هل ضرب «طوفان الأقصى» المسمار الأخير في نعش نتنياهو؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تعرضت إسرائيل لهزة عنيفة أحدثتها المقاومة الفلسطينية يوم السبت 7 أكتوبر، حينما نجح عناصر المقاومة في التسلل إلى الداخل الإسرائيلي وإحداث عملية عسكرية، عُرفت باسم "طوفان الأقصى"، جعلت مستقبل بنيامين نتنياهو، أكثر من مكث في رئاسة وزراء إسرائيل، على المحك.

ونجحت المقاومة الفلسطينية في أسر عدد كبير من الإسرائيليين، بينهم عشرات من جيش الاحتلال الإسرائيلي، كما قصفت المقاومة مستوطنات غلاف غزة، خلال عملية اعُتبرت في إسرائيل أنها فشل تام للمنظومة الأمنية ولأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.

وفي أعقاب عملية طوفان الأقصى، وفي أول ردة فعل اعتبر نتنياهو ما حدث في 7 أكتوبر هو يوم قاسٍ بالنسبة لإسرائيل.

وأعلن نتنياهو عقب انطلاق العملية حالة الحرب خلال اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر.

كما شكّل نتنياهو حكومة طوارئ لإدارة الحرب مع خصومه السياسيين في دولة الاحتلال، وعلى رأسهم بيني جانتس، زعيم المعسكر الوطني، الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع في الحكومة السابقة.

ويواجه نتنياهو واحدًا من أصعب المعتركات في مسيرته السياسية في إسرائيل، وهو يتولى رئاسة الحكومة في حقبة ثالثة، توشك أن تكون قد شارفت على الانتهاء مع انتهاء الحرب الحالية فيما بعد.

وفي غضون ذلك، يقول أيمن الرقب، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، "عملية طوفان الأقصى عملية نوعية بكل معنى الكلمة، وأثبتت أن كل ما تملكه إسرائيل وهم بلا قيمة، وأن إسرائيل تسقط كل منظومتها الأمنية والعسكرية بضربة واحدة".

وأضاف الرقب، في تصريحات لبوابة أخبار اليوم، "أثبتت معركة 7 أكتوبر أن كل منظومة الأمن الإسرائيلية سقطت خلال نصف ساعة من المقاومة، وكانت أشبه بمحاكاة لحرب أكتوبر عام 1973، فكانت يوم عيد ويوم سبت".

"نتنياهو انتهى"

وتابع قائلًا: "نتنياهو ومنظومته الأمنية وكل المؤسسات العسكرية سيدفعون الثمن كاملًا، بعد تطميناتهم بأن حركة حماس لن تدخل في حرب مع إسرائيل".

وأردف الرقب: "منظومة أمنية تُباع بمليارات الدولار وتسقط أمام مقاومة فلسطينية بدائية".

واعتبر الرقب أن مستقبل نتنياهو السياسي انتهى ومستقبل كل من معه وستشهد دولة الاحتلال تغييرات في منظوماتها الأمنية والعسكرية، ولكن كل هذا بعد أن تضع الحرب أوزارها.

وأشار الخبير في الشؤون الإسرائيلية إلى أن نتنياهو سيسعى لأن يطيل أمد الحرب لأنه في اللحظة التي سيعلن فيها أن الحرب انتهت هو سينتهي، إلا إذا أحدث انتصارًا كبيرًا كما يتوقع الإسرائيليون، وقضى على المقاومة الفلسطينية في غزة.

واستطرد الرقب قائلًا: "أنا أتوقع أن هذا العام سيشهد اختفاء نتنياهو من المشهد السياسي في إسرائيل".

وتولى نتنياهو حكم إسرائيل في حقبة أولى بين عامي 1996 و1996، ثم عاد إلى رئاسة الوزراء عام 2009، واستمر حتى يونيو 2021، ثم عاد مرة ثالثة مع نهاية العام الماضي في حكومة وصفها الرئيس الأمريكي جو بايدن بنفسه أنها الأكثر تطرفًا في إسرائيل منذ حكومة جولدا مائير.