المرأة في الفن التشكيلي.. مِلُء العين

رشا عدلي
رشا عدلي

صدر حديثا كتاب "مِلُء العين .. المرأة في الفن التشكيلي عبر العصور"، أحدث إبداعات رشا عدلي الروائية والباحثة في تاريخ الفن.

ويقدم الكتاب صورا متعددة لحضور المرأة في تاريخ الفن خلال أزمنة مختلفة، بدءا من لوحات الفيوم التي رسمت عصر قبل الميلاد وصولا إلى العصر الحديث مرورا بمراحل ومحطات فنية كثيرة، وأحداث تاريخية متشعبة وغزيرة، كما يلقى الضوء على المرأة في الفن التشكيلي العربي، وتقول رشا: "أعمل بهذا الكتاب منذ عام 2016 ، وكل ما أعتقد أنني انتهيت منه أجد أن هناك ما أريد إضافته، وأوقات أخرى استغرق في كتابة رواية وعندما أنتهي منها أعود إليه وأجد أن هناك الكثير لإضافته، كل يوم هناك شيء جديد في تاريخ الفن، اكتشافات، أبحاث، أخبار، وخاصة مع التكنولوجيا الحديثة في الكشف عن اللوحات التاريخية".

إن مسيرة الفن تسير جنباً إلى جنب مع تطوّر دور المرأة عبر العصور، فعلى مدى قرون طويلة يمكن أن نكتشف، ما بين لوحة وأخرى وزمن وآخر، مدى التقدّم الذي حقّقته المرأة في المجتمع، من خلال أعمال فنية يمكن اعتبارها سجلاً وثائقياً دُوِّنَت فيه أحداث مهمة، فهذه اللوحات لا يتوقف دورها على كونها أعمالاً إبداعية فقط، بل لقد كشفت للمؤرخين والكتّاب والنُقَّاد كثيراً من الأسرار والحكايات، ولفهم أعمق للوحات الفنية، يجب أن نقرَّ بأنها تخفي أكثر مما يمكن للعين أن تراه، وبالتالي علينا النظر إليها ليس كما لو أنها مجرّد مشهد مؤطَّر داخل أربعة أضلاع، بل علينا الذهاب إلى ما يقودنا إليه المشهد والنظر في ما وراءه، فاللوحات لا تقدّم واقعاً موضوعياً كما هو الحال مع الصور الفوتوغرافية، ولكنها تقدم واقعاً مختلفاً بأبعاد ملتبسة أحياناً، تثير أسئلة لا يمكن دائما العثور لها على أجوبة.

وينقسم الكتاب الذي صدر عن "الدار العربية للعلوم ناشرون" بلبنان، إلى ستة أبواب كل باب مكون من عدة فصول، تحمل القراء إلى واقع الحياة ويقدم القصص والحكايات التي ألهمت الأعمال الشهيرة التي جسدت المرأة وتلك التي صنعت حياة الفنانين العظام.