فور وقوع العاصفة دانيال، وسقوط عدد كبير من الضحايا والمفقودين في ليبيا ، سيطر القلق على أهالي قرية الصياد بنجع حمادي، شمالي محافظة قنا، والذي يعمل عدد كبير من أبنائها في ليبيا، خشية أن يكون أحد من أبنائها ضمن عداد المفقودين أو المتوفيين.
بادر أهالي القرية، التواصل مع ذويهم هناك، وفي كل لحظة تمر، كان القلق والخوف يسيطر عليهم، البعض تواصل مع عدد هناك ، وكانوا من ضمن الباقين على قيد الحياة، وآخرون فشلوا في الاتصال مع ذويهم، فهواتفهم مغلقة، ضلوا الوصول إليهم، بأي طريقة من الممكن اتباعها.
الحزن بدأ يسيطر على الجميع، فغالبية القرية هنا أبناء عمومة، يحزنون على حزن بعضهم البعض، ويفرحون لفرحة أحدهم، بدأ الجميع يبحث عن طريقة للتواصل مع من ضلوا الوصول اليهم، حتى وإن كلفهم ذلك الذهاب إلى ليبيا للبحث عن فلذات أكبادهم ، وسط الضحايا أو ربما يكونون على قيد الحياة.
ومع كل ساعة تمر، يعشعش الحزن والقلق على الجميع، فالقلق كسر القلوب ، والدموع بدأت تتساقط من الرجال قبل النساء، وصراخ الأطفال بدأ يدوي في كل مكان، في مشاهد لم يتحملها قلب أحد، خاصة أن الجميع في حيرة ، تارة يتمنون الوصول إلى أبنائهم على قيد الحياة، أو حتى مصابين، ومع فقدان الأمل ، تمنوا الوصول إلى جثث ذويهم لدفنها هنا في مدافن القرية، حتى وإن كان ذلك الأمر يزيد فوق حزنهم حزنا، ولكن من باب " إكرام الميت دفنه" .
لحظات عصيبة مرت على أهالي القرية، حتى توصل عدد منهم لآخرين هناك، لسؤالهم عن مصير أبنائهم، وهنا كانت الصدمة، بعدما أخبروهم من هناك، أن هناك عدد من أبناء القرية، تخطى 10 أشخاص، توفوا هناك، ضحية العاصفة دانيال، ودفنوا أيضا، وهناك آخرون في عداد المفقودين، مازالوا في موقف البحث.
فور سماع أهل القرية الخبر ، خيم الحزن على الجميع، الصراخ وولولة النساء في كل مكان ، المنازل جدرانها اكتست بالحزن، وشوارع القرية، التي كانت تضج فرحًا فور وصول أبنائها من ليبيا، بكت حزنا على فراقهم، والرجال نصبوا الصوان، لاستقبال المعزيين في فقدان أبنائهم، وسط حالة أبكت الجميع.
اقرأ أيضا| بعد أن تركت ضحايا ودمارًا ومفقودين.. الأرصاد تعلن انتهاء العاصفة دانيال
وكان اللواء أشرف الداودى محافظ قنا، أعلن عن تنكيس الأعلام المرفوعة على جميع الهيئات الحكومية والمديريات الخدمية والمبانى الجامعية والمدارس التابعة للمحافظة، لمدة 3 أيام مع إلغاء اقامة الاحتفالات و الأنشطة خلال فترة الحداد، تنفيذًا لقرار رئاسة الجمهورية بإعلان حالة الحداد على مستوى الجمهورية، تضامنًا مع الأشقاء بدولتى المغرب وليبيا، في ضحايا الكارثة الإنسانية الناتجة عن الزلزال في المغرب والإعصار في ليبيا.
ووجه محافظ قنا، برفع درجة الاستعداد خلال الفترة الحالية، ومنع كافة الاجازات بجميع مستشفيات المحافظة، وتوفير الأدوية ومستلزمات الطوارئ ومضادات السموم وماسكات الأكسجين والأمصال مع زيادة أعداد الأطباء النوبتجيين داخل المستشفيات.
وأكد على أهمية التنسيق المستمر بين غرفة العمليات الرئيسية بالمحافظة، ومديرية الصحة وغرف العمليات الفرعية بمختلف مدن ومراكز المحافظة، علي ان تستمر رفع درجة الاستعداد حتى إنتهاء تأثير بقايا العاصفة دانيال على كافة محافظات الجمهورية ، والذى بدء منذ أمس الاثنين وأثر على عدد من محافظات الجمهورية .
وقالت السفيرة سها الجندي، وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، إن القوات المسلحة المصرية أرسلت طائرات لاستجلاب 88 من جثامين المصريين في ليبيا فور وقوع العاصفة دانيال.
وأوضحت وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى مقدم برنامج على مسؤوليتي المذاع على قناة صدى البلد، اليوم الأربعاء، أن السلطات الطبية في طبرق الليبية تعرفت 150 جثة، لافتة إلى أن الأهالي تعرفوا على 87 من الجثامين وتبقى جثمان واحد لم يتم التعرف عليه، وتم دفنهم اليوم.
وأشارت إلى أن أعداد الأجانب في ليبيا يربوا عن 750 ألف أجنبي، مضيفة أن أعداد المصريين في ليبيا يقدر بـ 50% من إجمالي أعداد الأجانب بحوالي 400 ألف مصري، مؤكدة أنه يتم حاليا التحقق من أعداد الضحايا.
وشددت على أن هناك أعداد مهولة مفقودة لم يتم التعرف على هويتها أو جنسياتها في ليبيا، لافتة إلى أن هناك تقديرات بأن 300 مصري فقدوا حياتهم إثر العاصفة المدمرة، لكن لم يتم التأكد من ذلك، لا سيما مع تضارب في أرقام الضحايا المصريين في ليبيا.
وناشدت وزيرة الهجرة، الأسر المصريين المتواجدين في ليبيا سرعة التواصل عبر الأرقام المعلنة على صفحات الوزارة الرسمية، لسرعة لإنقاذ العالقين والمصابين في ليبيا.
ونصحت السفيرة سها الجندي، المصابين باللجوء فوراً إلى المستشفى الميداني على الحدود المصرية الليبية بالمنطقة الغربية لعلاج المصابين.
ونوهت وزيرة الهجرة، بأن 4 طائرات استطلاع خرجت لإنقاذ المصريين وإعادتهم إلى مصر، مؤكدة أن الطائرات ستعمل على مدار الأيام المقبلة لإنقاذ أكبر عدد ممكن من المصريين.
