فشل اليوم الأول للاجتياح البري لقطاع غزة ..الأسري والأنفاق العنكبوتية سلاح المقاومة لإذلال اسرائيل

صور أرشيفية
صور أرشيفية

الغزو البري الإسرائيلي  لغزة لن يكون نزهة كما تعتقد قوات الاحتلال وستواجه بخسائر فادحة في صفوفها ربما تفوق كل التوقعات، فشبكة الأنفاق العنكبوتية وصعوبة التضاريس الجغرافية داخل القطاع ووجود الأسرى في قبضة رجال المقاومة جميعها نقاط ضعف، تجعل من الصعوبة بمكان تحقيق أغراض العدو من عملية الاجتياح البري.

كان هذا جانبا من آراء عدد من الخبراء العسكريين والاستراتيجيين في تحليلهم للأوضاع الراهنة والحرب الدائرة علي جبهة القتال في غزة، مشددين علي أنه بالمقاييس العسكرية والنتائج الأولية فإن اليوم الأول للغزو البري فشل ولم يحقق نتائجة التي كانت ترجوها قوات الاحتلال محذرين من سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها إسرائيل لأنها لن تجرؤ على اجتياح غزة بريا إلا بعد تسوية المدن بالأرض . 

وفي هذا الإطار التحليلي يكشف اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجي، عن توابع عملية الغزو البري التي بدأت أمس فى غزة والتى فشلت في اليوم الأول للاقتحام البري، حيث أكد أن إسرائيل ستدفع فاتورة باهظة جراء محاولة الدخول برياً.

وقال الخبير الاستراتيجي، أن إمكانيات الرؤية لدى الاحتلال الإسرائيلي ليلا أفضل من قوات حماس، لذلك بدأت الهجوم البري ليلًا.

وأضاف الخبير الاستراتيجي فى تصريحات خاصة لــ"بوابة أخبار اليوم"، أن هجوم الاحتلال الاسرائيلي بري على قطاع غزة في مساء الجمعة يكشف ضعف جيش الاحتلال الإسرائيلي، لافتاً إلى أن العمليات العسكرية التى يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في محاولة منهم لحفظ ماء الوجة، وذلك إثر الضربة الموجعة التي تلقوها في 7 أكتوبر على يد قوات حماس والتي كشفت ضعف جيش الاحتلال بالإضافة إلى الخسائر التى تكبدوها.

وأوضح الخبير الاستراتيجي، أن إسرائيل لا يوجد لديها فكرة بالانفاق العنكبوتية التي تتواجد داخل غزة، لأنها تمثل خط الدفاع الكامل للفلسطينين، لافتا إلى أن الانفاق تعد الخط المزعج للجانب الإسرائيلي وبالتالى سيفاجأ المحتل بخسائر كبيرة جدا.

ولفت إلى أن الأسرى متواجدين في تلك الأنفاق وفى حالة الهجوم عليها سيتم ازهاق أرواحهم, وذلك عبء آخر على الجيش الإسرائيلي، حيث أن الاحتلال يهاجم بحذر خوفا على الأسرى، وبالرغم من القصف بالمدفعيه والصواريخ والطائرات ولكن لم تجرؤ على اقتحام المدن الفلسطينية.

وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن إسرائيل تتبع سياسة الأرض المحروقة، حيث تقوم بحرق المدن أولا، مؤكدا إلى أن إسرائيل لا تجرؤ على التحرك بالمدفعية إلا بعد تسوية المدن بالأرض وألا ستواجه بالتدمير.

 واستكمل؛ الاحتلال الاسرائيلي يرفض أى خسائر من جيشه، ويرفض أى خسائر للأسرى، علاوة على المستوى الدولي، فبالتالي القوات الإسرائيلية تهاجم بحذر خوفا من الخسائر التى ستنتج.

 فيما أضاف اللواء حمدي بخيت الخبير الاستراتيجي، أن الجانب الإسرائيلي سيظل يحاول دخوله برا لغزة كثيرا بدون نتيجة، لافتا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قام بــ 4 محاولات فاشلة، المحاولة الأولى دخول 2 جرافة ودبابة وتم ضربهم بطيارات مسيرة، والمحاولة الثانية دخول قوة خاصة مشتركة أمريكية إسرائيلية، المحاولة الثالثة والتي تم دخول دبابات، والمرة الرابعة عملية إبرار من شمال القطاع من عند عسقلان، وجميعهم فشلوا.

وأوضح أن كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي فشلت، لافتا إلى أن تلك المحاولات جس نبض لمعرفة رد الفعل، مشيرا إلى أن دخول الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة محفوف بمخاطر كثيرة، وقد حدث من قبل عندما دخلوا قطاع غزة خسروا كثيرا.

 واستكمل: " عدم دخول الاحتلال الإسرائيلي غزة برا هو رعب وخوف وعدم قدرة، لافتا إلى أن أمريكا أصدرت بيان تؤكد فيه "عدم الإسراع في دخول غزة برا، ودخول القطاع يجب بالتنسيق معنا".

وتابع: "الاحتلال يحاول ضعف المقاومة لكن المقاومة الفلسطينية لم ولن تتراخى، لافتا إلى أن إسرائيل دفعت فواتير كثيرة من يوم 7 أكتوبر فاتورة مادية واقتصادية.
وأكد الخبير الاستراتيجي أن الجيش الإسرائيلي خسر جنوداً لم يخسرهم منذ حرب 1973 ، بالإضافة إلى زعزعة الشعب في قيادته وفي جهاز الاستخبارات، لافتا إلى أن اسرائيل في حالة سيئة، وسوف تقال هذه الوزارة بناء على الخسائر الفادحة وستتم التحقيق معها ومع أجهزة القيادة العامة الإسرائيلية.

 وأضاف الدكتور سعد الزنط مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، أن إسرائيل ربما تمتلك القدرة علي اجتياح شامل لغزة ولكنها تفتقد الجرأة اللازمة لتنفيذ هذا الاجتياح، ولذا فهي تقوم بعمليات عسكرية متكاملة بحرية وجوية بهدف إحراق الأرض تمهيدا لعمليات برية محدودة، تحاول من خلالها إحداث نوع من الخلخلة علي الأرض واختبار قوة التنظيمات الجهادية ونوعيات ومستويات الأسلحة وتدريب قواتها المرحلي ودعم الجرأة المفتقدة لديهم بالإضافة لقياس رد الفعل السياسي للمنطقة العربية والإقليمية والدولية وعمل تقدير موقف بعده سيكون القرار بالاجتياح البري الشامل أو استمرار عمليات تقويض القوة للتنظيمات علي الأرض أملا في حدوث ضغط يسهم في عملية التفاوض التي تتم علي التوازي علي الأسري..

وأضاف أن أهم من ذلك كله فإسرائيل تخشي وتحتسب للموقف المصري خاصة بعد الرسائل القوية والواضحة من جانب القيادة السياسية والقوات المسلحة والرأي العام الشعبي المؤيد والداعم للموقف الرسمي للدولة.
أما عن الفاتورة فبالنسبة للفلسطينيين فهي معتادة عليها وإن كنا نتوقعها باهظة ومؤثرة جدا هذه المرة وقد تتغير جغرافيا الأماكن بشكل مقلق، أما إسرائيل فإنها دفعت من كرامتها العسكرية والسياسية الكثير هذه المرة، لافتا إلى أن تطورات الأمور باجتياح بري كبير وهو أمر مستبعد علي غير السائد قد يؤدي لحرب واسعة الخاسر الأكبر فيها إسرائيل إن لم يكن هناك أهداف غير معلنة بالاتفاق مع أمريكا والدول الغربية .