

ومع تكرار الجرائم البشعة في غزة يومًا بعد يوم، تظهر الحصيلة الكبيرة من المدنيين الأبرياء الذين يفقدون حياتهم بسبب هذا العنف اللاحق، فعندما تكون الأرواح في خطر والخطوط الحمراء متجاوزة بلا رحمة، يتحول الواقع إلى "جريمة حرب" وفقًا للقانون الدولي.

فالأطفال والنساء هم الذين يدفعون الثمن الأكبر في هذا الصراع المروع، حيث أشارت الإحصاءات الصادمة  إلى حجم الكارثة الإنسانية في غزة، وأكد المفوض العام لوكالة الأونروا، أن 70% من الضحايا منذ بداية الحرب هم أطفال ونساء، ليشير هذا الواقع أيضًا إلى الآثار المدمرة للعنف على هؤلاء الأبرياء، الذين يجب أن يكونوا محميين وخارجين عن نطاق الخطر.


الأمم المتحدة: غزة أصبحت مقبرة لآلاف الأطفال.. واليونيسيف: 420 طفلًا يسقطون يوميًا

حذرت الأمم المتحدة، من تدهور الأوضاع في غزة بشكل خاص، ووصفت القطاع بأنه أصبح "مقبرة" للآلاف من الأطفال، والشدائد ليست مقتصرة على الهجمات، بل تشمل أيضًا نقص الموارد الأساسية مثل المياه والغذاء ونقص الوقود والكهرباء الذي يزيد من أعباء الحصار المفروض، في حين قالت اليونيسيف، إن "420 طفلا يسقطون يوميًا في غزة".

اقرأ أيضًا: في ظل أزمة الوقود بغزة.. عربات «الكارو» بديلاً لسيارات الإسعاف في نقل الجثث

وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، كاثرين راسل، إن "هذه الأعداد التي تعلن يجب أن تكون هاجسًا للجميع وتحثنا على العمل بسرعة لإنهاء هذه المأساة، كما أن الأطفال في غزة يعانون بشكل لا يمكن تصوره من الجراح والآثار النفسية للصراع.

وأضافت المنظمة: "تفيد التقارير أن أكثر من 3450 طفلًا قُتلوا، ومن المذهل أن هذا العدد يرتفع بشكل كبير كل يوم، غزة أصبحت مقبرة لآلاف الأطفال".


اليونيسيف: الأوضاع في غزة «تُهدد حياة الرُّضع بشكل متزايد»

حذر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، جيمس إلدر، من خطر وفاة الرضع بسبب الجفاف، حيث وصل إنتاج المياه في القطاع إلى مستويات تصل إلى 5% فقط من المعدل الطبيعي.

وأشار إلدر، إلى أن الأوضاع تشكل تهديدًا متزايدًا لحياة الأطفال، وخصوصًا الرضع الذين يعانون من نقص المياه والجفاف، ويتعرض الأطفال للمرض بسبب شرب المياه المالحة، وتزيد الأمور سوءًا في هذا السياق.

ونوه جيمس، على وجود نحو 940 طفلًا مفقودًا في غزة، حيث يُعتقد أن بعضهم محاصر تحت الأنقاض، بينما يعاني آخرون من صدمات نفسية وضغوط نتيجة الأحداث الصادمة التي شاهدوها. 


بسبب الأزمة الصحية في القطاع.. يوجد خطر على مقتل المدنيين بصورة «غير مباشرة»

ومن ناحية أخرى، حذرت منظمة الصحة العالمية، يوم الثلاثاء الماضي، من وقوع "كارثة صحية عامة" في قطاع غزة، حيث يعيش السكان هناك في ظل اكتظاظ سكاني وأزمة نزوح جماعي، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية المائية والصرف الصحي نتيجة للاشتباكات.

وأكد المتحدث باسم المنظمة، كريستيان ليندميير، على أن هناك خطر على مقتل المدنيين بصورة غير مباشرة بسبب هذه الأزمة الصحية الخطيرة.

وقال ليندميير، في تصريح للصحفيين: "إننا نواجه كارثة صحية عامة تكاد تكون واقعة بالفعل، نتيجة النزوح الكبير للسكان والاكتظاظ المتزايد، بالإضافة إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت ببنية مياه الشرب والصرف الصحي في القطاع".

وأكدت السلطات الصحية في غزة، أن أكثر من 8300 فلسطيني قتلوا منذ بدء الغارات الإسرائيلية على القطاع ردًا على الهجمات التي بدأت في السابع من أكتوبر، وزاد الوضع تعقيدًا بدخول القوات البرية الإسرائيلية القطاع الأسبوع الماضي.

وبالنسبة لسؤال حول وفيات السكان بسبب أسباب غير مباشرة ناجمة عن القصف، أوضح ليندميير قائلاً: "في الواقع، هناك حالات وفاة تقع".

ومنذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة وصل عدد الشهداء الفلسطينيين إلى الآلاف في حصيلة تزداد بشكل كبير يوميا، بينما واصل جيش الاحتلال استهداف المدنيين والمستشفيات والكنائس وأي مكان يمكن أن يحتمي به سكان القطاع.

واعتبر بنيامين نتنياهو، في أول خطابٍ له بعد اندلاع المواجهات، أن ما حدث يوم السبت 7 أكتوبر هو يوم قاسٍ غير مسبوق في إسرائيل، لتبدأ إسرائيل في قصف مكثف على القطاع

وقال نتنياهو، في كلمةٍ له، "هذا يوم قاسٍ لنا جميعًا"، مضيفًا: "ما حدث اليوم لم يسبق له مثيل في إسرائيل وسننتقم لهذا اليوم الأسود".

 وأشار نتنياهو إلى أن حركة حماس مسؤولة عن سلامة الأسرى، مضيفًا أن إسرائيل ستصفي حساباتها مع كل من يلحق بهم الأذى، وذلك حسب قوله.

 وشهد يوم 17 أكتوبر نقطة فاصلة بعدما أقدم الاحتلال الإسرائيلي على ضرب مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة في جريمة سقط فيها مئات الشهداء من الجانب الفلسطيني.