إنها مصر

الصدمات المناخية لا تستأذن!

كرم جبر
كرم جبر

الدعاء بأن يحفظ الله البشرية من غضب الطبيعة، وأن يحترم الإنسان الطبيعة حتى لا تغدر، فالقلوب يعتصرها الألم بعد زلزال المغرب وعاصفة ليبيا. رحم الله الضحايا الشهداء، وألهم ذويهم الصبر والسلوان.


شهد العام الجارى أحداثا مناخية صادمة، لم يتعرض لمثلها من قبل من ناحية العدد، حرائق الغابات الهائلة، ودرجات الحرارة القياسية، والفيضانات العنيفة، والعواصف المدمرة.
وتوزعت أشكال الدمارعلى مختلف دول وقارات العالم.. حرائق الغابات فى ماوى بولاية كاليفورنيا، وفيضانات بكين فى الصين ووسط وجنوب أوروبا، وحرائق الغابات فى الجزائر واليونان وعديد من دول العالم.


وضربت درجات الحرارة أرقاما قياسية تعدت الخمسين درجة فى أماكن لم تعرف ذلك مثل الدول الاوروبية، التى شاهدنا سكانها يلجأون الى الانهار والنافورات فى الشوارع هربا من الحر.
زلزال المغرب كان مفاجئاً، وسمعت أحد العلماء يقول إنه «زلزال مخلق» مثل كورونا، فكما تم التلاعب فى فيروس حيوانى ليصيب البشر، تم التلاعب فى ظواهر أرضية سببت الزلزال.
وقال عالم آخر أن السبب هو انتصاف الأرض مع القمر، وأن شهر أكتوبر القادم سيشهد سلسلة من الزلازل فى مناطق متعددة. ومع صعوبة التنبؤ والتحذير لا نملك إلا أن نرفع أيدينا بالدعاء «اللهم ارفع عنا البلاء والزلازل والبراكين، وجميع الفتن ما ظهر منها وما بطن».
المغرب لم تكن ضمن الدول العربية التى يمر بها حزام الزلازل، هكذا قال العلماء فى دراسات منشورة، ولم يترك أدنى فرصة للتنبؤ به قبل حدوثه، على الأقل ليأخذ السكان حذرهم بالذهاب إلى المناطق المكشوفة.
نفس الأمر بالنسبة لإعصار دانيال، كان مفاجئاً، ولم يتم الحديث عنه إلا بعد أن خرج من اليونان تجاه ليبيا، ولم تكن التحذيرات فى حجم ما حدث، وأكثرها صعوبة أن السيول جرفت البيوت بسكانها إلى البحر.


غضب الطبيعة بسبب اعتداء الناس على الطبيعة، حرائق وتلوث وتجارب ذرية ونووية تحت الأرض، واغتيال المساحات الخضراء، وهدم الجبال لشق الطرق، والدخان والأتربة وعوادم المصانع، وغيرها من الملوثات المستمرة.


مساحة التنبؤات محدودة، وإلا استطاعت دول العالم الكبرى أن تعلن حالة الطوارئ القصوى لمواجهة الكوارث الطبيعية، ورغم ذلك فالأخذ بأسباب العلم الحقيقى يقتضى دق ناقوس الخطر كلما أمكن للتقليل من الخسائر.


وتختلف التنبؤات - وأتمنى عدم تحققها - حول الشتاء القادم، تقول إن الكرة الأرضية ستشهد صقيعاً غير مسبوق وأمطاراً وسيولا «ربنا يستر».. ولكن هناك تنبؤ آخر يؤكد أنه سيكون شتاءً دافئاً بسبب ظاهرة النينو التى ترفع درجات حرارة الأرض «والله اعلم».
الصدمات المناخية لا تستأذن.. وندعو المولى عز وجل أن يحفظ بلدنا والإنسانية، وأن يقينا شر الكوارث المفاجئة.. ولو كان ممكناً الإنذارات والتحذيرات المبكرة، دون إثارة الخوف والهلع.. وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج.