السينما الفلسطينية.. نضال وطن محتل فى مهرجانات العالم

لقطة من فيلم «٢٠٠ متر»
لقطة من فيلم «٢٠٠ متر»

باتت القضية الفلسطينة هى المكون الرئيسى للسينما الفلسطينية فلا يمكن الفصل بين القضية والسينما هناك، إنما باتت أداة لتوثيق ما يجرى على الأرض وما يعانونه الفلسطينيون يوميا ومنذ عام 1948.

إلا أن السينما الفلسطينية لم تتخد شكلا ونهجا واحدا رغم صب كل اهتمامها على القضية إنما على مر السنوات أتخذت رؤى مختلفة، حيث يمكن للمشاهد رؤية هذا الاختلاف عند تتبع نشأة السينما هناك. انصب اهتمام السينمائيين الفلسطينيين على التهجير ومخيمات اللاجئين فى السنوات الأولى بعد 1948 ويرجع ذلك الى تهجير عدد كبير من السينمائيين هناك إلى البلاد العربية المجاورة كالأردن وسوريا ولبنان.

فى حين شهدت السينما الفلسطينية مرحلة جديدة بعد عام 1965 وهو ما سمى بسينما الثورة وتحديدا بعد تأسيس حركة التحرير الوطنى الفلسطينى «فتح» وتم تأسيس آنذاك «وحدة أفلام فلسطين» وركزت الأعمال وقتها اهتمامها على الحركة المسلحة وكفاح الحركات الفلسطينية وتم إنتاج عدد كبير من الأفلام التى شهدت شهرة كبيرة منها «لا للحل السلمى» لمصطفى أبو على إنتاج 1968 و«بالروح بالدم» لمصطفى أبو على أيضا من إنتاج 1971.

مرت السينما الفلسطينية بمرحلة أخرى وهو ما يسمى السينما الحديثة وقد تشكلت على يد من تم تهجيرهم وأكملوا دراسة السينما فى الدول الأوروبية حتى ارتكزت أفلام هذه المرحلة على عدة قضايا بعينها ومنها اللاجئون وحق العودة والتخابر مع إسرائيل وأيضا توثيق ما يتم من اعتداءات على الشعب الفلسطينى عن طريق قصص حقيقية أو إنسانية وأخذت السينما الفلسطينية على عاتقها مخاطبة شعوب العالم فعرفت طريق المهرجانات الدولية فى أوروبا والعالم أجمع.
أشهر الأفلام الفلسطينية.

يعد فيلم «الجنة الآن» إنتاج 2005 ومن إخراج هانى أبو أسعد، هو الفيلم الفلسطينى الأشهر حيث حصل على عدد كبير من الجوائز الدولية حيث حصل على جائزة الجولدن جلوب لأفضل فيلم أجنبى وهو أول فيلم عربى يحصل على هذه الجائزة كما ترشح لجائزة الأوسكار، وتدور قصة الفيلم حول صديقين يقضيان آخر 48 ساعة قبل تفجير نفسيهما لخدمة القضية الفلسطينية وقد تم عرض الفيلم فى أكثر من 45 دولة.

وقد تعرض الفيلم للعديد من الانتقادات فى الأوساط الفنية حيث وجهت العديد من الاتهامات للمخرج.

وأثار فيلم «فرحة» ضجة عارمة فى إسرائيل، حيث أثار عرض الفيلم على منصة نيتفليكس العالمية ديسمبر الماضى حفيظة السياسيين الإسرائيليين وندد الكثيرون بإلغاء اشتراكهم من على المنصة الأشهر عالميا وهو ما أدى الى تقييد مشاهدة الفيلم على المنصة.

الفيلم الذى أنتج عام 2021 عرض فى مهرجان تورينتو فى نفس العام وحصل على العديد من الجوائز العالمية ومنها جائزة الاتحاد الأوروبى لمهرجان أسوان الدولى لسينما المرأة وتدور أحداثه فى عام 1948 عن فتاة تدعى فرحة أرادت استكمال دراستها وعند هجوم الإسرائيليين على قريتها أخفاها والدها فى غرفة المؤن لتشاهد بعينيها إعدام أسرتها. وأفادت مخرجة الفيلم نادين سلام أن القصة مستوحاة من قصة حقيقية لسيدة تدعى رضية.

وقد أكد العديد من الخبراء ووسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية أن عرض الفيلم على نيتفليكس هو تفوق دراماتيكى للقضية الفلسطينية حيث سيتاح لجمهور أكبر لمعرفة ما كان يجرى فى تلك الأعوام.

