ملتقى الطفل بالجامع الأزهر يواصل توعية النشء بالآداب الإسلامية

مظاهر الذوق العام في الإسلام
مظاهر الذوق العام في الإسلام

 عقد الجامع الأزهر الشريف اليوم، حلقة جديدة من ملتقى الطفل، والذي يأتي تحت عنوان: " الطفل الخلوق - النظيف - الفصيح".

يأتي ذلك في إطار مواصلة الجامع الأزهر والرواق الأزهري، جهودهما في توعية النشء بالآداب الإسلامية والأخلاقيات السليمة النابعة من صحيح الدين، والذي يبين لنا الذوق الذي يرسمه الإسلام ليكون نسقًا رفيعاً يسلكه ذوو البصيرة والفطنة، وينتهجه ذوو الحس واليقظة، يدق في معناه ويرق في مغزاه، حتى يسمو على القوانين ويجل عن أن تسعه النظم واللوائح، فلا تبلغ من دقائقه وأسراره شيئًا، فهو كالنور يُرى ولا يُلمس، وكعبق المسك يُشم ولا يُمس.

حكماء المسلمين: التعليم حق لكل إنسان لبناء مجتمعات أكثر سلامًا وعدلًا

 وحاضر في الملتقى د. محمد بيومي، الباحث بإدارة شئون القرآن الكريم بالجامع الأزهر، ود. محمد عبد المجيد، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر الشريف. وأوضح د. محمد بيومي، أن الذوق خلُق سامٍ لابد أن يتصف به المسلم، فهو موجود في المحسوس والمعنى، فلقد حث الإسلام على الذوق الرفيع في كل حياتنا؛ فمن ذلك: - الذوق في الطعام والشراب: قال النبي ﷺ "ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان ولابد فاعلا؛ فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه"، ولما رأى النبي ﷺ غلاما تطيش يده في الصحفة فقال: "يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك". وذكر د. بيومي أن الذوق يكون في الملبس، قال الله تعالى"يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"، ويكون أيضاً في التعامل مع الآخرين قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ﴾.

و من جانبه تناول د. محمد عبدالمجيد، نواصب الفعل المضارع ، مبينا أن الفعل المضارع يُنصب إذا سبقه أداةٌ مِن أدوات النصب، وهي (أنْ، لن ، لكي، إذن )، (لام التعليل كي)، (لام الجحود، حتى، الفاء والواو في الجواب، أو). كما بين أن علامات نصب الفعل المضارع قد تكون: أصلية، وهي الفتحة، أو فرعية، وهي حذف النون، وذكر أمثلة لذلك منها - أحب أن أساعدَ المحتاج، وأحبّ أن أسافرَ ، وأن شرط نصب المضارع بأن يأتي بعدها فعلٍ يُرجى حدوثُه لن أفعلَ الشرَ، وأسرعتُ لكي أدركَ القطارَ، سأزورك – إذن أكرمَك وبيّن أن شرط النصب بإذن أن تكون : متصدرة – الفعل بعدها للإستقبال – لا يفصل بينها وبين الفعل بفاصل - قال تعالى " وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ"، ومثله سأنتظرك حتى تعودَ، ويُسجَنُ المذنبُ أو تثبتَ براءتُه ، وقوله تعالى "وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ" وفي نهاية الملتقى، ختم الباحثان حديثهما بالإجابة عن بعض الأسئلة حول الموضوع، وأثناء الشرح استخدم الباحثان بعض الشرائح التوضيحية، معتمدَيْن على أسلوب المناقشة والتحاور مع الأطفال، تشجيعاً لهم على المشاركة.

 يذكر أن ملتقى "الطفل الخلوق والنظيف والفصيح" يعقد يوم السبت من كل أسبوع بالجامع الأزهر، ويتم تنفيذه في بعض المحافظات ، وذلك لتربية النشء على أسس صحيحة، وفهم عميق لأخلاقيات ديننا الحنيف.