تقرير| هجمات المقاومة فضحت ضعف البنية التحتية الإسرائيلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

السابع من أكتوبر 2023، تاريخ لن تنساه إسرائيل ينضم لمسيرة طويلة من العداء بين الكيان المحتل وفلسطين، حيث أقدمت المقاومة الفلسطينية على تنفيذ هجمات استهدفت غلاف قطاع غزة والذي يضم مستوطنات مأهولة بالسكان، مخلفة وراءها آلاف القتلى والمصابين والأسرى.

تسببت تلك الهجمات في إحداث صدمة كبيرة في الأوساط الدولية، ووصفها البعض بكونها الأعنف منذ 1973.

بنية تحتية هشة

وأظهرت تفجيرات وقصف المقاومة ضعف البنية التحتية العسكرية لإسرائيل، عكس ما يتم ترويجه بكونها الدولة التي لا يمكن هزيمتها أو قهرها، وفي هذا الصدد وصفت صحيفة لو فيجارو الفرنسية، الهجمات التي وجهتها المقاومة الفلسطينية بكونها كشفت عن أوجه القصور التي تعيب أجهزة المخابرات والجيش الإسرائيلي، الذي يعتمد في المقام الأول على النخبة والقوات الخاصة والقوات الجوية، ولم يعد يعتمد على قواته البرية فحسب.

وطرحت الصحيفة الفرنسية تساؤلا، عن ما الذي حدث ليؤدي إلى انهيار دفاعات الجيش الإسرائيلي كبيت من ورق في مواجهة هجوم حماس يوم السبت 7 أكتوبر؟، منوهة إلى أن هذا السؤال سوف يشغل إسرائيل لأجيال عديدة، ومن المؤكد أنها ستكون موضوع لجنة تحقيق، والتي ستزن المسؤوليات السياسية والعسكرية بعد الحرب.

ولفتت لوفيجارو بأنه لا بد أن مثل هذا الهجوم قد تم التخطيط له منذ فترة طويلة، لكن الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، إما فشلا في الكشف عن علامات التحذير، أو أساءا تفسيرها، لكن مسؤولاً أمنياً كبيراً سابقاً أكد أن إسرائيل تمكنت من مراقبة مقاتلي حماس لفترة طويلة وهم يتدربون على استخدام الأسلحة التي نشروها يوم السبت، وتكرار مثل هذه المناورات.

وأشار إلى أنهم كانوا مرئيين، وكان عمل كل عنصر من عناصرها واضحا، بما في ذلك استخدام الطائرات بدون طيار التي قصفوا بها السياج الأمني "الذي يحيط بقطاع غزة"، لكي يعمينا عندما يعبرونه، لكن هذه كانت عمليات صغيرة ومحدودة.

يذكر أنه منذ صباح يوم السبت 7 أكتوبر، شنت المقاومة الفلسطينية هجمات استهدفت الداخل الإسرائيلي، كما قصف المقاومة مستوطنات غلاف غزة بآلاف الصواريخ التي استهدفت مواقع عديدة في المستوطنات الإسرائيلية، ورد الاحتلال الإسرائيلي بقصف قطاع غزة، والذي تم بشكل واسع ومكثف.

وسقط آلاف القتلى في إسرائيل جراء هجمات المقاومة الفلسطينية، وقال موقع "واللا" العبري نقلًا عن العاملون في المستشفيات الإسرائيلية، "ما يحدث حاليًا لا يمكن وصفه بالفوضى العارمة بل أسوأ من ذلك بكثير".

وفي المقابل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية سقوط الآلاف من الشهداء، بينهم أطفال وسيدات وآلاف آخرين من الجرحى.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تخطى الحكومة، وصدّق على بند الحرب خلال اجتماع وزاري مصغر.

وأكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقتٍ سابقٍ، أن حركة "حماس" تسيطر فعليًا على مستوطنات في غلاف غزة.
وقال نتنياهو، في كلمةٍ له، "هذا يوم قاسٍ لنا جميعًا"، مضيفًا: "ما حدث اليوم لم يسبق له مثيل في إسرائيل وسننتقم لهذا اليوم الأسود".

وأشار نتنياهو إلى أن حركة حماس مسؤولة عن سلامة الأسرى، مضيفًا أن إسرائيل ستصفي حساباتها مع كل من يلحق بهم الأذى، وذلك حسب قوله.

ومن جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية حالة الطوارىء في جميع المستشفيات، وتوزيع لمستودعات الوزارة وبنوك الدم بإمداد المستشفيات بالمستلزمات الطبية اللازمة. 

وأكدت الصحة الفلسطينية أن جميع مستشفيات الضفة الغربية جاهزة لاستقبال الجرحى من قطاع غزة.