"مستورة" مبادرة مجتمعية استطاعت تقديم عدد من الخدمات الإنسانية والإغاثية التى أحدثت تأثيراً كبيراً فى مصر وبعض بلاد أفريقيا، وخدمت آلاف الأسر منذ خروجها للنور.
المبادرة صاحبة فكرتها فتاة فى ريعان شبابها لم تنشغل مثل أقرانها باقتناء الفساتين والإكسسوارات والحلي، إنما قادتها نزعتها وحبها للخير لتبنى فكرة المبادرة وخدمة شريحة مهمة من الأسر المتعففة والأكثر احتياجا، لتوفير حياة آدمية تليق بهم، وتحقيق مبدأ مهم من مبادئ الشريعة الإسلامية ألا وهو التكافل الاجتماعى الذى يؤلف بين أبناء المجتمع الواحد وينزع من بينهم الكره والبغضاء والمشاحنة التى تؤرق المجتمع وتنال من أمنه واستقراره.
تقول شروق مصطفي، صاحبة فكرة المبادرة، إن خدمة الإنسان هى ما تعنيهم بعيدا عن أى انتماءات أو لون أو عرق، مسلم أو مسيحي، مصرى أو لاجئ، فقط هو الإنسان الذى تعنى المبادرة بخدمته ورعايته صحيا واقتصاديا واجتماعيا، موضحة أن فكرة المبادرة روادتها أثناء تفشى وباء كورونا، وبمجرد الإعلان عن نيتها لتقديم الدعم للأسر المصابة، لاقت فكرتها قبولا كبيرا عند أهل الخير الذين أبدوا استعدادهم للمشاركة فى كل الأعمال الخيرية التى تساند المرضي، مؤكدة أن المبادرة نجحت على أرض الواقع وقدمت الدعم لمئات الأسر، وشاركت فى توزيع الماسكات والمواد المطهرة، إضافة إلى توزيع الوجبات الجاهزة على المرضى والأطقم الطبية داخل مراكز العزل والمستشفيات ودور الرعاية.
وتضيف أن المتطوعين الذين شاركوا فى أنشطة المبادرة فى بداية رحلتها، كانوا من أسباب نجاحها وقدرتها على الصمود ومواصلة رحلة العطاء رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها العالم، مشيرة إلى أن ترتيب أولويات المبادرة، وقدرتهم على تحديد أهدافها والسعى فى تحقيقها على أرض الواقع كانت أيضا من عوامل النجاح المهمة التى ارتكزت عليها وجعلتها قادرة على مواصلة رحلة العطاء.
بصمة واضحة
وترى شروق أن نجاح «مستورة» وقدرتها على التأثير فى مصر وخارجها ليس بالأمر السهل، وإنما هى مسئولية كبيرة تحتاج إلى مجهود جبار، مع زيادة أنشطة المبادرة وسعة الشريحة التى تقوم بخدمتها ما يستلزم توفير مبالغ مالية كبيرة لشراء احتياجات الأسر الفقيرة والمتعففة، لافتة إلى أن مبادرة «مستورة»، أصبح لها بصمة واضحة فى تحقيق عدد من المشاريع الخيرية داخل الأماكن التى تعمل بها فى مصر وخارجها، إضافة إلى توفير احتياجات وكفالة عدد كبير من الأسر الأولى بالرعاية داخل المجتمع.
إنجازات ملموسة
وتضيف نحرص على التوسع فى الأنشطة التى تقوم على رعاية المبادرة رغم الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد، مبينة أنها نجحت فى تحقيق الكثير من الإنجازات التى تحسب لها وللقائمين عليها فى الآونة الأخيرة، بعد أن شاركت بقوة فى جميع المناسبات والأعياد على مدار العام حيث قامت على سبيل المثال فى عيد الأضحى المبارك بذبح عدد كبير من العجول داخل العديد من محافظات الجمهورية، وبعض بلاد أفريقيا، وتوزيع لحومها على الأسر المستحقة والأولى بالرعاية، إضافة إلى تدشين عدد من المبادرات الخيرية التى كان لها تأثير قوى فى خدمة المجتمع وتقديم الدعم لمئات الحالات من الفقراء والأيتام والأرامل والمطلقات.
