وسواس النظافة يطارد زكي رستم

 الفنان زكي رستم
الفنان زكي رستم

يعد الفنان زكي رستم، من أهم نجوم السينما المصرية على مدار تاريخها، ولم يكن هذا بشهادة النقاد والجمهور المصري فقط، بل اعتبره العديد من النقاد العالميين أحد أكثر الفنانين موهبة على مستوى العالم، واختارته مجلة "باري ماتش" الفرنسية كواحد من أفضل عشرة ممثلين في العالم، كما وصفته مجلة "لايف" الأمريكية بأنه من أعظم ممثلي الشرق، وأنه لا يختلف عن الممثل البريطاني الكبير تشارلز لوتون.

اقرأ أيضًا.. «شقاوتها السبب».. زكي رستم يحاول الاعتداء على صباح أثناء التصوير

وكان الفنان زكي رستم، من بين أكثر الفنانين المصابين بداء الوسوسة، والذي اشتهر بالعديد من المواقف المحرجة بسبب خوفه الزائد من الجراثيم والميكروبات ووسواس النظافة، فكان يدقق في كل التفاصيل ويتحاشى أن يتناول الطعام خارج بيته.

وُلد الفنان محمد زكي محرم محمود رستم، الشهير بـ زكي رستم، في 5 مارس 1903، في أسرة أرستقراطية، من أب كان سياسيًا بارزًا، وصديقًا شخصيًا للزعيم مصطفى كامل، وحصل على شهادة البكالوريا عام 1920، إلا أنه رفض استكمال مشواره التعليمي، ما أصاب والدته بحزن شديد، حيث كانت تتمنى أن يلتحق ابنها بكلية الحقوق مثل أغلب أبناء العائلة.

وكان زكي رستم يهوى ممارسة الرياضة في شبابه حتى حصل على بطولة الجمهورية في حمل الأثقال، لكنه كذلك لم يستمر في لعبها، إذ توقف واتجه إلى العمل في مجال التمثيل، وهو الأمر الذي أثار غضب عائلته.

وكشف الفنان زكي رستم في حوار نادر له أن أول أجر تقاضاه كان نحو 15 جنيهًا، وهو ما كان يعد أَجراً مناسبًا مقارنة بالنجوم الكبار الذين كانوا يحصلون وقتها على أجر 25 جنيهًا، مبيناً أنه كان يعمل بالبداية دون الحصول على أي شيء.

وفي أيامه الأخيرة، ساءت حالته النفسية عندما أصيب بضعف شديد في السمع، وبات غير قادر على سماع أصوات زملائه الفنانين أثناء التصوير، لذا وقع في العديد من المواقف المحرجة.

وفي 1968، قرر الاعتزال والابتعاد عن الأضواء وعاش مع رجل عجوز كان يتولى خدمته ويرعى شؤونه، وكلب كان يحبه ويرافقه دائماً، وفي 15 فبراير 1972 رحل عن الحياة إثر أزمة قلبية، مات وحيدا في منزله، وشيع جثمانه 4 أشخاص فقط، من بينهم الخادم الذي لازمه طول رحلة حياته. 

 

المصدر.. مركز معلومات أخبار اليوم