كان صعبًا أن يعود الرئيس الأوكرانى «زيلنسكى» من زيارة الولايات المتحدة خالى الوفاض، حديثه أمام الأمم المتحدة لن يؤثر فى مجريات الأمور، لكن العلاقة مع واشنطن هى الأساس، والخوف من تراجع التأييد للحزب فى أوكرانيا هو الخطر الذى يخشاه!!
فى لقائه مع بايدن أعلن الأخير أن أول دفعة من الدبابات الأحدث فى الترسانة الأمريكية ستصل أوكرانيا بعد أيام، وأن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية تتعدى قيمتها ٣٠٠ مليون دولار ستُقدم إلى الكونجرس، وأن الأمل كبير فى ألا يعرقلها الجمهوريون!!
الخبر الأهم أعلنته وسائل الإعلام الأمريكية وهو اعتزام أمريكا تزويد أوكرانيا بصواريخ «أتاكمز» بعيدة المدى.. وهو تطور كبير قد تكون له نتائجه الخطيرة، فهذه الصواريخ مداها يصل إلى ٢٥٠ كليو مترًا، ورغم التعهد الأوكرانى باستخدامها فقط داخل الأراضى الأوكرانية بما فيها الأراضى التى تحتلها روسيا.. فإن الخطر يبقى قائمًا من مخالفة مثل هذه التعهدات واستخدام هذه الصواريخ فى ضرب عمق الأراضى الروسية، وهو ما سيكون بمثابة إعلان بالتورط المباشر فى الحرب من جانب أمريكا!!
والسؤال هو: لماذا الآن.. بعد أن كانت مثل هذه الأسلحة ضمن قوائم المحظورات الأمريكية؟.. والإجابة فى الظروف الاستثنائية التى تمر بها الحرب.. فقد فشل تمامًا الهجوم الأوكرانى المضاد، وأقيل وزير الدفاع وكل نوابه مع شبهات فساد، وازدادت المخاوف من أن يتحول المشهد الأوكرانى الحالى إلى وضع دائم، وبدأ القادة الأوكرانيون يتحدثون عن الاستعداد لمعارك العام القادم وربما هجوم آخر فى الربيع، بينما تتصاعد المخاوف من استغلال روسيا الموقف لترسيخ وجودها بالأراضى الأوكرانية.
لكن الأخطر يجرى على الجبهة الأخرى.. فدول أوروبا أتعبتها الحرب وتكاليفها، والعقوبات التى سعت لها أمريكا أضرت دول الغرب ربما أكثر من روسيا، والمخاوف تزداد من أن يكون اليمين المتطرف فى أوروبا هو المستفيد الأكبر من استمرار الحرب التى كلفت التحالف حتى الآن ما يقرب من ١٧٠ مليار دولار، والانقسامات بدأت تظهر بقوة ومخاوف أوكرانيا تزداد بعد أن قررت بولندا وقف مساهمتها فى تسليح جارتها الأوكرانية، مع المخاوف من تصاعد معارضة الجمهوريين فى أمريكا بزعامة ترامب للحرب وتكلفتها العالية.
قد تساهم صواريخ أمريكا فى تهدئة مخاوف أوكرانيا، لكن .. هل تقرب الفرقاء من مائدة التفاوض الذى لا بديل عنه؟ سؤال مازال يبحث عن إجابة لا تبدو فى الأفق حتى الآن!!