كيف ردت فلسطين على خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة؟

بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو

لم تصمت القيادة الفلسطينية تجاه تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي خرجت خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وردّت بقوة على فكرة فرض السلام دون أن يعبء الجانب الإسرائيلي قبول الفلسطينيين لهذا السلام.

وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطابه أمام الدورة 78 للجمعية العامة، أمس الجمعة، إن "إسرائيل تتقاسم مع الدول العربية الكثير من المصالح المشتركة مما سيسمح بالتوصل لسلام أوسع نطاقًا"، حسب رأيه.

وأردف قائلًا: "السلام مع الدول العربية سيزيد احتمالات التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين"، حسب تعبيره.

رد فلسطين على نتنياهو

وفي غضون ذلك، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، ردًا على خطاب رئيس الوزارء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة، "إنه لن يكون هناك سلام أو استقرار في المنطقة دون رضى الشعب الفلسطيني، وتحقيق مطالبه وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".

وأضاف أبو ردينة، أن هذا هو الموقف الرسمي الفلسطيني الذي حددته القيادة الفلسطينية التاريخية، ولن تتنازل عنه، ومخطئ من يعتقد غير ذلك، وذلك نقلًا عن وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وتابع أبو ردينة أن السلام يبدأ من فلسطين، والاستقرار يبدأ بحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الوطنية المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ودون ذلك لا سلام ولا أمن ولا استقرار في المنطقة والاقليم.

وشدد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطيني، على أن الشعب الفلسطيني لن يحيد عن ثوابته الوطنية وسببقى متمسكا بأرضه ومقدساته، والتاريخ أثبت دوما بأن الاحتلال إلى زوال مهما طال.

اقرأ أيضًا: وسط خلاف حول توقيت ومكان الاجتماع..بايدن يلتقي نتنياهو في نيويورك

«ادعاءات نتنياهو»

وفي سياقٍ متصلٍ، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية أن انتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين تكذب ادعاءات نتنياهو بشأن السلام.

ورفضت الخارجية الفلسطينية الشروط والإملاءات التي طرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، واعتبرها تكشف حقيقة مواقفه المعادية للسلام، وامتدادًا لعقلية استعمارية استعلائية تتعامل مع حقوق الشعب الفلسطيني كشأن اسرائيلي داخلي يتحكم بها وفقا لبرامج ائتلافه اليميني المتطرف.

ورأت الوزارة أن نتنياهو لا يضيع أية فرصة لتخريب أية جهود مبذولة لتحقيق السلام، من خلال حملاته التضليلية الرامية لقلب حقائق الصراع وإزاحة القضية الفلسطينية عن سلم الاهتمامات الإقليمية والدولية، ومن خلال التلاعب بالكلمات لتحقيق جوهر واحد يتلخص في تكريس الاحتلال وتعميق الاستيطان ونظام الفصل العنصري الابرتهايد، وكسب المزيد من الوقت للقفز فوق رؤوس الفلسطينيين وتعميق عمليات الضم التدريجي الصامت للضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية. 

وشجبت الوزارة بشدة محاولات نتنياهو لقلب مبادرة السلام العربية رأسًا على عقب وتجاهل الضرورات الإستراتيجية لحل القضية الفلسطينية أولًا باعتبارها بوابة السلام في الإقليم والطريق الوحيد لتحقيق أمن واستقرار المنطقة والعالم، كما شددت الوزارة على أن كذب نتنياهو بشأن حرصه على مصالح شعوب المنطقة يفنده يوميًا التصعيد الإسرائيلي الممنهج في ساحة الصراع، بما يكشف أنه يحاول تسويق مفهوم السلام مقابل السلام كما جاء في تفسيرات وشروحات اتباعه من أركان اليمين الحاكم. 

وأكد نتنياهو من جديد أنه لا يوجد في برنامج حكومته رؤية أو خطة للانخراط في عملية سياسية تفاوضية مع الفلسطينيين تؤدي إلى إنهاء الاحتلال، وأن خرائطه المزعومة للشرق الأوسط تهدف بالأساس لشطب اسم وقضية فلسطين.