دعم المبادرات
وطالبت صاحبة فكرة المبادرة، المجتمع المصرى خاصة الميسورين ماديا بضرورة دعم كل المؤسسات والمبادرات الخيرية التى تستهدف مساندة الفقراء والأكثر احتياجا، مؤكدة أهمية ذلك الدور المهم الذى يتأتى من وراء تكاتف أبناء الوطن الواحد وما يحققه من إرساء لمبادئ الأمن والاستقرار، التى تعمل على تقدم المجتمع وتحقيق نهضته، مشددة على ضرورة دعم هذه المبادرات الإنسانية فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد، لمواصلة رحلة العطاء ودعم شريحة مهمة من أبناء المجتمع فى وقت عصيب هم فى أمس الحاجة لمن يقف بجوارهم ويساعدهم على مجابهة غلاء المعيشة وتجاوز الأزمات الطاحنة التى يتأثر بها المواطن البسيط بشكل سلبي.
وتؤكد عزم مبادرة «مستورة»، استكمال عدد من المشاريع الخيرية التى بدأت فى تنفيذها فى وقت سابق، وكذلك تنفيذ عدد آخر منها داخل أماكن محددة بقرى الصعيد والأماكن الحدودية وأفريقيا، لافتة إلى أن الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد وحالة غلاء المعيشة لم تعرقل أبدا مشاريع المبادرة بفضل دعم أهل الخير الذين يؤمنون بأفكارها ويلمسون إنجازتها على أرض الواقع.
كفالات شهرية
وعن أنشطة المبادرة تشير شروق إلى أن «مستورة»، ترعى العديد من البرامج التى توفر خدماتها لعدد كبير من الأسر المستحقة والأولى بالرعاية داخل العديد من المحافظات على مستوى الجمهورية فى الصحة والغذاء والتعليم، موضحة أنه منذ بداية تأسيسها نجحت فى توفير عدد كبير من الكفالات الشهرية لمئات الأسر التى تحرص على دعمها بشكل شهرى خاصة التى لا يوجد لديها عائل، والأيتام والأرامل والمطلقات، لتوفير احتياجتها الأساسية، ودفع الإيجارات، ومصاريف العلاج والمدارس، وفواتير المياه والكهرباء، كما نجحت فى تركيب مئات وصلات المياه لعدد من المستحقين، وتنفيذ مشاريع محطات مياه وحفر آبار لخدمة قرى ومناطق بالكامل سواء داخل مصر أو خارجها فى مناطق أفريقيا وأوغندا وتنزانيا.
مطبخ خيري
وتابعت أن المبادرة تشارك فى توفير الطعام للأسر الأولى بالرعاية والفقراء والأرامل والأيتام من خلال مطابخها التى تعمل على مدار العام أيام الأثنين والخميس من كل أسبوع فى القاهره والأسكندرية، إضافة إلى نحر الذبائح وتوزيع لحومها مع شنط المواد الجافة التى تشتمل فى الغالب على أكياس المكرونة والفاصولياء والزيت والسكر والملح، مشيرة إلى أن مشروع المطبخ نجح فى توفير عدد من فرص العمل لبعض السيدات المعيلة من حالات المبادرة، وتحول إلى مشروع مجتمعى يوفر الغذاء بشكل مجانى للحالات المستحقة، ومصدر دخل ثابت لبعض الأسر.
رعاية المرضي
وتقول شروق إن «مستورة» تولى الجانب الصحى رعاية كبيرة حيث قامت بتوقيع بروتوكلات تعاون مع العديد من مؤسسات المجتمع المدنى التى تعنى بهذا الجانب، والمستشفيات الحكومية، وتشمل الخدمات توفير الأدوية والأطراف الصناعية والكراسى المتحركة والسماعات وأجهزة الأكسجين لمرضى الفشل التنفسي، وكذا تحمل نفقات العمليات الجراحية، والأدوية للمرضى الفقراء خاصة منهم أصحاب الأمراض المزمنة من غير الخاضعين للتأمين الصحى سواء من المصريين أو غير المصريين، بسبب التكلفة المرتفعة للأدوية التى أهم فى أمس الحاجة إليها، مبينة أن الرعاية الصحية للمرضى تبدأ من توفير الكشوفات والأدوية بشكل مجانى من خلال توجيه الحالات للمؤسسات المتعاقد معها أو المستشفيات الحكومية وفى حال عدم توافر علاج المريض لديها تقوم المبادرة بالتدخل العاجل لعلاج وتحمل نفقات الجراحه إذا لزم الأمر، لافتة إلى حرص المبادرة الشديد على رعاية الجانب الصحى وعنايته بشكل كبير بسبب الظروف الإقتصادية وغلاء أدوية الأمراض المزمنة التى تعجز أغلب الحالات عن تحمل نفقاتها.
