يعمد الشاعـر طلال الجبلي إلى إعادة ترتيب الأبيات الشعـرية، فيضع البيت بعد البيت ويقدم واحدا على آخر وقد يحتاج الى نظم أبيات أخرى ليست لها علاقة مباشرة بالمعنى الذي عليه القصيدة ولكنها ضرورية لربط معاني أبيات الـقصيدة الرئيسية بعضها ببعض لتكون أخيرا وحـدة موضوعية للقصيدة تترابط فيها أبياتها ترابطا وثيقا ويسمى هذه المرحلة بمرحلة التأليف والتنسيق مع توفر شرط تلاحم الأبيات بمعانيها وألفاظها.
وأوضح طلال الجبلي أن على الشاعــر توخي الـصدق المرادف للحسن وتجنب الـقبيح الـمرادف للباطل، وتتجلى هذه المهمة من خلال إثارة المُتعة الفنية التي تتعلق بالألفاظ وحدها والمعاني وحدها، إذ من خلال العقل الذي هو جماع الأدوات الشعـرية وهو الرابط الذي ترتكز عليه الموهبة والطبع في خلق شخصية الشاعـر، مما يجعله ويلزمه توخي العـدل والإنصاف فيما يقول، فالمثل الأخلاقية هي من الركائـز المهة، وعلى الشاعـر حمل هذه القيم وبثها في أشعاره شرط ان يكون صادقا فيما يقول، ولتلك الخصال المحمودة حالات تؤكدها وتضاعف حسنها وتزيد من خلالها التمسك بها، مختتما إذا توفر للشاعــر صدق القـول وملازمة الحق والصواب وإيجاد صياغـة المعنى الذي أراده، فإنه قد أدى مهمته وبلغ رسالته.
وأشار طلال إلى أن عـملية الإبـداع الشعـري هو أن ينظم الشاعـر ما يدور في ذهنه نثـرا ، فينظمها بألفاظ ملائمة للمعاني بقوالـب شعـرية، مع التفكير بالـوزن والـقافية التي تكون ملائمة للمعنى، فإذا أراد الشاعـر بناء قـصيدة مخض المعنى الذي يريد بناء الشعـر عليه في فكـره نثـرا وأعد له ما يلبسه من ألـفاظ تطابقه والقـوافي التي توافقه والـوزن الذي سلى له القول عليه.
