قادة انقلاب النيجر: فرنسا تخطط لتدخل عسكرى لإعادة بازوم

ألمانيا توقف دعمها المالى لنيامى.. وروسيا تدعو إلى ضبط النفس

■ رئيس النيجر  محمد بازوم مع نظيره التشادى محمد إدريس ديبى
■ رئيس النيجر محمد بازوم مع نظيره التشادى محمد إدريس ديبى

نيامي - وكالات الأنباء:
اتهم قادة الانقلاب فى النيجر، أمس، فرنسا بالرغبة فى «التدخل عسكريًا» لإعادة الرئيس الرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد بازوم إلى مهامه. وجاء فى بيان عبر التلفزيون الوطنى «فى إطار بحثها عن سبل ووسائل للتدخل عسكرياً فى النيجر عقدت فرنسا بتواطؤ بعض أبناء النيجر، اجتماعاً مع هيئة أركان الحرس الوطنى فى النيجر للحصول على الأذونات السياسية والعسكرية اللازمة».


كما اتهم الانقلابيون فى بيان آخر «أجهزة أمنية» تتبع «قنصلية غربية»، بدون تحديد هويتها، بإطلاق الغاز المسيل للدموع فى نيامى على متظاهرين مؤيدين للمجموعة العسكرية، «ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص، نقلوا إلى مستشفيات» فى العاصمة. وكان الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، قد توعد الانقلابيين بالرد «فوراً وبشدّة» على أى هجوم يستهدف مواطنى فرنسا ومصالحها فى النيجر، حيث تظاهر آلاف الأشخاص أمام سفارة باريس فى نيامي. وتعد النيجر شريكاً استراتيجياً لفرنسا التى تنشر نحو 1500 من جنودها فى هذا البلد الذى يعتبر محورياً فى مكافحة الحركات الإرهابية.. وحمل مسؤول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل، الانقلابيين فى النيجر مسؤولية أى هجوم تتعرض له سفارات الدول الأجنبية، معربًا عن دعم التكتل للإجراءات الاقتصادية العقابية التى أعلنتها دول غرب أفريقيا فى حقّ نيامي.


وقال بوريل فى بيان «نحمّل الانقلابيين مسئولية أى هجوم يطال المدنيين، أو المراكز الدبلوماسية والموظفين فيها»، وذلك غداة تجمّع آلاف مؤيدى الانقلاب خارج السفارة الفرنسية. وأشار الى أن الاتحاد «سيدعم بسرعة وبحزم» قرارات الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس) التى قررت تعليق كل المبادلات التجارية والمالية مع النيجر.


جاء ذلك فيما أعلنت ألمانيا تعليق مساعدتها الإنمائية ودعمها المالى للنيجر بعد الانقلاب العسكري. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية سيباستيان فيشر خلال مؤتمر صحفي، أمس، فى برلين «علقنا كل المدفوعات المباشرة دعما لحكومة النيجر». كما أكد أن برلين «بصدد مراجعة مجمل الالتزامات الثنائية فى النيجر» وقد تتخذ «تدابير أخرى» على ضوء تطورات الأيام المقبلة. من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة التنمية كاتارينا كوفن «اتُّخذ قرار بتعليق أى تعاون ثنائى فى مجال التنمية».
وجددت الحكومة الألمانية إدانتها الانقلاب مشيرة إلى أن الوضع على الأرض «متغير» وأن جهود الأسرة الدولية تتواصل من أجل «عودة النظام الديمقراطي». وينتشر حوالى مئة جندى ألمانى فى النيجر وتؤوى العاصمة نيامى قاعدة جوية مهمة للجيش الألمانى تستخدم خصوصا لانسحاب القوات الألمانية من مالى المجاورة.
من جانبه، دعا الكرملين «جميع الأطراف إلى ضبط النفس» والعودة إلى «الشرعية» فى النيجر . وقال المتحدث باسم الكرملين دميترى بيسكوف «ما يجرى هناك يثير قلقا جديا». وأضاف «ندعو إلى عودة الشرعية بأسرع ما أمكن فى البلاد، وجميع الأطراف إلى ضبط النفس، حتى لا يتسبب ذلك بخسائر بشرية».


فى غضون ذلك، نشرت وسائل إعلام أفريقية أول صورة لرئيس النيجر مع نظيره التشادى محمد إدريس ديبي، وذلك بعد احتجازه من قبل عسكريين الأربعاء الماضي. وكان ديبى وصل إلى نيامى «ليرى ما يمكن أن يقدمه فى سبيل تسوية الأزمة بالنيجر»، حسبما قال المتحدث باسم الحكومة التشادية عزيز محمد صالح.


وتقع النيجر فى منطقة الساحل الصحراوية ويبلغ عدد سكانه 20 مليون نسمة، وهو من أفقر دول العالم رغم موارده من اليورانيوم. وتشهد منطقة الساحل حالة انعدام استقرار إذ إن النيجر هى ثالث دولة تشهد انقلابا منذ العام 2020 بعد مالى وبوركينا فاسو.