الدمار والألم يخيمان على غزة

الاحتلال يواصل قصف القطاع .. والمستشفيات على وشك الانهيار

الحزن والألم يخيم على مواطنين غزة بسبب قصف الاحتلال الإسرائيلي لبيوتهم
الحزن والألم يخيم على مواطنين غزة بسبب قصف الاحتلال الإسرائيلي لبيوتهم

بعد 10 أيام من قصف الاحتلال الإسرائيلي لغزة باستمرار وبدون هوادة، استحالت أحياء بأكملها فى القطاع إلى أنقاض، فيما يعتصر الألم سكان القطاع على مئات من أقاربهم لا يزالون مفقودين تحت حطام المبانى التى تم تدميرها دون سابق إنذار.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم، ارتفاع حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال المتواصل على غزة إلى 2750 شخصـًا بينهم أكثر من 700 طفل ونحو 10 آلاف مصاب. كما أوضحت الوزارة فى بيانها أن عدد الشهداء فى الضفة الغربية المحتلة ارتفع إلى 58 شخصـًا وإصابة 1250 آخرين فى مواجهات مع قوات الاحتلال.

 2750 شهيدًا وآلاف المصابين.. ومئات المفقودين تحت الأنقاض 

وفي المجمل، وصلت حصيلة الشهداء فى غزة والضفة إلى 2808، والمصابين إلى 10950، وذلك منذ بداية العدوان فى السابع من أكتوبر الجاري. كما أعلن نادى الأسير الفلسطينى اعتقال القوات الإسرائيلية نحو 70 فلسطينيا فى الضفة الغربية المحتلة. وأعلنت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، أمس، استشهاد11 صحفيا، وإصابة أكثر من 20 آخرين، منذ بداية العدوان الإسرائيلي.

فى غضون ذلك، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مقتل ستة قادة بحركة حماس فى غزة، بضربات جوية متفرقة منذ بدء العدوان على القطاع. يأتى ذلك فيما يواصل الاحتلال شن غارات منذ فجر أمس، فى إبادة جماعية ممنهجة تستهدف المبانى السكنية والمستشفيات فى أماكن متفرقة من قطاع غزة. وشمل القصف المتواصل منازل فى مدينة خان يونس أسفرت عن استشهاد 10 أشخاص من عائلة واحدة، وفى مخيم النصيرات ومخيم جباليا شمال القطاع. كما استهدفت الغارات الشوارع شرق غزة بمنطقة الشجاعية وسوق الجمعة والمنطقة الواقعة بين حى الشجاعية وحى الزيتون.

وطال قصف طائرات الاحتلال مقر الدفاع المدني، مما أسفر عن استشهاد 5 من طواقمه وإصابة 8 آخرين فى غزة. وأكد الدفاع المدني فى بيان «أن الجهاز يقدم خدمات الإنقاذ والإطفاء، وقد تعرضت طواقمه أكثر من مرة للاستهداف خلال المهام الميدانية منذ بداية العدوان»، وذلك بدلاً من السماح له بانتشال الضحايا وإنقاذ الأرواح من تحت أنقاض المباني. كما استشهد الكاتب والمحلل السياسى الفلسطينى عبد الله العقاد وزوجته وأبناؤه، بعد قصف الطيران الإسرائيلى لشقته وسط خان يونس.

وكان العقاد قد أعرب قبل يومين، عن رفضه فكرة التهجير إلى جنوب غزة استجابة لتحذير الاحتلال الإسرائيلي.

جاء ذلك فيما أفاد فريق الدفاع المدنى الفلسطيني بأن أكثر من 1000 شخص مفقودون تحت أنقاض المبانى التى دمرها الاحتلال. وكشف رئيس المكتب الإعلامى لحركة حماس، سلامة معروف، عن دفن عشرات الجثامين مجهولة الهوية فى مقبرة جماعية، بعد استشهادهم فى هجمات إسرائيلية على القطاع.

وقال معروف خلال مؤتمر صحفي، إن هذه الخطوة تأتى فى ظل تكدس عشرات الجثامين لمن لم يتسن التعرف عليهم خلال الأيام الماضية. وأضاف: «هؤلاء ضجت بهم ثلاجة الشهداء فى مستشفى الشفاء، بينما يتوافد العشرات الآخرون.

