«بعد غياب الشمس» قصة قصيرة للكاتب حسن عبد الرحمن

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

 موت هل، وليل حل بظلام دامس، فرق شمس الأحباب، فاغر فاه أطل كذئب له أنياب.

لم أكن أعي وقتها ما حدث فقد تقلبت الأرض وارتفعت كأنها موج عاليا، ووجدت الجميع يفر كأنه يوم الحشر.

 

 الكل يهرول في كل الاتجاهات، كنت بعيدًا عن المنزل بكثير، ولكن كل تفكيري في أمي وأبي وإخوتي.

 

بنايات تهدمت من حولي واندثرت مخلفة أتربة كثيرة وأنا اخترق الغبار بجسدي النحيل ناحية منزلنا الصغير الهادئ.

 

اسمع أصوات من كان معي في إذني ولا أعير لندائهم الانتباه، أظنها كانت عبارات محذرة لي من الاقتراب من شارعنا، ولم أعرف السبب.

 

اخترقت جماعات كانت تجري عكس اتجاهاتي واصطدمت بأخرى وانكفئت على وجهي وَسَط الغبار الكثيف، أتحسس أشياء ملمسها كاللحم البشري، ووطأت قدمي عظام.

 

سلمت قدماي للريح بالرغْم من قوعي وتعثري المستمر، وصلت على أول شارعنا وكان الغبار قد انقشع قليلًا أمام عيني وأنا أقف أمام المنزل.

 

 رأيت المكان خاليًا بين بيتين أحدهما يفكر في الوقوع والآخر نصفه أسفل الأرض.

أما منزلنا فقد ابتلعته الأرض تمامًا..ويالا هول ما رأيت.