كيف فضحت حرب غزة «المهنية المصطنعة» للإعلام الغربي؟.. خبيرة إعلامية تجيب

القصف الإسرائيلي لقطاع غزة - أرشيفية
القصف الإسرائيلي لقطاع غزة - أرشيفية

رصدت الدكتورة سارة فوزي، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، طريقة تغطية وسائل الإعلام الغربية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

 وقالت في تصريحات لها، إن وسائل الإعلام الإنجليزية، قامت باستخدام متعمد لألفاظ (شخص وإرهابي) لوصف الشهداء من الفلسطينيين أو المقاومة، مضيفة أن تلك الوسائل تعاملت مع الضحايا كأرقام دون الاهتمام بعمل التقارير الخاصة ببعض الحالات.

وأشارت "فوزي" إلى أن تلك الوسائل، قامت بالتعتيم على جرائم الاحتلال بعدم التركيز على الأطفال والنساء الفلسطينيات وسقوطهم شهداء والتركيز على المتوفين ككل، منتقدة  إعادة التذكير الدائم في وسائل الإعلام الإنجليزية بيوم 7 أكتوبر والزعم بأن الهجمات الإسرائيلية في إطار حق الدفاع الشرعي وحق الرد، وهو عكس الحقيقة.

واستطردت: "تلك الوسائل قامت باستضافة شخصيات موالية دوما لوجهة النظر الإسرائيلية وعدم تمثيل الجانب العربي بضيوف من فلسطين، فحتى الشخصيات العربية التي تحلل الأحداث إما تعيش بإسرائيل أو بدول غربية".

وأكدت الدكتورة سارة فوزي، أن تلك المعاجة، تأتي في إطار اجتزاء السياق التاريخي والمكاني والمسميات المغلوطة بشأن القصف الإسرائيلي للمساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات والتبرير لهذا القصف إما بكونه مدبرا من حماس أو عمل داخلي من الفلسطينيين ذاتهم وهو أمر مخالف للحقيقة، دون تحميل جيش الاحتلال الإسرائيلي أية مسئولية أو عاقبة حقيقية.

وواصلت حديثها قائلة: "هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تقوم ببث خطاب كراهية مستمرة ضد العرب والفلسطينيين، وتساعد جيش الاحتلال في قصف المناطق المأهولة بالمدنيين وإضعاف البنية التحتية والمستشفيات وأماكن العبادة التاريخية لطمس الهوية والتاريخ الحقيقي لغزة وتهويدها".

وأردفت: "وقت قصف المستشفى تذكر كلمة Hospital  دون ذكر اسم المستشفى المعمداني ودون ذكر أنه
 يتبع الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية حتى لا يشعر الرأي العام الغربي بالتعاطف معها، كما لم تقدم بي بي سي أي اعتذارات عن الأخطاء المهنية والأخلاقية السابقة والإصرار على أن موظفيها يتعرضون لتهديدات وملاحقات ويحتاجون للدعم العقلي والنفسي (حسبما نشرت صحيفة الجارديان البريطانية مؤخرا)،   كما أنها تقوم بتوصيف المظاهرات المؤيدة لوقف الحرب وحق الفلسطينيين بالحياة بأنها مظاهرة مؤيدة لحماس ومؤيدة لاستمرار حبس الرهائن الإسرائيليين".

واستشهدت الدكتورة سارة فوزي، بواقعة فضحت بي بي سي، قائلة:  " تم اتهام المواطنين الذين وضعوا طلاء أحمر على مبنى BBC بلندن أنهم مؤيدون لحماس، دون وضع السياق الصحيح أنهم ضد تغطية BBC المتحيزة والباطلة والمجحفة لحق الفلسطينيين.. تلك المؤسسة تقوم بتكميم الأفواه وملاحقة وفصل والتحقيق مع بعض العاملين بمؤسسة BBC لمجرد تعبيرهم الشخصي عن دعم القضية الفلسطينية عبر حساباتهم الشخصية  الخاصة على مواقع التواصل التي لا تعبر عن BBC".
 
وفيما يتعلق بتغطية وسائل الإعلام الأمريكية، قالت سارة فوزي: "تلك الوسائل تستمر في دعم إسرائيل بنفس طريقة BBC، ويوجد انقسام في معالجة الإعلام الأمريكي للصراع الحالي ما بين صحف وقنوات موالية للمعسكر الجمهوري تحاول العمل بموضوعية نسبية، وبين الصحف والقنوات الموالية للمعسكر الديمقراطي التي تعتمد على خطابين: خطاب موضوعي يدعم حل الدولتين ويدعو لوقف إطلاق النار ويستهدف التيارات الليبرالية الحقوقية اليسارية الغربية والرأي العام العربي، وخطاب آخر يدعم إسرائيل كدولة ويراها تدافع عن نفسها ويؤجج الصراع".

وفيما يتعلق بطريقة تعاطي وسائل الإعلام الأمريكية مع قصف مستشفى المعمداني، قالت سارة فوزي: "وسائل الإعلام الأمريكية لا تزال ترى قصف المستشفى  المعمداني عملا خارجيا لم تقم به غارة جوية إسرائيلية".

وأوضحت الدكتورة سارة فوزي، أن وسائل الإعلام الأمريكية، قامت بإفراد مساحات لقصص فردية عن كل رهينة إسرائيلية، في المقابل عدم إظهار أي قصص تبرز معاناة الفلسطينيين من النساء والأطفال".

واختتمت حديثها قائلة: "مع تزايد ضغوط الرأي العام الغربي على المؤسسات الإعلامية وانتقاد تحيزاتها خاصة الفرنسية والألمانية، أصبحت تحدد معالجة طرفي الحرب في إطار حرب إسرائيل ضد حماس وليس ضد الفلسطينيين لتهدئة الغضب الشعبي الغربي، وفي مطلق الأحوال لا تعترف أي وسائل إعلامية غربية بأن ما يحدث محاولة إبادة لعرق وجرائم حرب ضد مواثيق وقوانين حقوق الإنسان كافة".