أعددنا مقبرة جماعية لكى يدفنوا، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية والشرعية من وزارتى الصحة والأوقاف والطب الشرعي». وأشار مسئول حماس إلى «تصوير وتوثيق الضحايا، وأخذ توثيق للعلامات المميزة لهم، ليتسنى للعائلات التى يمكن أن يكون لها مفقودون أن تتفقدهم لاحقا».. وفى الوقت الذى تنتشر فيه رائحة الموت فى القطاع، أظهرت صور، نشرتها وكالات أنباء فلسطينية، حجم الدمار الهائل الذى خلفه قصف الاحتلال الغاشم وخاصة لشمال غزة حيث تسعى إسرائيل لتهجير سكانه تمهيدًا لعملية برية محتملة، رغم تحذيرات دولية من تداعيات إنسانية كارثية.

وطالبت إسرائيل أكثر من مليون فلسطينى - ما يقرب من نصف سكان القطاع - بمغادرة مدينة غزة والمنطقة المحيطة بها إلى جنوب القطاع، قبل اجتياح شمال المنطقة حيث يزعم أن مقاتلى حماس لديهم فيها شبكات واسعة من الأنفاق وقاذفات الصواريخ، والتى اعتمدت عليها الحركة فى إطلاق هجوم غير مسبوق على مدن الاحتلال وأطلقت عليه اسم «طوفان الأقصى».

وزعم سفير الاحتلال لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، أن إسرائيل «ليست لديها مصلحة» فى احتلال غزة بعد الهجوم البرى المرتقب على القطاع، لكنه شدد على أنها ستفعل «كل ما يلزم» للقضاء على حماس.

وفيما يواصل الاحتلال تعنته بشأن عدم السماح بوقف لإطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية، تواصل إسرائيل قطع الإمدادات عن غزة، ليجبر سكان القطاع على المغادرة وذلك دون أى التزام بالقوانين الدولية. وتوافد الفلسطينيون فى القطاع المحاصر على المستشفيات والمدارس، أمس، بحثا عن مأوى مع نفاد الغذاء والماء. ونفى منذر شبلاق، مدير إدارة المياه فى القطاع، عودة إمدادات المياه إلى غزة.

وقال شبلاق لشبكة «سى إن إن» الأمريكية، أمس: «أنفى بشدة الأخبار التى تحدثت عن إمداد قطاع غزة بالمياه، هذه ادعاءات غير صحيحة وهى أكاذيب». وتأتى تصريحاته بعد يوم من إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، بأن الاحتلال قام بتزويد جنوب غزة بالمياه.

من جانبه، قال مدير عام جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، مروان الجيلاني، إن المستشفيات فى غزة تتعرض لقصف متواصل، وأضاف أن هناك مرضى وآلاف النازحين فى المستشفيات. وأوضح فى حديثه لشبكة «سى إن إن» الأمريكية أن الأغذية والماء والدواء والوقود تعانى من نقص شديد، وأكد أن المستشفيات تواجه إغلاقا وشيكا بسبب نقص الوقود. وأكد الجيلانى أن «الدمار الشامل فى جميع أنحاء غزة هائل، لم نشهد أمرا كهذا من قبل». وأضاف أن المستشفيات فى غزة لديها ما يكفى من الوقود ليوم واحد فقط.

كما أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، أن احتياطى الوقود فى جميع مستشفيات قطاع غزة يكفى لمدة 24 ساعة فقط. وأوضح فى تقرير له أن قطع الكهرباء عن المستشفيات سيعرض حياة آلاف المرضى للخطر.

من جانبها، اعتبرت منظمة العفو الدولية أن قطع الإمدادات عن غزة جريمة حرب. وأكدت المنظمة فى بيان أن «العقاب الجماعى للسكان المدنيين فى غزة من خلال تقييد توفير المياه والوقود والغذاء والكهرباء هو جريمة حرب، كما أن الأمر الذى أصدره الجيش الإسرائيلى للسكان فى شمال غزة بالإخلاء يرقى إلى مستوى التهجير القسري».

وطالبت المنظمة زعماء العالم بالضغط بشكل عاجل على جميع الأطراف من أجل «احترام القانون الإنسانى الدولى باستمرار ودون معايير مزدوجة». يأتى ذلك فيما أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية مارتن جريفيث، اعتزامه زيارة الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء للمساهمة فى المفاوضات على إدخال المساعدات إلى قطاع غزة. وقال جريفيث فى بيان: «نحتاج لطريقة لإيصال المساعدات. سأتوجّه بنفسى إلى المنطقة لأحاول المساعدة فى المفاوضات».