خاص| مأساة فلسطيني.. رُزق الأبناء بعد انتظار 15 سنة فقتلهم الاحتلال بعد شهر

شهداء مجزرة عائلة البابا
شهداء مجزرة عائلة البابا

ظل الأب الفلسطيني فادي البابا وزوجته وفاء السويركي على أمل أن ينجبا أطفالًا على مدار 15 عامًا من زواجهما، فاستجاب لهم ربُّهما فوهب لهما الأبناء في يومٍ واحدٍ، لتزف البشارات ويفرح الأهل ويسعد الجيران، لكن الاحتلال الإسرائيلي الغاشم لم يترك لتلك الفرحة أن تستمر طويلًا.

لم يكن في هذه الدنيا زينة أوجدها المولى -عز وجل- من المال والبنين، وكان البنون هم الكنز الأغلى الذي تُوهب إياه كل أسرة وقرة عين لكل زوج وزوجة.

حلم الرجل الفلسطيني فادي البابا رأى النور بعد 15 عامًا من الانتظار، فبعد أن حملت زوجته وفاء السويركي حانت اللحظة المرتقبة في 9 سبتمبر الماضي وكانت المفاجأة السارة أن كرم الله كان عظيمًا فأنجبت السيدة وفاء أربعة أبناء دفعة واحدة، ثلاثة ذكور وأنثى.

كانت السعادة غامرة لدى الأبوين، فقد وُلد كلٌ من خالد عبد الخالق ومحمود ومها فادي البابا، ليكون الأربعة هم خير عوض عن انتظار فادي البابا وزوجته الذي دام 15 سنة.

لكن تلك الفرحة اغتيلت كما اغتال الاحتلال الإسرائيلي الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في اليوم الثالث عشر من عدوانه المستمر في قطاع غزة.

 

اغتيال فرحة فادي البابا

وأفاد رامي عزارة، مسؤول إعلامي بحركة "فتح" بقطاع غزة، بأن "قبل شهر رزقت عائلة في غزة بأربعة توائم بعد انتظار 15 عامًا ولكن الاحتلال الإسرائيلي لم يُكمل فرحة هذه العائلة فقام بقصف المنزل على رؤوس ساكنيه في غزة".

وأشار عزارة لبوابة أخبار اليوم إلى أن الاحتلال قتل التوائم الأربعة خالد وعبد الخالق ومحمود ومها البابا، ووالدتهم وفاء السويركي.

وجاءت هذه الجريمة الشنيعة خلال مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأربعاء 18 أكتوبر، استهدفت منازل عائلة البابا، الواقعة عند الكلية الجامعية بغزة.

 

شهداء مجزرة عائلة البابا

وأسفرت المجزرة عن سقوط 15 شهيدًا من عائلة البابا، حيث جرى التأكد من الرقم بعد انتشال جثث الضحايا اليوم الخميس 19 أكتوبر.

ولم تكن مأساة فادي البابا بفقدانه أطفاله الرضع الأربعة، هي المصيبة الوحيدة التي حلت بالعائلة المكلومة، فقد استشهد خالد البابا، أحد أفراد العائلة وأبناؤه الأربعة، كما ارتقت ثلاثة من بنات حسن البابا.

وشهداء ‏مجزرة عائلة البابا هم: الشهيدة وفاء عبد الخالق السويركي (الأم والأربع توائم)، الشهيد الرضيع خالد فادي البابا، الشهيد الرضيع عبد الخالق فادي البابا، الشهيد الرضيع محمود فادي البابا، الشهيدة الرضيعة مها فادي البابا، الشهيدة مها عبد الكريم بصل، الشـهيد خالد البابا، الشهيد محمد خالد البابا، الشهيدة أزهار خالد البابا، الشهيدة آية خالد البابا، الشهيدة بيسان خالد البابا، الشهيدة نسمة اليازجي، الشهيدة الطفلة مها حسن البابا، الشهيدة الطفلة ميرال حسن البابا، الشهيدة الطفلة ماسة حسن البابا.

قصة من قصص لا تُعد ولا تُحصى لجرائم الاحتلال الإسرائيلي التي لا تنتهي ولن تفنى إلا بزوال المحتل، الذي يرزخ تحت وطأة إجرامه شعبٌ فلسطينيٌ يواجه بصدوره العارية أسلحة اعتادت أن تطلق الرصاص دون رقيب أو حسيب على مدار 75 سنة.