المرأة المعيلة
وتؤكد أن المبادرة تقوم بتوزيع عدد كبير من الشنط الغذائية خلال شهر رمضان المبارك، وتوزيع الوجبات الجاهزة على الصائمين حيث نجحت هذا العام فى توزيع مئات الشنط، وبلغ عدد الوجبات المطهوة التى كانت تقدم للفئات المستحقة حوالى ٦٠٠ وجبة فى اليوم الواحد، كما نجحت فى توزيع عدد كبير من البطاطين والألحفة خلال فصل الشتاء على الفقراء والأيتام والأسر الأولى بالرعاية، إلى جانب توزيع عدد كبير من الملابس الجديدة على أطفال الأسر خلال الأعياد وفصل الشتاء.
وتشير إلى أن «مستورة» تعتنى أيضا بتدريب الأرامل والمطلقات والمرأة المعيلة على احتراف المهن اليدوية والصغيرة، ومنحهم ماكينات حياكة، وتوفير الأدوات التى تمكنهم من تنفيذ بعض المنتجات اليدوية، بهدف توفير دخل ثابت لهذه الأسر، لافتة إلى أن محاربة الفقر مسئولية مجتمعية والقضاء عليه أول الخطوات نحو بناء مجتمع قوى ومتماسك.
دورات تعليمية
وتوضح شروق أن المبادرة تقدم خدمة دعم تعليمى لبعض الأطفال من أصحاب الأمراض النادرة ممن يحتاجون إلى دعم نفسى وجلسات تخصصية فى التخاطب وفرط الحركة وغيرها من الأمراض المماثلة، كما تقوم بتحمل نفقات هذه الجلسات بالكامل أو توجيههم لبعض الأماكن المتعاقد معها مقابل أجر رمزي، إلى جانب المساهمة فى التخفيف عن كاهل الأسر الأولى بالرعاية من خلال تحمل نفقات أبنائها الدراسية وشراء الزى المدرسى والأدوات التعليمية، وإلحاقهم بدورات متخصصة فى مهارات الحياة، ورعايتهم صحيا وغذائيا، وحماية من يتعرض لحالات عنف وتأهيله لتجاوز هذه الأزمات ودمجه بالمجتمع، لافتة إلى أن خدمة الدعم النفسى تشمل أيضا حالات السيدات التى تتعرضن للعنف الأسرى بإخضاعهن لدورات متخصصة لتجاوز الأزمات وإعانتهن على بدء حياة جديدة خالية من الأشياء التى تعكر صفوها.
والمبادرة تحرص على تنظيم الحفلات الخيرية للأطفال بهدف إدخال البهجة عليهم وعلى ذويهم، وتدعم دور رعاية الأيتام والمسنين، كما أنها شاركت مؤخرا فى تجهيز دار ضيافة لأستقبال أصحاب الأمراض المزمنة، وشراء مقابر الصدقة لتكريم الإنسان.
تدريب الأيدى العاملة
وتؤكد أن «مستورة» تؤمن بثقافة العمل وتدريب الأيدى العاملة لتوفير دخل ثابت، وعدم الإعتماد على مساعدة الغير، الأمر الذى يسهم فى خلق مجتمع قوى قادر على العمل والإنتاج، مشيرة إلى أن المبادرة تحرص بشدة على اختيار الأسر الأكثر احتياجا لدعمها بشكل مؤقت لحين توفير فرصة عمل مناسبة لأحد أفرادها أو تدريبه على امتهان عمل معين، وفى حال خلو الأسرة من عائل تستمر المبادرة فى تقديم الدعم الذى توفره على عدة محاور تشمل الجانب الصحى والغذائى والاجتماعي.
إغاثة المنكوبين
وتشير إلى أن المبادرة تقدم خدمات إنسانية مميزة داخل بلدان أفريقيا تشمل الغذاء والكساء وحفر الآبار حيث تحرص على نحر الذبائح وتوزيع لحومها على الفقراء، ورعاية المرضي، وقدمت عدد من المساعدات لدولة السودان مع الهلال الأحمر المصرى وقت الفيضان وما زالت المساعدات مستمرة لإغاثة المنكوبين جراء الاشتباكات المسلحة الدائرة فى الوقت الراهن، إضافة إلى إرسال مساعدات لدولة لبنان وقت وقوع الأنفجار، ولفتت إلى أن المبادرة تحرص فى الوقت الراهن على تقديم حزمة من المساعدات الغذائية للأسر النازحة إلى مصر هربا من الاشتباكات الدائرة بالسودان، إلى جانب مساعدات أخرى طبية وغدائية على المعابر من خلال المتطوعين الذين قامت المبادرة بإرسالهم لمعاونة الأسر العالقة هناك.