ونفس الضجة التى صنعها فيلم «فرحة» أثارها أيضا فيلم «الهدية» للمخرجة فرح النابلسى حتى أن رئيس الـ «السى أى إيه» السابق جو برينان دعا الرئيس الأمريكى جو بايدن لمشاهدة الفيلم حيث وصفه بأنه شهادة مؤلمة وقاسية لما يمر به الفلسطينيون.

وتدور أحداث الفيلم الذى تم إنتاجه 2021 حول مأساة الفلسطينيين أثناء مرورهم بنقط التفتيش وتحرشات الجنود حيث يذهب يوسف لشراء هدية لزوجته بصحبة ابنته الصغيرة وهناك يمر بالعديد من المضايقات.

وقد رشح الفيلم لجائزة الأوسكار كما حصل على جائزة أفضل فيلم قصير من جوائز الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتليفزيون «بافتا « كما رشح الفيلم لأكثر من 40 جائزة.

أيضا حصل فيلم «حمى البحر المتوسط» لمها الحاج على جائزة أفضل سيناريو فى قسم نظرة ما بمهرجان كان السينمائى العام الجارى وتدور أحداثه حول وليد البالغ من العمر 40 عاما ويعيش فى حيفا مع زوجته وأولاده ويسعى ليكون كاتبا ويعانى من اكتئاب مزمن ويتقرب من جاره الإسرائيلى الصغير لتنشأ بينهما صداقة ويمران بالعديد من المواقف.

وعرض فيلم «الزمن المتبقى» فى مهرجان كان السينمائى 2009 وتدور أحداث الفيلم فى مسقط رأس مخرج الفيلم إيليا سليمان حيث يؤرخ للقضية الفلسطينية عن طريق التغيرات التى طرأت على هذه القرية ويمزج الفيلم بين الكوميديا السوداء والمأساة.

وحصل فيلم «أصطياد أشباح» للمخرج رائد أنضونى على جائزة الدهب الفضى من مهرجان برلين السينمائى 2017 كأفضل فيلم تسجيلى ويتناول الفيلم الإهانات التى تتعرض لها المعتقلات الفلسطينيات فى سجون الاحتلال.

ونال فيلم «إن شئت كما فى السماء» للمخرج إيليا سليمان على جائزة خاصة من لجنة تحكيم مهرجان كان 2019 وهو الفيلم الذى يتحدث عن رجل يمل من مضايقات جنود الاحتلال فيقرر الهرب والهجرة إلى بلد آخر ولكنه يكتشف أن كل الأماكن تذكرة ببلده الوطن فلسطين.

فيلم «200 متر» للمخرج الشاب أمين نايفة حصل أيضا على جائزة الجمهور فى مهرجان فينيسا إضافة إلى عدد من الجوائز من مهرجان الجونة وأجيال وتدور الأحداث حول زوجين يفصل بينهما الجدار الفاصل ويتواصلان عن طريق الإشارات إلا أنه فى إحدى الليالى يتعرض ابنهما للمرض فيضطر والده لقطع مسافة كبيرة من أجل الدخول للأراضى المحتلة للوصول إلى ابنه المريض.

فيلم «عمر» هو الفيلم الثانى الذى رشح لجائزة الأوسكار عام 2013 وتدور أحداثه حول دوافع أحد الشباب الذى يحمل السلاح فى وجه الاحتلال وحمل الفيلم مشاهد حقيقية لتسلق الجدار الفاصل الذى أقامته قوات الاحتلال

فلسطين والسينما المصرية.

لم تغب القضية الفلسطينية عن السينما المصرية إنما جاءت فى عدد من الأفلام وعلى رأسها فيلم «الناصر صلاح الدين» لأحمد مظهر وإخراج يوسف شاهين والذى جاء ليخبر العالم بأهمية القدس لشعوبنا العربية، أيضا ناقش فيلم «أصحاب ولا بيزنس» لمصطفى قمر وهانى سلامة. القضية الفلسطينية

ناقش محمد هنيدى أيضا القضية الفلسطينية فى فيلميه «همام فى امستردام» و«صعيدى فى الجامعة الأمريكية»، وأيضا ناقش عادل إمام فى فيلمه «السفارة فى العمارة» القضية الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين وقضية عودتهم إلى فلسطين.

وقدم فيلم «باب الشمس» للمخرج يسرى نصر الله قضية الشعب الفلسطينى والمخيمات الفلسطينية بشكل واضح وحصل الفيلم على عدد من الجوائز فى المهرجانات الدولية والمصرية.