أول من لعب الكرة في مصر وتآمرت فرق العالم على ساقه

علي الحسني وساقه في الجبس
علي الحسني وساقه في الجبس

كان من أحرص لاعبي الكرة في العالم، وجسده القوي أعز شيئ يحرص على المحافظة عليه.

وقال عنه المدرب الألماني أنه رجل عنيف وقوي، ولكن رأسه مملؤة بفن كرة القدم، وعرض عليه اللعب للفريق الألماني مقابل ٦٠ جنيها شهريا.

اقرأ أيضًا| حكاية المرأة التي هددت الشيخ عبد الباسط بالقتل

أنه الكابتن علي الحسني، أول من لعب الكرة في مصر، وتآمرت عليه فرق العالم لكسر ساقه، لكن جاء اتوبيس فكسرها في لحظات.

السطور التالية تروي واقعة كسر رجل علي الحسني كما نشرتها مجلة آخر ساعة ١٩٥٥.

أراد علي الحسني أن يثب إلى سيارة الاتوبيس رقم ١٣ في شارع المبتديان ليذهب إلى بيته في السيدة زينب، لكن فجأة زادت سرعة السيارة ووجد نفسه لا يستطيع أن يضع قدمه على سلم الاتوبيس، ولا يستطيع أيضا أن يحتفظ بتوازنه، وكان لابد أن يقع ويسقط فوق اعلى الفخذ، واحس انه عاجز عن الحركة، وزحف على يديه ليضع نفسه قريبا من الرصيف، ولكنه احس بخبرته أن هذه الصدمة تختلف عن مئات الصدمات التي صادفها طوال حياته في ميادين الكرة.

واثناء اللقاء به قال علي الحسني، حينما كانت فرق العالم تتسابق لاقامة مباريات حبية مع مصر قبيل المباريات الرسمية والاوليمبية، والعالمية لتتعلم الطريقة التي تلعب بها وترتب لاعبيها على اساس هذه الطريقة.

وأن كثيرا من الفرق الأجنبية تقابلت مع الفريق المصري في المباريات الاوليمبية، وتآمرت على كسر ساقه، ورتبت فرص فوزها على اساس إخراجه من الملعب فوق نقالة رجال الإسعاف.

حيث كان كابتن الفريق المصري، ويشغل مركز قلب الدفاع في الفريق، وعليه تنظيم حماية الهدف، وحماية أفراد خط الهجوم في فريقه من الألعاب الخشنة التي يلجأ اليها الفريق المضاد لأن جسمه كان يعتبر أقوى جسم بين لاعبي الكرة في العالم.

وعن المباريات الأولمبية في هولندا عام ١٩٢٨، كانت المجر هي سيدة كرة القدم في العالم، والبرتغال كانت تريد أن تنتزع منها هذه السيادة، ولم يكن هناك عقبة أمام الفريق إلا الفريق المصري.

حيث خصص مدرب الفريق البرتغالي ٣ من لاعبي الفريق ليحيطوا بعلي الحسني ويسلموه في أقرب فرصة إلى رجال الاسعاف، وفي كل مرة حاول فيها ضرب الكرة كان واحدا من هؤلاء الثلاث يحاول اصطياد ساقه بدلا من الكرة، وكلما وثب ليضرب الكرة برأسه كانت أحذية الفريق البرتغالي تدق سلسلة ظهره من الخلف.

غير أنه كان يجري بجانبه لاعب ليضرب صدره بكوعه، ويعوقه عن مواصلة الجري، لكنه استطاع أن يتفادى كل الضربات الموجهة إليه لأنه كان من احرص لاعبي الكرة، وكان جسمه قوي، وتغلب الفريق المصري على البرتغال بخمسة أهداف نظيفة.

وعن المرة الوحيدة التي اصيب فيها علي الحسني في ميدان الكرة، كانت أيضا في عام ١٩٢٨ في هولندا. وكان الفريق المصري يلعب مع إيطاليا وتغلب عليها ١/٣، وامطرت السماء بشدة قبل نهاية المباراة، وهاجم الايطاليون مرمى الفريق المصري هجمة عنيفة، وأراد متوسط هجومهم أن يقذف الكرة داخل المرمى لكن علي الحسني كان أمامه في هذه اللحظة لاصطياد الكرة، ونجح في ابعادها عن المرمى، وانزلقت قدم اللاعب الايطالي ووقع على ظهره لكنه وضع قدميه بعنف في صدر علي الحسني وكسر له ضلعين، وحمله رجال الإسعاف إلى المستشفى ليضعوه في جاكيت من الجبس.

وفي مساء اليوم التالي، ذهب اليه مدرب الفريق الألماني يعرض عليه أن يذهب هو وداود الزبير زميله في الفريق المصري إلى ألمانيا ليعيشا هناك ويلعب في فريق ألمانيا مقابل ٦٠ جنيها شهريا.

وقال المدرب له: انت رجل عنيف، وقوي ولكن راسك مملؤة بفن كرة القدم،  ونحن نحب هذا النوع من الرجال وفي حاجة إليك.

رد الحسني عليه قائلا: بأنه يريد ام يبقى دائما هاويا ولن يدخل ميدان الاحتراف، أو أن يقبل الهدايا التي كان المتفرجون يقدمونها إليه مع انها كانت هدايا رمزية، فقد قدم اليه طفل فرنسي فنجان من الصيني بعد مباراة مصر مع فرنسا في الدورة الاوليمبية الأولى عام ١٩٣٠ وتغلبت فيها مصر  بخمسة أهداف رغم المطر.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم