سجلات الحضارة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ضمن أنشطة البرنامج الدولى للكتابة بجامعة آيوا الأمريكية، الذى أشارك فيه حاليًا، زرنا مكتبة الجامعة، وهى زيارة لمسنا فيها معنى أن تُعامَل الكتب ككنوز، وأن يُعتنَى بها وتُقدَّر لتكون ميراثًا ينتقل من جيل إلى جيل، فإن كانت مقتنيات المكتبة من العناوين المعاصرة هائلة، بحيث يجد كتاب من جنسيات مختلفة كتبهم ضمنها، فالأهم أن قسم الكتب النادرة يحتوى كنوزًا حقيقية، ممنوع لمسها ويُسمَح بتصويرها فقط دون فلاش كى لا تؤثر عليها الإضاءة، كما توجد وحدة ترميم للكتب اطلعنا فيها على كيف تجرى عملية الترميم.

اقرأ ايضاً| محمد رضا نصر الله:لو بيدى لمنحت نوبل لعبد الرحمن بدوى وتوفيق الحكيم وعبد الرحمن منيف

ورأينا نماذج لكتب قديمة تم ترميمها واستعادتها من قبضة العدم؛ بعضها كانت أوراقه فى طريقها للتفتت، وبعضها الآخر جُمعَت أشلاؤه معًا بخيوط وروابط أخرى أو أضيفت له دعامه من مادة صلبة نسبيًا لتحفظ تماسكه، هذه الوحدة، بقدر ما تثير السرور فى نفس كل من يجل الكتب ويقدرها، تثير أيضًا شعورًا بالأسى حين نتذكر حال المخطوطات النادرة والكتب والوثائق النفيسة التى كثيرًا ما نسمع تبديدها أو ضياعها أو على الأقل إهمالها، تستحق الكتب أن تُعامل ككنوز، ويستحق القديم والنادر منها أن يحاط بالرعاية والإجلال، فهى حافظة الذاكرة والتاريخ وسجلات الحضارة، وهذا ليس بالأمر الهين، إذ ماذا سيبقى للإنسان إن فقد ذاكرته وتاه عن تاريخه؟!